في واحد من أقوى المشاهد في مسرحية "ضيعة تشرين" الشهيرة لدريد لحام، يصرخ غوار خلال التحقيق معه بأحد فروع المخابرات السورية: "أنا لا شيء.. أنا المواطن لا شيء".
ويرتد صوت لحام مع صوت الكف الذي ينزل على وجهه في المسرحية، عندما يعلن أنه مع نشر الجيش في المدن السورية للقضاء على ما سماه الإرهاب، لتبدو تلك الصفعة موجهة للناس وليس للمحقق ولا للنظام.
أفرزت الثورة السورية نجومها وتألقت أسماؤهم لتصبح أشبه بالأيقونات للشعب الذي يخوض ثورته منذ ما يقارب العامين.
وفي المقابل فإن هذه الثورة أسقطت نجوماً حقيقيين عندما وقفوا مع الرئيس الأسد ونظامه، وأدلوا بتصريحات ضد الشعب الثائر.
فنسي الناس أولئك الفنانين الذين دعموا بشار الأسد وتنكرو للشعب الذي يقتل منذ ما يقارب العامين، وهتفوا مع نجومهم المطالبين بالحرية.
فعندما أعلن حارس المرمى الحمصي عبدالباسط الساروت أن من يقتل شعبه خائن، قام النظام بإهدار دمه علناً، ليحميه بعد ذلك الناس من بطش الأسد.
وعندما قال عباس النوري "إن 11 مليوناً قالوا بشار الأسد وبس"، لم يخذل جمهوره فحسب، وإنما قضى على محبة ناس تابعوه بنهم.
وإن سقط النوري فإن فدوى سليمان الصبية الحمصية حُملت على الأكتاف وفي الوجدان لمّا هتفت في شوارع حمص ومظاهرتها، لينسى العالم فنها، ويحييها كإنسانة سورية صرخت: "الله أكبر حرية".
حاول النظام الانتقام من كل من شكل رمزاً للثوار السوريين فاقتلع حنجرة إبراهيم القاشوش لأنه غنى "يلا ارحل يا بشار"، فسماه السوريون "بلبل الثورة" نكاية بنظام الأسد.
وأعلن اسمي فدوى سليمان والساروت كأهم مطلوبين لمخابراته، وقتل غياث مطر ومشعل تمو تحت آلتهم القاتلة، وتوقف باسل شحادة عن تصوير فيلمه عن الثورة عندما مات تحت وابل رصاصهم.
في أداء أسطوري حفر دريد لحام في مخيلة أجيال عربية ما قاله في مسرحية "كاسك يا وطن" : "ما ناقصنا غير شوية كرامة!".
وفي أداء أسطوري ثانٍ أعلن لحام ونجوم آخرون أنهم ضد "ثورة الكرامة".