إعداد - وليد صبري:
تشارك مملكة البحرين، قيادة وحكومة وشعباً، دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة احتفالاتها بعيدها الوطني الـ41، تجسيداً للعلاقات التاريخية الأخوية الوثيقة القائمة بين البلدين منذ استقلالهما وتأسيسهما عام 1971 على يد المغفور لهما بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، وأخيه صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وسط اهتمام مشترك بمواصلة مسيرة البناء والتنمية ومد جسور المحبة والتعاون على جميع الأصعدة بفضل السياسات الحكيمة لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل مملكة البحرين، وأخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتتسم العلاقات البحرينية الإماراتية بالتميز وتستمد قوتها ومتانتها من العلاقات الأخوية المتميزة والوثيقة بين قيادتي وشعبي البلدين على أسس راسخة ومستقرة، والقائمة على المحبة والأخوة والتفاهم والاحترام المتبادل، في إطار عوامل التقارب الجغرافي والحضاري، وما يجمعهما من أواصر الدم والنسب والمصاهرة ووشائج القربى، والروابط الدينية والتاريخية والثقافية، والتي بلغت مرحلة إنسانية سامية.
وأخذت العلاقات بين البلدين في التطور إلى أرقى المستويات من التكامل والتعاون في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والثقافية، بفضل حرص القيادتين السياسيتين الحكيمتين على توطيد أواصر العلاقات المشتركة في كافة المجالات في الإطار الثنائي أو في إطار البيت الخليجي الموحد ممثلاً في مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وما يميز العلاقات البحرينية الإماراتية أنها راسخة وذات خصوصية فريدة في إطار علاقات المحبة والأخوة بين قيادتي البلدين على مدار التاريخ، والقائمة على أسس وأواصر متينة، وتأخذ بعين الاعتبار المصلحة المشتركة والعمل الجماعي لخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية.
وتكتسب العلاقات بين البلدين أهمية كبيرة في ظل تمتع البلدين بثقل سياسي وموقع جغرافي واستراتيجي مميز على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وتبنيهما لسياسة خارجية عقلانية ومتوازنة ومعتدلة، وكونهما من النماذج الرائدة على مستوى المنطقة في مجالات الديمقراطية وحقوق الإنسان وتنفيذ سياسات طموحة للإصلاح والتطوير والتحديث وتكريس دولة المؤسسات والقانون.
ويحقق البلدان تقدماً ملحوظاً في مجالات الحرية الاقتصادية والتنمية البشرية وحماية حقوق الملكية الفكرية وتقدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، باحتلالهما صدارة البلدان العربية ومكانة مرموقة عالميا في تلك المجالات كافة بشهادة المنظمات الدولية، وذلك بفضل المشروع الإصلاحي لصاحب الجلالة الملك المفدى والمبادرات المتميزة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في دعم مسيرة الوحدة الإماراتية ونهضتها الشاملة على أسس أصيلة ورشيدة، بدعم من نائب رئيس الدولة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وأشقائهما حكام الإمارات الأخرى.
علاقات وثيقة
تشهد العلاقات بين البلدين نمواً مستمراً في ظل تبادل الزيارات الودية والرسمية على أعلى المستويات، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.
يشار في هذا الصدد إلى موقف مملكة البحرين الثابت من مساندة حق الإمارات في السيادة على جزرها الثلاث المحتلة من قبل إيران “طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى”، باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من دولة الإمارات العربية المتحدة، مطالبة بضرورة الانسحاب الإيراني منها وحل القضية عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.
وفي المقابل، لعبت الإمارات دوراً مهماً في دعم ومساندة قضايا البحرين الداخلية والخارجية، خاصة خلال أحداث فبراير 2011، ومشاركة القوات الإماراتية ضمن قوات درع الجزيرة التي كانت في البحرين لحماية المنشآت الحيوية.
تطابق المواقف السياسية
تحرص البلدان على دعم ونصرة القضايا الخليجية والعربية والإسلامية استناداً إلى عضويتهما ودورهما الفاعل في مجلس التعاون الخليجي، وجامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ومنظمة الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات العربية والدولية الفرعية، بتبنيهما دبلوماسية تتميز بالحكمة والاتزان والعقلانية مما أكسبهما ثقة واحترام المجتمع الدولي، يشار في ذلك إلى تبني البلدين مواقف سياسية متطابقة في المحاور كافة.
ويذكر في الإطار المواقف الثابتة لقيادتي البحرين والإمارات في دعم ومساندة حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، واستنكار السياسات العدوانية الإسرائيلية ومطالبة إسرائيل بوقف الاستيطان، مع تأييد مبادرة السلام العربية التي أقرتها القمة العربية في بيروت في 2002، وصولاً إلى حل عادل وشامل للصراع العربي الإسرائيلي.
كما يحرص البلدان على وحدة وسيادة العراق، ورفض أي توجهات لتقسيمه على أسس عرقية أو دينية، داعين إلى عدم التدخل في شؤونه الداخلية، ليعود العراق عضواً فاعلاً في محيطه العربي والدولي.
ولاشك في أن التزام البلدين بتدعيم التضامن العربي يشكل امتداداً لنهج المغفور له سمو الشيخ زايد بن سلطان الذي لم يدخر جهداً في مساندة القضايا العربية العادلة، ولا ينسى أحد مقولته التاريخية إبان حرب أكتوبر 1973، حين بادر بقطع النفط عن دول العالم بقوله: “النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي”.
وتعتبر البحرين والإمارات أن احترام المواثيق الدولية، وقواعد حسن الجوار، وسيادة الدول ووحدة أراضيها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وحل النزاعات بالطرق السلمية ضرورة لا غنى عنها لإحلال الأمن والسلم الدوليين، مما أكسبهما سمعة طيبة في المحافل الإقليمية والدولية.
التعاون الأمني والعسكري
وافق مجلس الوزراء البحريني في أكتوبر 2009 على مشروع اتفاقية للتعاون والتنسيق الأمني بين مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة، في مجالات تبادل المعلومات والخبرات.
وتحرص قوة دفاع البحرين والقوات المسلحة الإماراتية بجميع وحداتهما العسكرية على إجراء سلسلة من التمارين التعبوية المشتركة بصورة سنوية للارتقاء بمستويات الأداء القتالي للقوات المسلحة ودعم القدرة الدفاعية لدول مجلس التعاون لما فيه خير وصالح شعوبها.
كما يجري التنسيق بين سلاح البحرية الملكي البحريني، والقوات البحرية بدولة الإمارات، بما يستهدف تعزيز وتقوية التعاون العسكري في مجال أعمال حماية البنية التحتية البحرية والمعنية بحماية الموانئ والمنصات النفطية البحرية والدفاع عنها ضد الهجمات الإرهابية.
ولعبت البحرين والإمارات دوراً فاعلاً في دعم علاقات التعاون مع دول حلف “الناتو” من خلال عضويتهما في “مبادرة إسطنبول للتعاون”، التي تم إطلاقها في يونيو 2004، حيث انضمت إليها البحرين في فبراير 2005، والإمارات في يونيو 2005، وتهدف إلى تعزيز الشراكة بين الجانبين في تعزيز الأمن والاستقرار العالمي والإقليمي.
وهناك العديد من أوجه التعاون الأمني والعسكري بين البلدين في إطار مجلس التعاون الخليجي، في مجالات تطوير القوى العسكرية الدفاعية، وإقرار الاستراتيجية الأمنية الخليجية الشاملة، ومكافحة التطرف والإرهاب، إلى جانب التنسيق في مجال مكافحة غسيل الأموال والدفاع المدني، وغيرها من المجالات.
أواصر دم ونسب ومصاهرة
الاحتفال الإماراتي بالعيد الوطني هو عيد لكل الشعب البحريني، انطلاقاً مما تكنه مملكة البحرين من تقدير كبير ومحبة دائمة لدولة الإمارات، على مستوى القيادة والحكومة والشعب، لتشكل العلاقات بين البلدين نموذجاً للعلاقات الأخوية بين جميع الأشقاء، في إطار روابط حميمة تجمع بين قيادتي وشعبي البلدين من وشائج قربى وأواصر دم ونسب ومصاهرة وتاريخ مشترك ووحدة مصير.
وبمــــرور 41 عامــــــاً علـــــــى قيـــــــام دولـــــة الإمــــارات علـــــى يــــــد القائـــــد المؤسس وحكيـــــــــــــــــــــــم العــــــــــــــــرب المغفــــــور لـــــــــــــــــه بــــإذن اللــه تعالى سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فإن القلوب البحرينية مازالت خفاقة بالمحبة والتقدير للمواقف الإنسانية الأصيلة التي نشأت عليها هذه الدولة الشقيقة، والتي تواصل حيويتها وتدفقها المعطاء بفضل السياسة الحكيمة والمستنيرة لسمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة، وما يجمعه من علاقات أخوية راسخة مع أخيه صاحب الجلالة الملك المفدى، والقائمة على الود والاحترام المتبادل ومد جسور التآخي والتعاون بين البلدين والشعبين في كافة المجالات.
وقد تجسدت هذه الروابط بأبهى صورها في علاقة المصاهرة بين النجل الرابع لصاحب الجلالة الملك المفدى سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة ورئيس مجلس الأمناء في المؤسسة الخيرية الملكية، وكريمة نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والتي اعتبرها جلالة الملك “استمراراً لمسيرة ونهج الآباء والأجداد في توطيد عرى المحبة بين بلدينا الشقيقين”.
تعاون اقتصادي وثيق
ترتبط البحرين بروابط اقتصادية وثيقة مع الإمارات تستمد مقوماتها من عوامل التقارب الجغرافي والحضاري بين البلدين وما يجمع القيادتين والشعبين من علاقات متميزة.
وتشهد العلاقات الاقتصادية الثنائية تطوراً ملحوظاً في مجالات التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة والتعاون في قطاعات المال والأعمال والسياحة والنفط والطاقة، في ظل تبادل الزيارات الرسمية بين البلدين على أعلى المستويات، والوفود التجارية والاستثمارية، وإقامة المؤتمرات الاقتصادية والمعارض التجارية المشتركة، واكتسبت تلك العلاقات تطوراً ملحوظاً خلال العهد الزاهر لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل مملكة البحرين، في إطار العلاقات الأخوية الحميمة التي تربطه بالقيادة السياسية الإماراتية.
وفي مجال التبادل التجاري، تعد الإمارات ثاني أكبر شريك تجاري عربي لمملكة البحرين بعد المملكة العربية السعودية ومن ضمن أكبر 10 شركاء تجاريين للبحرين على مستوى العالم، فيما تأتي البحرين في المرتبة الثالثة عربياً والـ23 عالمياً من حيث أكبر الشركاء التجاريين لدولة الإمارات.
وقد شهد حجم المبادلات التجارية غير النفطية بين البلدين الشقيقين ارتفاعاً هائلاً من 246 مليون دولار أمريكي عام 2000 إلى نحو 2.47 مليار دولار عام 2010، منها 618 مليوناً صادرات بحرينية.
ويعود هذا التطور إلى ارتفاع قيمة الصادرات البحرينية إلى الإمارات، إلى جانب الزيادة الكبيرة في حجم الواردات البحرينية من السلع والمنتجات الإماراتية.
وتبلغ قيمة القروض والمنح والاستثمارات الإماراتية لـ13 مشروعاً بالبحرين ما يقرب من 319 مليون دولار.
إنجازات فريدة
وتمثل احتفالات الامارات بالذكرى الحادية والأربعين أبعاداً أعمق وأثبتت أن المسيرة الاتحادية الشامخة لم تعد تجربة رائدة في الوحدة فقط، بل غدت نموذجاً فريداً للتلاحم الوطني والتناغم والتفاعل الإيجابي الخلاق في العلاقة الحميمية المتينة التي تربط بين أولياء الأمر والرعية، والتكاتف بينهما من أجل بناء المستقبل المشرق المنشود. وقد أطلق سمو الشيخ خليفة بن زايد مرحلة “التمكين” لإعلاء صروح الإنجازات والمكتسبات.
وقد رسخ المجلس الوطني الاتحادي تجربة الحياة البرلمانية والممارسة الديمقراطية.
وتبوأت الإمارات المركز الأول عربياً والمرتبة (17) على مستوى شعوب العالم لمؤشرات السعادة والرضا بين الشعوب، في المسح الأول الذي أجرته الأمم المتحدة، وأعلنت عن نتائجه في شهر أبريل من عام 2012.
وحقّقت المرأة المزيد من المكاسب والإنجازات المتميزة، التي سبقت بها الكثير من النساء في العالم، في إطار برامج التمكين السياسي الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وأصبحت تتبوأ أعلى المناصب وشريكاً أساسياً في قيادة مسيرة التنمية والتطوير والتحديث من خلال مشاركتها في السلطات السيادية الثلاث التنفيذية والنيابية والقضائية، إضافة إلى حضورها الفاعل على ساحات العمل النسوي العربي والإقليمي والدولي. وأصبحت المرأة الإماراتية تشغل اليوم أربعة مقاعد وزارية في مجلس الوزراء، مما يعد من أعلى النسب تمثيلاً على المستوى العربي، وتتمثل بثماني عضوات في المجلس الوطني الاتحادي في دورته الحالية من بين أعضائه الأربعين وبنسبه 22 في المائة، والتي تعد أيضاً من أعلى النسب على صعيد تمثيل المرأة في المؤسسات البرلمانية. وتمثل الدولة في الخارج أربع سيدات كسفيرات في إسبانيا والسويد ومونتوموجري وقنصلة عامة في هونج كونج من بين أكثر من 65 دبلوماسية يعملون في وزارة الخارجية.
ونتيجة للجهود الدءوبة المتواصلة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، مكوناً مهماً في خريطة القوى البشرية في القطاع الحكومي، حيث تشغل 66%من الوظائف الحكومية، من بينها 30 % من الوظائف القيادية العليا المرتبطة باتخاذ القرار و15 في المائة من الوظائف الفنية.
وشهد قطاع السياحة والسفر تطوراً كبيراً عزز مكانة دولة الإمارات على خارطة السياحة العالمية. وتبوأت دولة الإمارات المرتبة 30 عالمياً من بين 139 دولة شملها تقرير التنافسية للسفر والسياحة للعام 2011 الذي أصدره المنتدى الاقتصادي العالمي، فيما حققت المرتبة الأولى في منطقة الشرق الأوسط في قائمة الدول الأكثر تطوراً في قطاع السياحة والسفر، وتسعى دولة الإمارات لتتويج صدارتها في صناعة المعارض الإقليمية والدولية لاستضافة معرض أكسبو الدولي -2020 بمدينة دبي الذي ينتظر أن يستقطب 25 مليون زائر للدولة. وبلغ حجم مدخرات الاجانب 41.2 مليار درهم في 2011 مقارنة بـ38.8 مليار في 2010.
ومن الانجازات ايضا تقديم الامارات مساعدات خارجية بلغت قيمتها 7.74 مليار درهم. وبلغت استثمارات مشروعات الطاقة النظيفة في 2015 ، 183.75 مليار درهم.
كما تم تدشين ميناء خليفة بالطويلة، كأضخم ميناء عالمي بكلفة 26 مليار درهم.