كتبت - شيخة العسم:
أكد مخيمون أن القوانين والاشتراطات الجديدة وتقليص مساحات التخييم إلى النصف يشعرنا بنوع من الضيق رغم أن منطقة الصخير المتنفس الوحيد لنا، فيما أرجع رئيس لجنة الخدمات والمرافق العامة بالمحافظة الجنوبية علي المهندي تقليص المساحة هذا الموسم إلى “قيام إحدى شركات التنقيب الخاصة بالنفط عن البحث في المساحات الموجودة في الصخير، وانعقاد مؤتمر مجلس التعاون في قصر الصخير، ومن المتوقع أن تنفتح بعض المساحات بعد انتهاء المؤتمر وعلى المخيمين الالتزام بالمساحة المخصصة لهم”.
وأوضح علي المهندي “كانت المناطق التي يخيم بها المواطنون تسمى بـ«أم يدر”، “العمر”، “القارة، “الحفيرة”، “الجلاع”، “وادي علي”، ولكن اليوم انحصر التخييم في منطقتين فقط هما “القارة” و«الحفيرة”، مشيراً إلى أن “هناك عوامل أخرى تسببت في الازدحام في موسم التخييم منها زيادة عدد المخيمين، وجود مخيمات للإيجار، تملك بعض المخيمين مساحات 100 متر في 100 متر مما يقلل عدد المستفيدين، وأصبحت هناك مساحات مخصصة للتجارة، كبيع الحطب والمواد الغذائية وتأجير الخيام، و«البانشيات”.
ومن ناحية أخرى يقول المهندي إن “مخلفات المخيمات والمخيمين تكلف الدولة الكثير للتنظيف، لابد من أن يكون هناك نوع من المسؤولية للمخيمين تجاه نظافة المكان”.
تأمين رمزي
وبيّن عضو مجلس بلدية المحرق خالد بوعنق أن “دورنا كبلدين في محافظة المحرق بعيد نسبياً عن ما يتعلق بموسم التخييم، وهذا الدور يقع الآن على عاتق المحافظة الجنوبية”.
ويضيف بوعنق ولكن هناك نصائح أود أن أقدمها للمسؤولين والمخيمين وهي ضرورة وضع إرشادات وتعليمات تفيد المخيمين في وقت التخييم، ضرورة عزل خيام العوائل عن خيام الشباب لما يترتب عليه مشاكل كثيرة، يجب فرض تأمين على الخيام بمبلغ رمزي كـ50 ديناراً وبعد أن يتم الانتهاء من الموسم والتزام المخيمين بنظافة المكان يرجع المبلغ له”، ويضيف “أما بالنسبة لبلدية المحرق فنحن نهتم بما يتعلق بالخيام كخيام الأعراس والخيم الرمضانية ونتأكد من سلامة الموقع والالتزام بأخذ الحيطة والحذر لتجنب أي حوادث حريق وغيرها”.
يقول مصعب الحنفي لقد تغير موقع خيمة أسرتي عن الموسم السابق بسبب وضع إعلان في المنطقة بأنه غير مسموح التخيم فيها، وهذا أزعجنا كثيراً فموسم التخييم من أحلى أيام السنة، وبوجود هذه القوانين وتقليص المساحات يشعرنا بنوع من الضيق، وأرجو أن لا تتقلص المساحة إلى الربع في الموسم القادم”، ويضيف حنفي “أما بالنسبة لي ولأصدقائي ومع بداية الموسم نتعاون نحن الشباب في نصب الخيام، لتبدأ رحلات البر بشكل يومي وتستمر لساعات طويلة في أيام العطل الرسمية، يتخللها الشواء مستخدمين الفحم أو الحطب بدلاً من حمل أنبوبة الغاز، وكأننا نحنّ إلى الماضي والحياة ببساطة”. ويؤكد عبدالله محمد الجار أن ما يميز موسم البر “لمة” الأهل والأصدقاء كأسرة واحدة بعيداً عن ضوضاء المدينة. وفي هذا الموسم تختلف حياتنا عن الأيام العادية، فبدلاً من الذهاب إلى المجمعات التجارية والمنتزهات يكون البر مأوى الأسر البحرينية. ففي هذا الموسم يتعزز التواصل الاجتماعي بين الأهل والأصدقاء، ونرى من الأهل من لم نرهم طوال أشهر السنة، كما نتعرف على أصدقاء جدد, وتكون فيه برامج مغايرة عما نقوم بها في المنزل أو في المقاهي والمجمعات”.
ويقول عمر الكوهجي إن “تقليص المساحة بشكل كبير يعيق حركتنا نحن الشباب وأرجو إعادة النظر فهو المكان الوحيد الذي نتنفس فيه بعيداً عن المدينة، فأنا أنتظر موسم التخييم بفارغ الصبر فأنا من محبي ركوب البانشي، إلا أنني أقوم بركوبه بعيداً عن الخيام حتى أتحاشى إي اصطدام، ونقوم أنا وأصدقائي بنصب الخيام وشراء مستلزمات التخييم قبل فترة، كما إننا نعطي فرصة لأهلنا بأن يأتوا الخيمة بعد إخبارنا مسبقاً حتى لا نذهب للمخيم، هكذا حتى تستفيد أسرنا من الخيمة”.
الحوادث المرورية زادت
وتعلق مريم خالد محمد: اعتادت الأسر البحرينية نصب خيامها في هذه الأيام وممارسة طقوس جميلة، لكن ما يقلقنا كثرة الحوادث، فمع الأسف الشديد ارتبط موسم البر بالحوادث، وأعتقد أن السبب الرئيس لمثل هذه الحوادث ما يسمى بالـ«البانشي” وقيادة السيارات من قبل الشباب بطريقة غير لائقة وسرعة فائقة وكأننا في سباق فورمولا، متغافلين عن نتائج هذه السلوكيات الخاطئة. لذلك أفضل ألا يذهب أبنائي الشباب إلى البر مع أصدقائهم، لكنهم يصرون على ذلك.
وتضيف محمد “أقول للشباب إن السياقة فن، وسلوك حضاري يعكس شخصية الفرد، بالتالي يعكس واقع المجتمع البحريني ومدى التزامهم بالقواعد المرورية وثقافتهم ووعيهم، فالتزموا بذلك حفاظاً على سلامتكم وحفاظاً على البحرين الأم.
ويشير جاسم المهندي إلى أن ما يميز البر هو الصور الطبيعية والطقس الجميل، بعيداً عن المرافق السياحية خصوصاً المجمعات. لذلك نجد كثيراً من الأسر تترك وسائل الترفيه التكنولوجيا وتأتي إلى البر، وهذا يدل على ميلنا نحو الماضي وحياة الأجداد البسيطة، كما يدل أيضاً على قدرتنا على إعداد حاجاتنا دون الاعتماد على الوسائل الحديثة، فالتخييم يخلق لدينا روح البساطة. ويتابع: نلاحظ على الشباب أنهم يجلبون أدوات التقنية الحديثة إلى البر، وكأنه يعيش البداوة بأسلوب حديث، وهذا مالا أحبذه لأن هذا الموسم جاء لنتعلم منه كيف عاش أجدادنا في الماضي دون هذه التطورات.