كتب - حذيفة إبراهيم:
تشهد البحرين باستمرار محاولات لتشويه صورتها أمام الرأي العام الدولي ممن يدعي بأنه من أبنائها، حيث يتم تحويل القضايا عن مجراها الحقيقي لفبركتها وإعادة صياغتها وفقاً لما يريده الراديكاليون في حملتهم ضد المملكة.
ورغم فشل تلك السياسية، إلا أن «الوفاق» ومن يتبعها من الجماعات الإرهابية استمروا في نهجهم في الكذب على الإعلام الخارجي، وحاولوا هذه المرة الترويج لوجود حصار في قرية «مهزة» إحدى قرى منطقة سترة، وذلك عقب فشلهم في ترويج «حصار العكر»، والذي تم فضح أكذوبته عبر وسائل الإعلام البحرينية.
اللافت للنظر هو تكرار الأسلوب في الترويج لتلك القضايا دون كلل أو ملل، حيث خروج أشخاص محدودين وتصوريهم على أنها مظاهرات «لفك الحصار»، بينما تتوالى الجمعيات الراديكالية في إصدار بيانات فارغة المحتوى سوى من عناوين تستهدف استعطاف الرأي العام الدولي.
وأدى تكرار فبركة الأحداث إلى اتخاذ شعب البحرين تلك البيانات والتصرفات بسخرية من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، حيث لم تعد تنطلي عليهم تلك الألاعيب الوفاقية، مطالبين الحكومة بردع هؤلاء الذين ليس لديهم انتماء للبحرين ويستهدفونها في كل وقت وحين.
ويستخدم الراديكاليون مصطلحات لها دلالات دولية معينة كـ»الاعتقال» أو «الحصار» أو «التجويع» وغيرها من الكلمات وذلك لتضليل المجتمع الدولي، بينما ادعوا أن رجال الأمن يمسكون كل من يمر من أمامهم، ليعاودوا مناقضة أنفسهم من خلال ادعاء أن 7 فقط هم من تم إلقاء القبض عليهم، حيث وكعادتهم فشلوا في تضخيم الأمور، فما يلبث أن يصدروا بياناً حتى ينكشف كذبه.
وتحاول «الوفاق» تصوير تلك الإجراءات الأمنية المتبعة للحفاظ على سلامة المواطنين على أنه استهداف منظم بسبب الانتماء المذهبي، إضافة إلى استخدامهم لتلك المصطلحات لتصوير ما يحدث وكأنه في الأراضي المحتلة في فلسطين.
ولم تكن تلك المحاولات هي الأولى أو الأخيرة، فالنهج الوفاقي مستمر منذ تأسيس الجمعية، حيث تمت المتاجرة بدماء الموتى الذين توفوا لأسباب طبيعية، وحولتهم تلك الجماعات إلى شهداء تم استهدافهم من قبل قوات الأمن، ليتم بعدها التصعيد على جميع المستويات إثر تهييج العواطف لدى المواطنين البسطاء أو أتباع الوفاق.
الأمر ذاته أتبعه أمين عام «الوفاق» علي سلمان، حيث تحدث في عاشوراء مؤخراً من خلال حاجز زجاجي، ليوهم العالم بأنه مستهدف من قبل الجهات الأخرى، رغم أنه تحدث عشرات المرات دون أن يستهدفه أي أحد. ولا يخفى على أي مواطن النهج الإعلامي التصعيدي، حيث تتعرض البحرين إلى حملة إعلامية كبيرة من قنوات إيرانية مدفوعة الأجر وتخدم أهداف الوفاق التي تنفذ أجندات الولي الفقيه، يرافقها تصعيد ميداني على أرض الواقع. ويرى المراقبون أن الفشل في جنيف أدى إلى استمرار استخدام تلك السياسية بشكل أكبر لإعادة بعض المكاسب، بعد الخسارة الكبيرة التي ألمت بالراديكاليين، إلا أن المراقبين أكدوا أن تلك السياسة لن تحظى بنجاح مرة أخرى. واستغلت «الوفاق» هذه المرة ذكرى مرور عام على صدور تقرير بسيوني، حيث لاقت البحرين إشادات كبيرة سواء بإنشاء اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق أو التزامها بتنفيذ توصيات التقرير، إلا أن الراديكاليين لن يهدأ لهم بال إلا في حال إعادة الأنظار للمملكة إثر الفبركات والكذب.
وأكد النائب عبدالله بن حويل أن فشل «الوفاق» على جميع المستويات دفعها لاستخدام «بروباجندا» ضد البحرين، حيث أدى التزام البحرين بتوصيات لجنة بسيوني إلى انكشاف تلفيقهم في جنيف، فضلاً عن خسارتهم لمقاعدهم في البرلمان نتيجة قراراتهم الخاطئة.
وأوضح أن ادعاء «الوفاق» بوجود حصار في قرية «مهزة» كذبوه بأنفسهم، حيث دخلوا إلى القرية وأجروا لقاءات مع الأهالي، مشيراً إلى أنه لو كان هناك حصار لما استطاعوا الدخول والتصوير والتنقل في شوارع المنطقة بكل حرية. وأشار إلى أن حبل الكذب قصير، فبعد ادعائهم بوجود حصار بالعكر، انكشف زيف ذلك من خلال المنظمات الحقوقية البحرينية، فضلاً عن دخول سائق توصيل أحد المطاعم مما قلب السحر على الساحر وجعل من الموضوع محط سخرية.
وشدد بن حويل أن المواطنين لديهم وعي تجاه تلك الأجندات الخارجية والأفعال التي تمارسها «الوفاق»، حيث لم يعد ينطلي عليهم ذلك الكذب، وأخذوا يسخرون من البيانات المتكررة التي تصدرها الجمعية، فضلاً عن أن مملكة البحرين صغيرة ولا يمكن لأحد تلفيق أي حدث فيها، مؤكداً أن على الوفاق الاكتفاء بإعطاء بياناتها إلى قناة العالم وغيرها ممن يتعاون معهم كونهم الجهات الوحيدة التي ستصدقها وعدم نشرها في البحرين أو مواقع التواصل الاجتماعي.
وطالب الحكومة باتخاذ الإجراءات القانونية بحق من يحاول تشويه صورة البحرين من عيسى قاسم وعلي سلمان وغيرهم من أصحاب تلك الأجندات، مؤكداً أن المملكة تتقدم إلى الأمام ويجب عدم السماح لمن يريد سحبها إلى الوراء وإعادتها للمربع الأول.
التضخيم الإعلامي الأعرج للوفاق
^ المتاجرة بالوفيات الطبيعية إلى مشروع شهادة
^ وقوف علي سلمان خلف زجاج للادعاء أنه «مستهدف»
^ بيانات «حصار العكر» و«مهزة» المفبركة متشابهة في طريقة صياغتها
^ فشل الوفاق وأجندتها التأزيمية وراء «بروباجندا» ضد البحرين