أظهرت بيانات وإحصاءات، تناولت إنجازات النساء في البحرين، أن المرأة البحرينية عرفت طريقها نحو المناصب العليا في السلك الدبلوماسي منذ تولي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى مقاليد الحكم، إذ أصبح للمملكة 4 سفيرات تمثلن مصالح البحرين في الخارج، فيما تعد الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة أول عربية ومسلمة تشغل منصب رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال تقرير، نشرته وكالة الأنباء البحرينية (بنا) أمس بمناسبة يوم المرأة البحرينية، إن «المرأة البحرينية عرفت طريقها لأول مرة نحو المناصب العليا في السلك الدبلوماسي، منذ تولي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم في البلاد، إذ أصدر جلالته في ديسمبر 1999 أمراً ملكياً بتعيين أول سفيرة بحرينية وهي الشيخة «هيا بنت راشد آل خليفة» التي تم تعيينها سفيرة للمملكة لدى الجمهورية الفرنسية، وظلت تشغل هذا المنصب حتى منتصف عام 2005، كما عملت كسفيرة غير مقيمة لدى إسبانيا وبلجيكا وسويسرا ومندوبة دائمة للمملكة لدى «اليونسكو» ، وتم انتخابها في 8 يونيو 2006 رئيسة للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الحادية والستين، لتصبح أول عربية ومسلمة وثالث امرأة في العالم تشغل هذا المنصب الدولي الرفيع».
وأضاف التقرير: «توالت المراسيم الملكية التي أعطت للمرأة البحرينية دوراً أكبر في مجال العمل الدبلوماسي، حيث تم في شهر يونيو من عام 2007 تعيين السيدة «بيبي السيد شرف العلوي» رئيسة للبعثة الدبلوماسية البحرينية لدى جمهورية الصين الشعبية بلقب سفير فوق العادة مفوض. كما تم في يونيو 2008 تعيين ثالث سفيرة بحرينية، وهي «هدى عزرا نونو» التي تم تعيينها سفيرة للمملكة لدى الولايات المتحدة الأمريكية، وفي يوليو 2011 أصدر جلالة الملك مرسوم رقم 82 لسنة 2011 بتعيين «رابع سفيرة بحرينية « السيدة أليس توماس سمعان رئيساً للبعثة الدبلوماسية البحرينية لدى المملكة المتحدة بلقب سفير فوق العادة مفوض، كما تم تعيينها في مايو2012 كسفيرة غير مقيمة في أيرلندا».
وأشار إلى أن «المرأة تبوأت مناصب قيادية أخرى الأخرى داخل وزارة الخارجية والهيئات الدبلوماسية المختلفة، إذ تم على سبيل المثال تعيين الشيخة رنا بنت عيسى بن دعيج آل خليفة وكيلاً مساعداً للشئون العربية والأفرو آسيوية والمنظمات بوزارة الخارجية، وتقلدت د. «فائقة سعيد الصالح» منصب مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية لتصبح أول امرأة خليجية تشغل مثل هذا المنصب».
وتابع التقرير أن «وزارة الخارجية سعت برئاسة الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة بشكل دؤوب لإتاحة المجال أمام المرأة لكي تتبوأ مكانتها الملائمة في السلك الدبلوماسي، حيث تمكنت بجدارة من النهوض بمسؤولياتها في تمثيل الوطن والذود عنه وصون سيادته والحفاظ على أمنه واستقراره»، مشيراً إلى أن «وزير الخارجية أصدر قراراً بإنشاء وحدة تكافؤ الفرص بالوزارة بتاريخ 14 أغسطس 2011م، للعمل على متابعة إدراج احتياجات المرأة في الخطط والبرامج التنموية بالوزارة، وإعداد خطط الوزارة التي تضمن تكافؤ الفرص بين الجنسين في مجال التعيين والترقية والمشاركة في الدورات والفعاليات، وذلك وفق رؤية واضحة بأن المرأة شريك فعال في الريادة في الدبلوماسية السياسية والاقتصادية».
وأطلقت الخارجية مبادرة «برنامج جسور» برئاسة حرم وزير الخارجية الشيخة وصال بنت محمد آل خليفة، حيث يجري تنفيذ البرنامج على مستويين: المستوى الأول ويتعلق بالدبلوماسيات الأجانب أو زوجات الدبلوماسيين المعينين لدى مملكة البحرين، من خلال تعريفهن بالمنجزات الثقافية والتراثية التي تمتلكها مملكة البحرين. أما المستوى الثاني يتناول توجيه وإعداد الدبلوماسيات البحرينيات ثقافياً بحيث يعكسن حقيقة وصورة المرأة البحرينية العصرية.
وعلى صعيد المشاركات الدولية، شاركت د.الشيخة رنا بنت عيسى آل طخليفة الوكيل المساعد للشؤون العربية والآفروآسيوية والمنظمات بوزارة الخارجية في الاجتماع الوزاري الثالث لدول حركة عدم الانحياز المعني بالنهوض بالمرأة، في العاصمة القطرية الدوحة في فبراير 2012 بحضور نحو 500 شخصية يمثلون أكثر من 80 دولة عضواً في الحركة. وقدمت مملكة البحرين في مايو 2012 مساهمة طوعية لدعم صندوق الأمم المتحدة لإنهاء العنف ضد المرأة وذلك بمكتب رئيس الجمعية العامة بمقر الأمم المتحدة بنيويورك، وذلك ضمن الجهود التي يقوم بها المجلس الأعلى للمرأة في البحرين، برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، لدعم كافة الخطوات والبرامج الدولية والأممية الرامية للحد من ظاهرة العنف ضد المرأة سيما في إطار برامج المرأة في الأمم المتحدة التي تعززت بعد إنشاء آلية موحدة لبرامج المرأة المتمثلة في كيان يعنى بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة (جهاز الأمم المتحدة المعني بشؤون المرأة).
وشكل النهوض بالمرأة البحرينية علامة بارزة وركناً أساسياً من أركان المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى، واستطاعت المملكة في ظل إيمان جلالته المطلق بأن «تحقيق التنمية الشاملة لا يتأتى من دون مشاركة فاعلة للمرأة»، أن تضفي المزيد من الإنجازات والمكتسبات على صعيد تمكين المرأة في كافة المجالات، لاسيما في السلك الدبلوماسي الذي يعد أحد أبرز المجالات التي استطاعت المرأة البحرينية أن تترك بصمتها الواضحة عليه.
ويأتي احتفال المملكة هذا العام بـ «يوم المرأة البحرينية» الذي يوافق الأول من شهر ديسمبر، وقد بات لدى المرأة البحرينية رصيد وافر من الإنجازات والمكتسبات في السلك الدبلوماسي، والتي بدأت في جنيها مع بداية العهد الزاهر لجلالة الملك المفدى، حيث تبوأت مكانة مرموقة في هذا المجال بفضل الإيمان المتزايد بدور المرأة المحوري في برامج التنمية الشاملة، والجهود المتواصلة لصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة في ترجمة طموحات المرأة البحرينية إلى واقع ملموس.
والمتأمل فيما حققته المرأة البحرينية من إنجازات ومكتسبات على صعيد العمل الدبلوماسي وغيره من المجالات الأخرى، يرى أنها تعكس توجهاً عاماً يؤمن بقدرة المرأة على العطاء والإنجاز، والإسهام في بناء المجتمع البحريني كشريك فاعل يتمتع بكافة الحقوق التي يقرها الدستور والقانون ويلتزم بكل الواجبات، وأنها استطاعت بقدراتها وكفاءتها أن تتبوأ المراكز القيادية في مختلف مواقع العمل والمسؤولية، وأن دعم القيادة الحكيمة وسعيها المستمر لتوفير كل السبل والإمكانات أمامها لتنطلق بفاعلية في خدمة مجتمعها ووطنها إلى جانب كافة الكوادر الوطنية، مثل حجر الزاوية في انطلاقتها نحو واقع جديد يتناسب مع طموحاتها.