قيـــس محمـــــد معمـــر [email protected] مدرس اللغة الفرنسـية
عندما تتقدم العلوم في مكان ما يصاحبها تطور في المناهج والموارد التعليمية والتثقيفية، وبلا جدال فإن وزارة التربية والتعليم تبذل جهوداً جبارة في مواكبة ركب الحضارة والرقي بعقول و ثقافة أبنائنا الطلاب. وفي دوامة الأحداث الجارية في العالم بشكل عام وفي أجزاء من وطننا العربي بشكل خاص والذي شد اهتمام أبنائنا الصغار قبل الكبار فقد أصبح لزاماً علينا كمعلمين ومرشدين لجيل المستقبل أن نوضح للعقول الغضة الشغوفة بالعلم والمعرفة حقيقة ما يحدق بعالمنا العربي من مخاطر وتحديات لكي نبني في قلوب وعقول طلابنا معنى حب الأوطان ومعنى حب رفعة الوطن والتضحية من أجله. لذلك صار واجباً علينا اعتماد طريقة جديدة لغرس قيم الولاء والمواطنة الحق والقومية العربية في عقول صغارنا وكبارنا واهتمامنا بإيصال هذه القيم بشكل سلس وعصري يتناسب مع قيمتها وأهميتها، فمادة المواطنة – أصبحت لا تكفي – كمادة واحدة بل يجب أن تخصص مادة أخرى تناقش أهمية وقيمة الوطن، وترشد لقيم المواطنة الحق. يجب أيضاً أن تقام محاضرات دورية وأنشطة على مدار العام تخصص للحديث عن هذا الوطن العزيز وأهمية الحفاظ عليه والإسهام في عزته ورفعته. ويمكن أن تنظم أنشطة ثقافية ومسابقات علمية تندرج كلها تحت حب الوطن، كما يمكن أيضاً عمل محاضرات أمنية خاصة لطلاب المدارس يوضح فيها أهمية حب الوطن وقيمة الدفاع عنه بكل ما يستطاع. فالطالب المجتهد يعبر عن حبه لوطنه بنجاحه وتفوقه، والمهندس البارع يبني وطنه بجد والطبيب الماهر يخلص بلده من الأمراض ويساعد على رفعة بلده وهكذا. فليس من العيب أن نحمي وطننا بكل السبل المتاحة، لكن العيب أن نتفرج عليه ولا نساهم في الدفاع عنه أو إعلائه بالعلم والتفوق والنجاح.