دعا مؤتمر «أمن وعروبة الخليج»، الذي نظمته جمعية الوسط العربي الإسلامي بين 20-22 من مارس الجاري في البيان الختامي لأعماله تحت اسم «نداء المنامة»، إلى الدعم المطلق لثورة الشعب السوري الذي يُطالب بحقه في إقامة نظام وطني ديمقراطي، رافضاً الاستقواء بالأجنبي خصوصاً الدعوات المشبوهة للتدخل العسكري تحت أي مسمى كانت، كذلك رفض انحراف الثورة عن نهجها حرصاً على وحدة الكيان والمجتمع السوري. وأكد النداء حرص المؤتمرين على عروبة الخليج العربي وعروبة كل الشعوب المطلة عليه، وعلى حقهم بإصلاحات جدية تحمل على طريق التحول الديمقراطي الحقيقي، وكذلك الرفض المطلق لأي تدخل أجنبي أمريكي أو إيراني مباشر وغير مباشر، منوهاً إلى الحرص على عدم تحويل الثورات في مصر وتونس واليمن عن الأهداف التي قامت من أجلها. وبين النداء أنه يجب دعم «ثورة الشعب العربي على حكامه المستبدين والفاسدين، معتبراً أن إقامة أنظمة وطنية ديمقراطية ظاهرة مشرقة وإيجابية تدلل على حيوية الأمة وتصميمها على صنع مستقبل أفضل واحتلال المكانة التي تليق بها في المجتمع الإنساني»، مضيفاً أن الثورات التي انطلقت من تونس ومصر أبرزت «حيوية الأمة العربية وقدرتها على إبداع الحلول لأوضاعها التي كادت تبعث على اليأس، كما إن هذه الثورة تبشر بفجر عربي جديد تستعيد به الأمة قدرتها على التصدي للمؤامرات الخارجية والإقليمية». وجاء في البيان: «إن ثورة الحرية والكرامة والديمقراطية بطبيعتها جزءاًً من المشروع النهضوي العربي الذي عملت القوى الحية في الأمة على بلورته، وهي استكمال للمشاريع النهضوية في القرن 19 ومنتصف القرن 20»، متابعاً «هذه الثورة بامتدادها وانتشارها على امتداد الوطن العربي تؤكد أن الهوية العربية حقيقة موضوعية لا يمكن ولا يجوز تجاهلها، وإن أي دعوات لتغيير هذه الهوية تحت دعاوى قطرية أو أممية أو إقليمية أو طائفية تصب في المآل في خدمة ومصالح القوى المعادية لجماهير الأمة». ونوه إلى أن «التدخل الأجنبي بدعوى دعم الثورة محاولة واضحة لحرف الثورة عن مسارها ومدخل لاستعمار جديد معاد للحرية والديمقراطية، ومن غير المفهوم أن تقوم ثورات الحرية بالاعتماد على الأجنبي والاستقواء به واستدعائه لأن ثورة الحرية بطبيعتها ثورة ضد الاحتلال والاستعمار». وشدد على أن «النضال السلمي في التغيير الديمقراطي هو الطريق الأسلم رغم كل التكاليف والتضحيات وتعنت سلطات الاستبداد ونزعتها القمعية التي تصل لحدود غير معقولة، واستخدام العنف الثوري في ظل واقع الانقسامات الطائفية والقومية والعشائرية التي تستدعيها قوى الاستبداد والقوى الخارجية، سيؤدي إلى نزاعات وحروب داخلية تخرج الثورة عن أهدافها الديمقراطية وتفتح الطريق أمام التدخل الأجنبي».
970x90
{{ article.article_title }}
970x90