^   كل شيء يسير بقانون، سمه ما شئت؛ قانوناً إلهياً، قانوناً كونياً، قانوناً طبيعياً. فأي قانون لا بد أن يقع، فإن ترمي على سبيل المثال كرة أو قطعة حديد أو حجر فإنه لا بد أن يقع على الأرض بفعل قانون الجاذبية. وهذا يحدث على سطح الكرة الأرضية، ودرجة غليان الماء في أي بقعة من الأرض هي ذاتها، فعند وصول الحرارة إلى درجة 100 درجة يبدأ الغليان وبالتالي التحول إلى حالة مائية أخرى هي حالة التبخر. من هنا فإنه عندما يدور الحديث بيني وبين الآخرين عن أهمية كثرة الإنجاب للمحافظة على النوع الإنساني من الانقراض، أجابه بردود أفعال من الآخرين، يقولون إننا لا نستطيع في مثل هذه الظروف السيئة أن نعيلهم، فتنطلق من داخلي الأسئلة الكونية التي تؤكد على أن من وما يخلقهم الله أو يرسلهم إلى هذه الأرض هو من يقوم بإعالتهم ولسنا نحن، فتوقف النسل معناه نوع من أنواع الاعتراض على خطة الله في الدنيا أو للدنيا، وأذكرهم بقول سبحانه وتعالى (نحن نرزقكم وإياهم). قبل عدة أيام وصلني “ايميل” جميل في مستوى ما أطرحه دائماً وأبدأ من الله هو الرازق، لا الظروف ولا الآباء ولا الحكومات. يقول “الايميل”: يحكى أن رجلاً يابانياً كان يحاول تجديد بيته فقام بنزع الجدران. وكما نعلم فإن البيت الياباني التقليدي مبني من الخشب، حيث يكون بين الجدران فراغ، وعندما نزع أحد الجدران وجد سحلية عالقة بالخشب من إحدى أرجلها، انتابته رعشة الشفقة عليها، لكن الفضول أخذ طريق التساؤل عندما رأى المسمار المغروز في رجلها يعود إلى سنوات خلت عندما أنشأ بيته لأول مرة، دار في عقله سؤال ما الذي حدث؟ كيف تعيش السحلية سنوات في فجوة ما بين الجدران يلفها الظلام والرطوبة ودون حراك؟ توقف عن العمل وأخذ يراقب السحلية.. كيف تأكل؟ فجأة ظهرت سحلية أخرى حاملة الطعام في فمها، دهش الرجل، واعتملت في نفسه مشاعر رقة الحب التي أثارها مشهد سحلية رجلها مسمرة بالجدار وأخرى تطعمها صابرة لسنوات. من هنا يقول مرسل الايميل: ابتسم.. فرزقك مقسوم.. وقدرك محسوم.. وأحوال الدنيا لا تستحق الهموم.. لأنها بين يدي الحي القيوم. ابتسم.. عندما تجلس مع عائلتك.. فهناك من يتمنى عائلة.. ابتسم.. عندما تذهب إلى عملك.. فالكثير ما زال يبحث عن وظيفة.. ابتسم.. لأنك بصحة وعافية.. فهناك من المرضى من يتمنى أن يشتريها بأغلى الأثمان. أعود إلى القول إن إنجاب الأطفال، ليس كما يعتقد البعض، فهو لا يستطيع إعالتهم أو تربيتهم أو تعليمهم، كأنما هو المسؤول عنهم. أيها الإنسان الجميل.. إن الإنجاب هو من الصفات الإنسانية الرائعة، وكلما كثرت الإنجاب فتح الله لك أبواباً جديدة، الاكتفاء أو تحديد النسل، كما أرى، هو نوع من أنواع الاعتراض على حكمة الله. أخيراً لنعد إلى السنة النبوية ونردد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “تناكحوا تكاثروا فاني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة”.