كتبت - شيخة العسم: تنتشر في جميع المحلات التجارية عبارات مثل: تخفيضات، تنزيلات، حسومات كبيرة، اشتر قطعة واحصل على الأخرى مجاناً، اشتر اثنتين والثالثة بنصف السعر وغيرها. وهي عبارات رنّانة يتفنّن فيها أصحاب المحال.. السؤال: هل تعبِّر هذه العبارات عن تخفيضات حقيقية؟ أم هي وسيلة للتخلّص من البضائع غير المرغوب فيها أو القريبة من انتهاء الصلاحية؟ عروض وهمية يقول الموظف جاسم محمد عبدالله -28 سنة- إنَّ عروض التخفيضات لا تتعدى في الغالب ملصقاً على واجهة المحل التجاري. وقد دخلتُ أحد محلات الماركات التجارية لشراء بعض المستلزمات، وكانت هناك لافتات تشير إلى أنَّ نسب الخصم تصل إلى 70 %، لكن تفاجأت أنَّ التخفيض على موديل واحد فقط، وباقي المعروضات خارجة عن التخفيض. والقطع المعروضة للتخفيضات، من الستايلات القديمة وليست الحديثة... بل حقيقية! وتؤكد سميرة رمضان -30 سنة- ملاحقتها التخفيضات في المحلات، حيث تجد تخفيضات حقيقية في المحلات التي تشتري منها، وهي تشتري كميات كبيرة من السلع، خصوصاً الكمالية في موسم «السيل». وتقوم أحياناً بشراء سلع ليست بحاجة إليها، سوى أنَّ أسعارها مغرية. قديمة لا تناسب الموضة أما الموظفة مريم السويدي -23 سنة- فتوازن بين ما تحتاج إليه وما لا تحتاجه، إلا في موسم التخفيضات كانتهاء موسم الصيف مثلاً، حيث تتوافر تخفيضات هائلة على الملابس الصيفية، وعندها تشتري كمية من هذه الملابس للسنة المقبلة، شرط أنْ تناسب الموضة. وسيلة مشروعة من جانبه يؤكد الاقتصادي جعفر محمد مشروعية التخفيضات في المحلات التجارية، مبيناً أنها وسيلة مشروعة للتاجر، فهي إحدى أدوات التسويق، وتستخدم بغرض زيادة الأرباح والطلب على السلعة. ويضيف: أحياناً يسيء التاجر استخدام هذه الوسيلة من خلال الغش والخداع، فيعلن عن تخفيضات غير حقيقية، كأنْ يرفع الأسعار الحقيقية ويضع تخفيضاً بنسبة ضئيلة جداً. وهناك وسائل أخرى للغش، لذلك يجب الانتباه إلى الفترات الموسمية للتخفيضات الأكثر ضماناً وهي: السيل السنوي، الربع سنوي، المعارض و الأسواق التي تقام لأهداف خيرية، فجميع هذه الأوقات هي أكثر ضماناً، كما إنها مراقبه بشكل أكبر من قبل الجهات المنظمة ووزارة التجارة. التاجر مطالب بمراعاة الناس أما تاجر الأغذية خالد علي الأمين، فيشدّد على التجار بضرورة تفهّم الظروف المعيشية للبلد وأحوال الناس كونه أحد أفراد المجتمع، مبيناً أنَّ التجار يلجؤون للتخفيضات في عدة حالات كالمواسم، أو في حال تكدّس البضاعة. فالتخفيضات وسيلة للتخلّص من بضاعة، ولكسب السيولة. ويضيف: كوني تاجر أغذية ألجأ للتخفيضات في موسم شهر رمضان المبارك لأنه موسم خير وبركة، يحتاج المستهلك فيه للأغذية أكثر. لكن التاجر لا يستفيد في العادة من هذه التخفيضات، لأنه يبيعها بسعر التكلفة خصوصاً السلع الغذائية. كما إنَّ نسبة التخفيضات في المواد الغذائية تكون عادة بين 5% و10%، أما السلع الكمالية كالملابس والأحذية وغيرها فتكون بين 60% و90%. السلع المخفَّضة غير صالحة وتنصح الباحثة الاجتماعية أمينة السندي بعدم شراء السلع الغذائية في موسم التخفيضات، فهي تخفض نظراً لقرب انتهاء صلاحيتها، ما يشكل خطراً على المستهلك. وبشأن السلع الكمالية كالملابس وأدوات التنظيف وغيرها، تشير السندي إلى أنها يروّج لها في الغالب لقدمها أو لتلفها «لذلك يجب أن تكون لدى الفرد ثقافة الإستهلاك لكي لا يقع ضحية للخداع. ولابدَّ من موازنة الشراء، وكتابة ما يحتاج إليه الفرد قبل الذهاب للتسوق. فمن الملاحظ أنَّ المستهلك عند ذهابه للتسوّق يشتري ما لا يحتاجه وبكميات كبيرة. وقد أوصانا الله تعالى بعدم الإسراف، وقال في كتابه الكريم (وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ).