ذكرت صحيفة فايننشال تايمز اليوم الخميس، أن الليرة السورية انخفضت بنسبة 15% في السوق السوداء منذ بداية الشهر الماضي مع تراكم الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية على النظام، واقترحت بأن هذا الإنخفاض أثار احتمال انهيارها بنهاية المطاف.
وقالت الصحيفة إن العملة السورية تعرضت لضغوط مكثفة بالأسابيع الأخيرة مع قيام قوات المتمردين بنقل المعركة إلى العاصمة دمشق، وبدء القوى الدولية في الحديث عن التدخل العسكري بالحرب الأهلية المتصاعدة في البلاد.
وأضافت أن مزيجاً من انخفاض قيمة الليرة السورية والعقوبات الدولية وانسداد طرق الإمداد وتصاعد الصراع، رفع أسعار السلع الأساسية إلى أعلى مستوياتها حتى الآن.
ونسبت الصحيفة إلى إمرأة دمشقية قولها إنها اشترت دجاجة مطبوخة بسعر 650 ليرة سورية، أي ما يعادل 9 دولارات، وكان سعرها قبل أشهر 350 ليرة سورية، وإن الحياة في سوريا أصبحت مكلفة للغاية الآن.
وأشارت إلى أن الدولار كان يساوي في بداية الاحتجاجات في مارس من العام الماضي 47 ليرة سورية، لكن قيمته تجاوزت الآن 80 ليرة سورية مع تزايد الطلب على العملات الأجنبية ولا سيما في السوق السوداء، وتآكل عوائد العملات الأجنبية من صادرات النفط والسياحة.
وقالت فايننشال تايمز إن تدخلات المصرف المركزي السوري تمكنت من الحفاظ على قيمة الليرة السورية عند معدلات قابلة للتحكم وإبقاء سعر الدولار عند معدل 75 ليرة سورية بمعظم فترات العام الحالي، غير أن قيمة الليرة انخفضت في نوفمبر الماضي وتجاوز سعر الدولار 80 ليرة سورية.
وأضافت أن المصرف المركزي السوري رفض الكشف عن حجم احتياطي النقد الأجنبي في خزائنه، والذي بلغ رسمياً 15.1 مليار دولار في اغسطس الماضي.
ونسبت الصحيفة إلى خبير اقتصادي في دمشق قوله إن الوضع الإقتصادي كارثي، وقام المصرف المركزي بحقن بعض المال، غير أن السوق امتصه بعد حين وعدنا مرة أخرى إلى الوضع نفسه.