تعمل الكويت جاهدة لاستبدال الدمار الشامل الناجم عن الغزو العراقي عام 1990، بإقامة نظم إيكولوجية صديقة للبيئة جاذبة للحياة البرية والطيور المهاجرة، على غرار محمية "صباح الأحمد"، شمال شرقي الدولة الخليجية.
وقالت د. سميرة عمر عاصم، من "معهد الكويت للأبحاث العلمية"، إن التأثير المدمر للغزو العراقي للكويت طال النظم الإيكولوجية، ولعل أبرزها تدمير آبار النفط الكويتية في سياق سياسة "الأرض المحروقة"، التي انتهجتها القوات العراقية على طول خط انسحابها.
وتضررت البيئة بشدة جراء سحب الدخان الكثيف الأسود المتصاعد من النيران التي أضرمت في ما يزيد على 700 بئر نفطي، بجانب تسرب النفط الخام إلى المناطق المحيطة، واستغرق إخماد تلك الحرائق الهائلة ثمانية أشهر بأكملها.
كما تعمد الجيش العراقي، وبحسب عاصم، تدمير النظام البيئي الصحراوي الهش بإقامة تحصينات عسكرية بلغت 24 ألف نقطة في منطقة المحمية، مضيفة: "شاهدت هذه المخابئ عقب التحرير مباشرة.. هل لك تخيل محمية طبيعية جرى تحويلها إلى مقر لأنشطة عسكرية؟.. المحمية بأكملها كانت ممتلئة بالذخائر."
وتشكل الذخائر الحية المهجورة الممتزجة بالنفط الخام المتسرب، ربما عمداً، والذي فاضت به الخنادق، بيئة خطرة على العاملين في إعادة تأهيل المنطقة.
وتقع "محمية صباح الأحمد" الطبيعية، في شمال شرقي الكويت، بمساحة إجمالية تبلغ 320 كيلومتراً مربعاً، والهدف منها إعادة توطين الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض، والمحافظة على الصفات الطبيعية للبيئة في الكويت، كما توجد بداخلها بحيرة.
وحول المحمية التي ساهمت في إنعاش النظام البيئي الصحراوي، قالت العالمة الكويتية: "هذا انجاز محوري للحكومة الكويتية، للحفاظ على التاريخ الطبيعي للأجيال القادمة والحالية.. وهذه مساهمتنا للأسرة الدولية لنقول لهم إننا جادون في حماية بيئتنا."
ولا يعتبر المشروع سوى خطوة واحدة لترميم الأضرار الجسيمة التي خلفها الغزو العراقي، منها إحراق وتسريب أكثر من مليار برميل من النفط الخام، الذي امتزج بمليارات الغالونات من مياه البحر، التي استخدمت لإخماد الحرائق، مما أدى لتلوث الرمال في منطقة بمساحة تمتد لنحو 100 كيلومتر مربع.