قال ديفيد جوروديانسكي، أحد أبرز الرؤساء التنفيذيين العاملين في حقل الخصوصية والأمن الإلكترونيين، إن الحماية التقليدية من الفيروسات لم تعد كافية في عصر الحوسبة السحابية.
ورأى ديفيد جوروديانسكي، وهو الرئيس التنفيذي لـ “آنكورفري” AnchorFree، أن تأمين الهويّات الافتراضية وتصفّح الويب والبيانات الشخصية في هذه الأيام، التي يزداد فيها نشاط الأفراد والشركات في السحابة،أصبح أهمّ من تأمين الأجهزة نفسها.
ولطالما كان استخدام البرمجيات المضادة للفيروسات هو الحلّ لرؤساء المعلوماتية في الشركات، إلاّ أن كثيرًا منهم الآن بات يدرك المخاطر الكامنة في الاستخدام غير المحميّ للإنترنت. وأضاف جوروديانسكي قائلا، الآن وقد شاع استخدام الهواتف الذكية وراج رواجًا كبيرًا، ولا سيما “آيفون” وهو جهاز آمن بطبيعته، فإن الحاجة إلى تأمين الإنترنت والعمليات التي تتمّ عبرها طغت على الحاجة إلى تأمين الأجهزة نفسها.
ويعتقد جوروديانسكي بأنّ الأيام التي كانت الأجهزة فيها تصاب بالفيروس جرّاء قرص مرن أو قطعة ذاكرة محمولة، قد ولّت، سيما وأنّ تبادل البريد الإلكتروني واستعراض صفحات الويب باتت أسرع الطرق وأيسرها لتناقل مخاطر الهجمات عبر الإنترنت.وعلاوة على ذلك، يقول جوروديانسكي إنه إذا تمّت حماية كلٍّ من الويب والبريد الإلكتروني بالأمن السحابي، فإنّه من المرجّح أن تصبح الأجهزة المعنية أكثر أمانًا من أي وقت مضى.
واستطرد جوروديانسكي موضحًا، بما أن مزيدًا من الشركات والمستهلكين يحتفظون بكميات هائلة من البيانات الثمينة والسرية في السحابة، فإن التهديدات المباشرة إلى الأجهزة ذات الصلة تصبح أقل من خطر المساس بهوياتنا أو البيانات الشخصية المحفوظة في الإنترنت وأنشطتنا الممارَسة عبرها، مثل “مستندات جوجل”، و”ملفات دروب بوكس”، وكلمات السر، وأنشطة البحث في محرّكات البحث، أو زيارات المواقع.
ومع اتساع رقعة الهجمات الإلكترونية في العالم، فقد باتت دولة الإمارات العربية المتحدة، أكثر عُرضة للحوادث الأمنية الإلكترونية، نظرًا لاتساع شريحة السكان من الشباب ومن محبي التقنيات الإلكترونية ومستخدمي الإنترنت. وكان تقرير “نورتون” حول الجرائم الافتراضية لهذا العام قد أظهر أن حوالي 1.5 مليون شخص في الإمارات العربية المتحدة قد تأثروا بالجرائم الإلكترونية خلال الإثني عشر شهرًا السابقة لإعداد التقرير، وتعرضوا جراءها لخسائر مالية مباشرة بلغت 1.039 مليار درهم. كما أظهر التقرير أن 31% من البالغين في الإمارات العربية المتحدة كانوا ضحايا للجرائم الإلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو من خلال الأجهزة المتنقلة، مقارنة بنسبة بلغت 21% على المستوى العالمي.
ومما يُسهم في هشاشة وضع الفضاء الافتراضي الإلكتروني في الإمارات الانتشار الواسع لأجهزة الهاتف الذكي، والبالغ 62% من مستخدمي الهواتف المتنقلة في البلاد، وفقًا لدراسة “جوجل” السنوية المتعلّقة بالهواتف الذكية والصادرة تحت عنوان “الكوكب المتنقّل” Mobile Planet، وتزايد اللجوء إلى استخدام الأجهزة الشخصية في إنجاز العمل. وتقول شركة “أروبانتوركس” المتخصصة في الشبكات المتنقلة، إن 80% من الشركات في المنطقة قد سمحت لشكل من أشكال النفاذ بين أنظمتها الإلكترونية والأجهزة الشخصية للموظفين، وهي أعلى نسبة في العالم.
ويقدم برنامج “هوتسبوت شيلد” من “آنكورفري” الحماية من 3.5 مليون تهديد تشمل البرمجيات الخبيثة ومواقع التصيد الإلكتروني والبريد التطفلي. ويأتي “هوتسبوت شيلد” بإصدارين، الأول مجاني يتم دعمه من خلال الإعلانات، والثاني عبر خدمة التسجيل بدون إعلانات. وقد تم تحميله أكثر من 120 مليون مرة من المستخدمين على امتداد 190 دولة حول العالم.
من جهة أخرى تعمل تقنية “هوتسبوت شيلد”، المتاحة على أجهزة الحاسوب الشخصي وماك وأنظمة iOS من “أبل” وأنظمة “أندرويد”، على ضغط البيانات لتسريع عملية التصفح بمقدار يتجاوز الضعف دون تغيير خطط الاتصال الحالية الخاصة بالبيانات.
وانتهى جوروديانسكي إلى القول، أنه لا يدعو الشركات في الوقت الحالي إلى الاستغناء عن الحماية التقليدية من الفيروسيات، ولكن من الضروري أن تولي الشركات اهتمامًا أكبر بتأمين أنشطتها عبر الإنترنت، وبذلك تقضي على كثير من التهديدات التي تحاول شركات مكافحة الفيروسات حلها، حتى قبل أن تقترب هذه التهديدات من أجهزتها.