كتبت - مروة العسيري:
قال الناشط العماني د.عبدالله الغيلاني إن الفجوة بين تطلعات الشعوب وحسابات الأنظمة الرسمية بشأن الاتحاد الخليجي تظهر في أن الإرادة الشعبية بالمجمل منحازة للوحدة، أما النظام السياسي فيعتمد عقلاً سياسياً يرى إنجاز الحد الأدنى من الاتحاد.
ونفى الغيلاني -في كلمته «الاتحاد الخليجي بين تطلعات الشعوب وحسابات الأنظمة»- أن يكون النظام السياسي الرسمي ممانعاً للاتحاد، مضيفاً: أن السلوك العام الرسمي على مستوى التصريحات والوقفات المشرفة يؤكد الوقوف مع الاتحاد، لكن عند التنفيذ واتخاذ الخطوات والإجراءات الحقيقة لتحقيق التوحد نلاحظ أن هناك تعطيلاً.
وأكد الغيلاني أن قوة الفعلية للاتحاد لا تملكها الشعوب، وأنها هي بيد صانعي القرار من القيادات السياسية.
وتساءل الغيلاني: هل نمتلك رفاهية التفكير في المسألة الاتحادية وكونها خياراً من الخيرات أم أنها حتمية؟ «بالطبع لا، فالمعطيات الداخلية والإقليمية تشير بما لا يعطي مجالاً للشك بأنها لا يمكن أن تكون سوى حتمية مطلقة».
وتساءل الغيلاني أيضاً: هل يمكن إنجاز الاتحاد في حده الأدنى دون الإصلاح الدستوري؟ أن الإصلاح الدستوري إن لم يمكن المقدر الرئيس لحصول الاتحاد، فهو الخط الموازي لفكرة الاتحاد.
وأضاف الغيلاني: أن المضي في الإصلاح الدستوري عند الدول الخليجية المختارة يعطي مؤشراً على صدق القوى المنخرطة في هذا الاتحاد، وعلى الشعب من باب أولى أن يطالب بحقوقه السياسية والديمقراطية قبل مطالبته بالاتحاد الخليجي. ورأى الغيلاني أن المعوقات التي تجعل من خطوات الاتحاد متعثرة أسباب ذاتية، فالواقع يؤكد صلاح الوحدة من الناحية الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، مضيفاً: يجب على الشعوب أن تضغط إلى حد الإزعاج لكي تجبر قيادتها ونظامها الرسمي على التحرك باتجاه الاتحاد. ولفت الغيلاني إلى أن العقل السياسي للنظام الرسمي لدول الخليج يعاني من قراءاته المنقوصة، فهو لا يعي أنه يتعامل مع جيل يتمتع بوعي سياسي راق، والدليل هو ما نسمعه من مفردات المشاركة السياسية والتعددية، وتحديث الجهاز الإداري للدولة، وهي مفردات لم يعرفها الجيل السابق ولم تتردد في أيامه. وأضاف الغيلاني: هذا الجيل جسور وليس متردداً أو متغيباً، وهو يسقط نظرية الجياع، فالشعب الخليجي شعب مرفّه ولم يخرج في بعض الدول الخليجية بالألوف من أجل لقمة العيش وإنما من أجل الإصلاح الدستوري والسياسي. وأكد الغيلاني أنه لا توجد دولة خليجية ترفض الإصلاحات، لكن هناك عملية ترحيل لهذا الاستحقاق الأصلي في بعض الدول عبر ممارسات لم تعد تنطلي على أحد.