تعتزم الهيئة الوطنية السعودية لمكافحة الفساد، إعلان الحرب على «الواسطة» بعدما حصلت على فتوى من مفتي عام السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، بحرمتها، باعتبارها شفاعة سيئة تعطي الحق لغير أهله بعكس الشفاعة الحسنة التي تساعد غير القادر في الحصول على حقه.
وطلبت الهيئة، من اللجنة السعودية الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، رأيها حول الفرق بين «الواسطة» و»الشفاعة» وحكم كل منهما، وأصدر مفتي عام السعودية، فتوى شرعية حول الفرق بين الشفاعة الحسنة والواسطة.
وأكد آل الشيخ، أن «الشفاعة الحسنة التي فيها مساعدة الإنسان للوصول إلى حقه، وقضاء حاجته أو دفع الظلم عنه أو الإصلاح بين الناس مشروعة شرعاً، أما الشفاعة السيئة التي فيها توسط يؤدي إلى الاعتداء على حقوق الآخرين أو ظلم لهم كتقديم شخص على غيره في استحقاق أو إعطائه ما لا يستحق أو كان فيها ما يضر بالمصلحة العامة فذلك محرم شرعاً».
وذكرت الهيئة، أنها لاحظت خلال مباشرتها اختصاصاتها لمكافحة الفساد المالي والإداري انتشار ظاهرة «الواسطة» في معظم الأمور والحاجات التي يراد قضاؤها في الأجهزة الحكومية كقبول الطلبة والتوظيف واستخراج التراخيص والتأشيرات وإسناد المشاريع.
كما لاحظت، أن هناك لبساً لدى المسؤولين بين «الواسطة» و»الشفاعة الحسنة» الموجودة في الشريعة، الأمر الذي أدى إلى الحيلولة دون حصول صاحب الحق على حقه، وإعطاء من لا يستحق عن طريق استغلال الموظفين لنفوذ وظائفهم، والمسؤولين لمناصبهم.
من جهة خرى، حذّر مفتي عام المملكة من مواقع الإنترنت والفضائيات التي قال إنها مشبوهة ومضللة وتشوّه صورة الإسلام والمسلمين وتدعو للفتن وتنشر الفوضى وتنشر الأكاذيب، مؤكداً ضرورة التكاتف مع القادة وولاة الأمر، للحفاظ على الأمن والاستقرار على حد وصفه.
وأضاف «على المجتمع المسلم أن لا ينجرف للدعايات المضللة والأفكار الهدامة التي لا خير فيها وأن يقفوا منها موقفاً حازماً وأن يعلموا أنها وسائل استخدمت فيما لا خير فيه واستغلت للأكاذيب والأباطيل وإفساد الأخلاق».