سجل النشاط الصناعي الأميركي الشهر الماضي هبوطا غير منتظر جراء تأثيرات إعصار ساندي الذي ضرب المناطق الشمالية الشرقية للولايات المتحدة وأدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن تلك المناطق، فقد ذكر الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) أمس أن الإنتاج الصناعي تقلص بنسبة 0.4% الشهر الماضي مقارنة بسبتمبر/أيلول الماضي، وهو ما يخالف توقعات سابقة بأن الإنتاج سيزيد بنسبة 0.2%.
وقد ظهرت فداحة أضرار الإعصار ساندي الذي ضرب أميركا يوم 29 أكتوبر الماضي -إلى جانب مقتل مائة شخص وخسائر بمليارات الدولارات- في المنشآت ومصانع المواد الكيماوية والغذائية وتجهيزات النقل والأجهزة الإلكترونية والحواسيب.
ويشير الاحتياطي الاتحادي إلى أنه لو استبعدت آثار الإعصار ساندي لزاد الإنتاج الصناعي الشهر الماضي بنسبة 0.6%، وانخفض إنتاج المصانع -الذي يشكل ثلاثة أرباع إجمالي الإنتاج- بنسبة 0.9%، غير أن استبعاد أضرار الإعصار كان سيجعل الإنتاج مشابها لما سجل في سبتمبر الماضي.
وذكر تقريران منفصلان لفرعين للبنك المركزي الأميركي نشرا الخميس الماضي، أن ساندي أربك نشاط المصانع الشهر الماضي في المنطقة الأطلسية الوسطى لاسيما منطقة نيويورك. وقال كبير الاقتصاديين بمؤسسة "بانتيون ماكروإكونومبيك أدفايزرز" أيان شبردسون إن تأثير ساندي كان منحصرا جغرافيا، متوقعا أن يسجل الإنتاج الصناعي صعودا في الشهر الجاري، غير أنه عبر عن شكوكه حول احتمال التعافي من كافة تداعيات الإعصار.
وأضاف شبردسون أنه حتى دون احتساب أضرار ساندي فإن المصانع الأميركية واجهت في الأشهر القليلة الماضية عدة صعوبات نتيجة ضعف الاقتصادين الصيني والأوروبي، فالأول استطاع التعافي والثاني فشل في ذلك.
وضمن أصناف الإنتاج الصناعي الأميركي، كانت نسبة الانخفاض الأكبر في مجال إنتاج الآليات بنسبة 1.9%، بينما هبط إنتاج الأجهزة والمعدات الإلكترونية بنسبة 1.4%، وتراجع إنتاج تجهيزات الشركات بنسبة 1.2% وإنتاج المنتجات الاستهلاكية بنسبة 0.9%، وتراجعت الطاقة الإنتاجية المستعملة في المصانع الشهر الماضي من 78.2 إلى 77.8%.
970x90
{{ article.article_title }}
970x90