قال رئيس نيابة محافظة المنامة فهد البوعينين إن التحقيقات في قضية الشاب الذي تقدم ببلاغ عن اعتداء مجهولين عليه بالضرب وحبسه في كراج بالسنابس كشفت عن افتعاله الإصابة ، مشيرا إلى أن النيابة وجهت له تهمة "الإبلاغ عن جريمة لم تقع".
وقال البوعنين في تصريح اليوم الجمعة إن التحريات أسفرت عن عدم صحة الواقعة، وأن المبلغ قد افتعل هذه الإصابات بنفسه، وقد سبق ضبطه لاشتراكه في أعمال التجمهر والشغب وإشعال الحرائق.
وأضاف أن تقرير الطبيب الشرعي إلى أن الإصابات الحديثة المشاهدة بجسم المبلغ عبارة عن جروح سطحية مستوية الحواف، والآثار القديمة عبارة عن جروح مشابهة وجميعها إصابات افتعالية تحدث بيد المصاب باستخدام جسم صلب ذي حافة حادة أياً كان نوعها، كما أن ملابسه خالية من أية تمزقات، ولا توجد به أية كدمات تتفق مع تصوير المُبلغ لكيفية الاعتداء عليه".
وذكر البوعنين معاينة الشرطة لمواقع الحادث أثبتت أن الطرق التي ادعى المُبلغ أنه مر بها أثناء مطاردته ممن قال إنهم اعتدوا عليه هي شوارع مأهولة ومزدحمة بالمارة والسيارات، كما أن الكراج الذي ادعى احتجازه فيه والاعتداء عليه داخله يقع في مكان مطروق.
وذكر رئيس النيابة أنه بمناظرة المُبلغ لدى سؤاله بالتحقيق شوهدت به خدوش سطحية بالذراعين ولاصق طبي على كلا الفخذين، وآثار إصابة قديمة بالبطن.
وقال البوعنين إن النيابة بناء على ما توصلت إليه التحقيقات استدعت المُبلغ مرة أخرى وواجهته بما خلص إليه تقرير الطب الشرعي من افتعاله الإصابات بنفسه، وبما انتهت إليه التحريات وكشفت عنه المعاينة، ووجهت إليه تهمة إبلاغ السلطات القضائية والإدارية عن جريمة يعلم أنها لم ترتكب، وأمرت بإخلاء سبيله بضمان محل إقامته لحين التصرف في القضية.
وأشار رئيس النيابة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي توجه فيها النيابة تهمة الإبلاغ عن جريمة لم تقع أو الإدلاء في تحقيق بمعلومات غير صحيحة، "حيث سبق أن كشفت تحقيقاتها من قبل في عدة قضايا عن عدم صحة البلاغات التي قدمت، وثبت كذبها بأدلة قولية ومادية قاطعة".
وكانت مديرية شرطة العاصمة قد تلقت بلاغاً من شاب بمنطقة سنابس مفاده أنه على إثر خروجه من منزله صباح يوم الأربعاء الماضي في طريقه إلى مدرسته، فوجيء بسيارة خاصة يستقلها مجهولون قاموا بمطاردته إلى أن تمكنوا من استيقافه واصطحابه بالقوة داخل السيارة حتى بلغوا به كراج بذات المنطقة، وهناك طلبوا منه العمل معهم كمرشد إلا أنه رفض الاستجابة لطلبهم فانهالوا عليه ضرباً بأنبوب بلاستيكي وموس ثم قيدوه وانصرفوا بعد أن أغلقوا عليه باب الكراج .
وقد باشرت النيابة التحقيق في هذه الواقعة، حيث استمعت إلى أقوال المُبلغ (الشاب المدعي) الذي ردد مضمون بلاغه، وأضاف بأن أحد المعتدين ضربه بالأنبوب البلاستيكي ثلاثة عشر ضربة، فيما قام آخر باصابته في أنحاء متفرقة من جسمه باستخدام الموس مما أضطره إلى تصنع الإغماء كي يتركوه، فقاموا بإيثاقه وانصرفوا، كما قرر بأنه تعرض للاعتداء مرتين من قبل نفس الأشخاص بسبب رفضه العمل معهم مرشداً والكشف عن الأشخاص المشاركين في المظاهرات، حيث ضربوه بعصا في المرة الأولى، وفي الثانية قام أحدهم بصفعه على وجهه. بينما أفاد بالتحقيق بأنه مفصول من المدرسة.
كما استمعت النيابة كذلك إلى أقوال والد المُبلغ الذي قرر بأنه علم من نجله بوقائع الاعتداء التي تعرض لها، ولم يقم بالإبلاغ في المرتين السابقتين لعدم وجود دليل لديه ضد أحد بعينه، وأضاف أن ابنه سبق ضبطه لاشتراكه في أعمال الشغب.
وتبين أخيرا كذب الدعوى بعد التحقيقات والكشف الطبي.