كتب - حذيفة إبراهيم:
ينفذ وكيل الولي الفقيه في البحرين عيسى قاسم، بمعاول راديكالية مخطط الولي الفقيه السياسي، تحت شعارات الديمقراطية، حيث تبرز مهمته الأساسية، في تصعيد وزيادة استعار التوتر الأمني لزعزعة الاستقرار في الخليج العربي عامة، فيما يغلف «قاسم» مهمته الرئيسية، بالدعوات الرنانة المنادية بالإصلاح أو حقوق الإنسان والحريات، التي أساساً كفلها الدستور البحريني وجعلها حقاً لكل مواطن.
ويلاحظ أن عيسى قاسم الذي يلبس العباءة الدينية لتنفيذ الأجندة السياسية للولي الفقيه بمعاول الراديكاليين في البحرين، يُّصعد من خطابه كلما لاحت بوادر لحسم الفوضى والشغب والإرهاب في الشوارع، فعندما شرعت الحكومة ومكونات المجتمع في تنفيذ توصيات تقرير تقصي الحقائق من خلال الشروع فيه، أفتى قاسم بـ «اسحقوهم» لإشعال جذوة الشارع، ثم طالب قاسم في وقت لاحق وعقب من خلال الاعتداء المباشر على رجال الشرطة، ثم ما لبث أن جاء يحاول تبريرها.
وقال المحلل الاستراتيجي د.عادل عبدالله إن: «عيسى قاسم يشكل أداة في ظاهرة، تغول ولاية الفقيه لملء الفراغ المتوقع من قبلهم في منطقة الخليج بشكل عام، مشيراً إلى أن عيسى قاسم هو قنصل ولاية الفقيه في البحرين، حيث استنسخ ذلك النظام نموذج الفاتيكان في السفراء، وقد يسمون القنصل وكيل ولاية الفقيه أو آية الله، وغيرها من المسميات»، وأوضح أن قاسم هو «قائد التأزيم الروحي».
وازدادت الأعمال الإرهابية في المملكة بشكل كبير خلال الأشهر الماضية، دون أي اعتبار لمصلحة الوطن والمواطنين، بعد فتاوى وكيل الولي الفقيه في البحرين والتي بموجبها استباح أتباعه كل المحرمات، وانتهكوا قوانين حقوق الإنسان الأرضية والسماوية.
واستمر وكيل الولي الفقيه بعدها في تماديه المعهود على الدولة ووزاراتها، ومدافعته عن الأعمال الإرهابية التي تستهدف المواطنين والمقيمين فضلاً عن رجال الأمن والممتلكات العامة والخاصة.
وأكد عبدالله، أن «خطاب قائد التأزيم الروحي لم يتغير منذ البداية حيث أصله المواجهة والتحدي، وهو مؤطر وواضح المعالم والأهداف والأدوات، موضحاً أن نظرية «حكومة أم القرى» التي تحدث عنها «الخميني»، تشير إلى أن كل هذه الحكومات غير شرعية ويجب إسقاطها وأن على العلماء وطلبة العلم في الحوزات والحسينيات إقامة دويلات صغيرة تكون نواة لدولة ولاية الفقيه».
وأوضح عبدالله أن «قائد التأزيم في البحرين هو مرجع سياسي وليس دينياً، وذلك انطلاقاً من التعديل في العام 1989، حيث أعيد النظر في منصب المرشد الأعلى للثورة، وأصبح ليس شرطاً أن يكون جامعاً للأدوات الفقهية كاملة، مضيفاً أن الخامنئي لا يرجع إليه فقهياً وإنما سياسياً فقط، وهو الأمر ذاته لقائد التأزيم الروحي في البحرين، وأشار إلى أنهم يطلقون على أنفسهم لقب «الممهدين».
ويتركز دور الوفاق على إيجاد المبررات والغطاء السياسي والحقوقي، إما عن طريق أعضاء الجمعية مباشرة أو من خلال جمعيات أخرى اشترتها خلال الأزمة، فضلاً عن تغييب الرأي العام في الطائفة الشيعية الرافض لتلك الأجندات.
وأوضح د. عبدالله أن «قنصل ولاية الفقيه في البحرين «ممثل لدولة الممهدين» ولذلك أصبح الأصل في خطابه التصعيد والطائفية بهدف تكوين نواة دولة ولاية الفقيه، مشيراً إلى وجود حزمة مصطلحات في لغة المعارضة الدينية والسياسية سواء «الملالي» أو «الافندية»، وأضاف أن تلك المصطلحات يستخدمها الجميع، سواء قائد التأزيم، أو أحمد الجلبي، وهادي المدرسي في العراق، أو حزب الله في لبنان».
وقلب عيسى قاسم الحق والباطل، حيث راح يبرر الإرهاب لأتباعه بمختلف الأسماء والصفات الدينية، بينما يجّرم محاولات رجال الأمن المحافظة على الاستقرار والهدوء وأمن المواطنين بأقل القوة الممكنة، متناسياً أن دولة «خامنئي» تقتل المتظاهرين السلميين بالرصاص الحي.
ولم ينتقد وكيل الخامنئي في البحرين العنف غير المبرر ضد المتظاهرين والإعدامات الجماعية دون وجود محاكمات أو إدانة للناشطين الإيرانيين سواء كانوا في طهران أو الأحواز الذين يطالبون «بأقل القليل» من الحريات والإصلاح الاقتصادي والمعيشي، حيث تظهر ازدواجية قاسم في مواقفه بشكل جلي.
وأكد المحلل الاستراتيجي د. عادل عبدالله، أن «قنصل ولاية الفقيه لن ينتقد إيران مهما حدث داخلها من أحداث ولن يقف إلى جانب المطالبات بالإصلاح هناك، بل سيسعى للدفاع عنها بدلاً من ذلك، موضحاً أن ذلك ضمن الاستراتيجية الإيرانية القائمة على «بناء مصدات مذهبية»، لإشغال دول الخليج بنفسها في حال اشتعال إيران».
وأوضح أن «المصطلحات التي يستخدمونها في خطاباتهم هي «تخندقية حربية» وتستخدم للحرب وليس السلم، ومنها «طوق الكرامة» أو»حصار العكر» المتداول حالياً وذلك بهدف تشبيه حفظ الأمن في تلك المنطقة بما يحصل في غزة، حيث يستهدفون مخاطبة العالم أجمع واستعطاف الإعلام الأممي».
وقال عبدالله، إن: «تلون خطاب قائد التأزيم الروحي، جاء كونه سياسياً، حيث إن الخطاب الديني لا يتلون لأنه ينطلق من مبادئ وأسس ثابتة وواضحة، إلا أن استخدامه للمنابر الدينية والحسينيات لإعادة صياغة الأيديولوجيا القائمة على مبدأ المظلومية، والحسينيين واليزيديين».
وأكد د.عادل عبدالله أن تولي عيسى قاسم رئاسة المجلس العلمائي «غير المرخص» جعل منه غطاء شرعياً لتحركات ولاية الفقيه، بغض النظر عن وجود بعض الشخصيات التي لها مكانة دينية في البحرين، موضحاً أنه يقوده بطريقة متشنجة ولا تخدم إلا التأزيم الساعي لخدمة الأهداف الإيرانية.