أحمــــــــــــــد جاســـــــــــــــم [email protected]
نجلس مع أولادنا الصغار لنقرأ معهم قصة فنتمتع فيها كثيراً باللغة العامية الركيكة خوفاً من عدم فهمهم ! ولا أدري من أين حكمنا على جهل الأبناء، مع أنهم يشاهدون الكرتون المدبلج الفصيح كل يوم ساعات، ومع ذلك يفهمون ؟ يظل ولي الأمر يخدم عياله فيما يخص مؤونة الوجبات اليومية، ولم يخطر بباله أن بالإمكان تكليف ابنه بشراء بعض تلك الأغراض وتوفير وقته.. نخطط أحياناً لسفرة أو برنامج رحلة ولم نفكر يوماً ما بأن الرحلة يمكن أن يتكفل بها بالكامل أولادنا، فلم تقوم أنت بالحجز وشراء الطعام؟ لماذا لا تخرج عن المألوف وتسمح لابنك بالدخول على الإنترنت ليحجز ويستخرج المعلومات .. تجلس أنت كولي أمر في وسط طاولة الطعام، فلم لا تجرب العكس وتعطي المجال للأولاد، لتشعرهم بصورة المسؤولية واحترامك لهم ؟! عندما يحين وقت نهاية الشهر تقوم بدفع مبلغ للزراع ولعامل غسيل السيارة وللسائق وغيرهم، فهل جربت أن تضع تلك المبالغ عند أحد الأولاد ليسلمهم بنفسه ويشعر بالمسؤولية المادية للبيت ؟ هل جربت مرة أن توصل ابنك للمدرسة مشياً على الأقدام، - على الأقل في إجازتك السنوية - وخاصة إذا كانت المدرسة قريباً نوعاً ما من البيت؟ اذهب إلى السوق واشتر دراجة هوائية واخرج مع الأولاد في نزهة بإحدى الشوارع الآمنة، أعتقد أنها ستكون تجربة فريدة غير مألوفة تزيدك ألفة وقرباً من الأولاد.. وهل جربت أن يبيت معك الأولاد في سريرك بعد سنوات من الانقطاع لإعادة ذكريات الطفولة ؟ الخلاصة هي : (الخروج عن المألوف) لأننا عادة ما نقوم بأفعال يومية تطيل المسافات وتضاعف الجهد وتكلس الأعباء على الأم والأب، وتصنع جفوة مع الأولاد، وتبني جدراناً من الشقاق والخلاف وانعدام الانسجام بوجهات النظر، ولكي تغير ذلك اكسر الجدران وادخل عالم اللامألوف . المنجزون والمؤثرون في حياتنا هم الذين سلكوا طريقاً غير مألوف في الحياة، فأبصرونا بما لم ندركه وما لم نشهده من قبل .