كتبت - عايدة البلوشي: طالب مواطنون وزارتي «الصحة» والصناعة والتجارة، برأي رسمي بشأن ما تم تداوله مؤخراً، حول عدم أهلية بعض شركات تعبئة المياه لإنتاج مياه الصحة المعبئة، وضرر القناني التي تعبأ فيها المياه. كما طالبوا وزارة الصحة بفتح خط ساخن للإجابة على استفساراتهم حول الأمور التي تقلقهم، مشيرين إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية والمنتديات، كثيراً ما تذكر معلومات تشغل الأذهان بسبب ارتباطها بالصحة، ما يتطلب تطمين الناس. لم نقرأ رأياً رسمياً من جانبها، تذكر منى عبدالله أنها لم تقرأ رأياً رسمياً بشأن شركات تعبئة المياه، رغم اعتمادها كلياً على مياه الصحة المعبئة. تضيف عبدالله: قرأت كثيراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن عدم صلاحية بعض شركات تعبئة المياه. وبعد أن كنت أعتمد شركة بعينها منذ سنوات ثمان، اضطررت إلى اعتماد شركة أخرى. أما سمير إسماعيل فيقترح على وزارة الصحة، توفير بريد إلكتروني يجيب على استفسارات المواطنين. يقول إسماعيل: قرأنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات، أن هناك مادة مسرطنة في شامبو الأطفال. كما قرأنا عن أضرار استخدام بعض من فرشات الأسنان. وقد انتشرت مؤخراً أخبار بشأن عدم صلاحية بعض شركات إنتاج مياه الصحة المعبأة، دون أن نقرأ توضيحاً من وزارة الصحة. وتشير نادية علي إلى تمكنها مؤخراً من الاتصال بأحد الأطباء، أكد لها أن الأخبار المتداولة في مواقع التواصل الاجتماعي حول عدم صلاحية بعض شركات تعبئة المياه، لا صحة لها. وتضيف: استرحت لكن بعد عناء البحث عن المعلومة. فأنا وأسرتي نعتمد على مياه الشرب المعبأة. ومنذ أن كان ولدي في الثانية من عمره وأنا أسقيه مياه الصحة. الحداق: إجراءات صارمة ضدّ المصانع المخالفة من جانبه يؤكد القائم بأعمال رئيس قسم مراقبة الأغذية محمد الحداق أن جميع مصانع إنتاج مياه الشرب المعبأة في المملكة وعددها تسعة، مرخصة رسمياً وتخضع لرقابة صارمة ودورية من قبل وحدة الرقابة على مصانع الأغذية بقسم مراقبة الأغذية. حيث يتم التأكد من الالتزام بالنواحي الصحية فيها، وتطبيق المواصفات القياسية الوطنية والخليجية وسلامة المنتج للاستهلاك الآدمي مختبرياً. مع اتخاذ الإجراءات الإدارية والقانونية حيال المخالف من هذه المصانع. فليس كل ما يتم تداوله عبر الشبكة الإلكترونية والمنتديات صحيحاً. وأشار إلى قيام أخصائيي وحدة مراقبة الأغذية خلال العام الماضي. بسحب ما مجموعة 1056 وحدة من مياه الشرب المعبأة للتحليل المختبري، أظهرت النتائج سلامة 87% منها مختبرياً. في حين تم غلق اثنين منها غلقاً إدارياً، وإيقاع الغرامة المالية على اثنين. وأضاف: أن وزارة الصحة تولي اهتماماً كبيراًً ببلاغات المواطنين عن الممارسات الخاطئة والأغذية الملوثة غير الصالحة للاستهلاك الآدمي. وتحرص القيادة التنفيذية بالوزارة على متابعة سير الإجراءات، والطلب من الجهات المعنية؛ قسم مراقبة الأغذية بالوزارة بالحد من تلك المخالفات والتشديد في أمور الرقابة الغذائية، والتكثيف من الجولات التفتيشية لإعطاء التوجيهات والإرشادات للمؤسسات الغذائية الأخرى، لأخذ الاحتياطات اللازمة. ونتمنى على الجميع التعاون. تكامل الأدوار بين «الصحة» و»الصناعة» ومن جهتها تبين إدارة المواصفات والمقايس بوزارة الصناعة والتجارة إلى وجود تكامل في الأدوار بين وزارتي الصحة و«الصناعة والتجارة» في ما يخص حماية المستهلك وسلامة المنتجات، والغذائية منها على وجه الخصوص. ويبين أن هناك لوائح فنية أربع إلزامية التطبيق، تتعلق بالمياه وتعبئتها هي: GSO 839:1997 عبوات المواد الغذائية – الجزء الأول. وتتضمن اشتراطات عامة، تختص بالاشتراطات العامة لعبوات المواد الغذائية بجميع أنواعها، وتشمل العبوات المعدنية والزجاجية والبلاستيكية والورقية والكرتونية والمتعددة الطبقات والنسيجية والخشبية، وأي مواد أخرى يتم استخدامها لتعبئة وتغليف المواد الغذائية، GSO 987:2007 المياه المعدنية الطبيعية المعبأة. وأشارت في البند المتعلق بالتعبئة أن تكون العبوات المستخدمة في التعبئة مصنوعة من مواد غير ضارة بالصحة ونظيفة ومعقمة، ولا تؤدي إلى أي تغيير غير مرغوب في طعم الماء المعبأ أو رائحته أو لونه وخواصه، وأن تكون مطابقة لما نصت عليه GSO 839. كما أشارت إلى أن تكون العبوات جديدة ولم يسبق استخدامها، وأن تكون خالية من عيوب التصنيع المختلفة، وأن تكون محكمة الغلق وتحتوي على ما لا يزيد عن اثنين لتر من المياه في العبوة الواحدة. GSOو 1025:2009 مياه الشرب المعبأة، حيث أشارت في البند المتعلق بالتعبئة إلى أن تكون المياه في عبوات صحية، مناسبة، نظيفة لا تسبب أي تغيير أو تأثير في الخصائص الطبيعية والكيميائية لمياه الشرب المعبأة والمحكمة القفل، لمنع حدوث أي تلوث أو غش لمياه الشرب المعبأة، مع عدم الإخلال بما نصت عليه GSO 839، وGSO 426:1994 الأكواب والعبوات المصنوعة من البلاستيك الجاسئ ونصف الجاسئ المستخدمة مرة واحدة لتعبئة المشروبات ومنتجات الحليب والأغراض المماثلة. حيث تختص بالاشتراطات العامة الواجب توافرها في الأكواب والعبوات وأغطيتها المصنوعة من البلاستيك الجاسئ المستخدمة مرة واحدة لتعبئة المشروبات ومنتجات الحليب والأغراض المماثلة. كما تشتمل على قياسات هذه الأكواب والعبوات وطرق صناعتها أما التطبيق ومتابعة شؤون التنفيذ فتتولاه –بحسب الإدارة- وزارة الصحة، بالتنسيق مع وزارة الصناعة والتجارة ممثلة في إدارة المواصفات والمقاييس وإدارة حماية المستهلك. وتقوم وزارة الصحة بالإشراف على المنافذ والإفساح عن المنتجات المستوردة لمملكة البحرين، إضافةً إلى وجود مفتشيها في السوق المحلي، مشيراً إلى أنه في حال استلام إدارة المواصفات والمقاييس أو إدارة حماية المستهلك لاستدعاءات سحب منتج معين من أسواق خارجية أو شكاوي أو منتجات مخالفة تم اكتشافها في الأسواق الخليجية، تقوم تلك الإدارات بالتنسيق مع إدارة الصحة العامة بوزارة الصحة لاتخاذ اللازم كونها جهة التطبيق. المياه المعبأة وجدلية القناني إن كثيراً من الناس لا يستخدمون المياه المزودة بواسطة الشبكة للشرب، بسبب عدم استساغتهم ملوحتها أو لعدم ثقتهم بصلاحيتها للشرب. فيعتمد معظمهم على مياه الشرب المعبأة. وهناك جدل بشأن هذه المياه بين الباحثين العلميين وأنصار البيئة والصحة من جهة، وبين الاتحاد العالمي للمياه المعبأة (IBWA) والشركات المصنعة للبلاستيك من جهة أخرى. إلا أنه ينصح باتخاذ الحيطة والحذر في التعامل مع هذه القناني بعدم إعادة استخدامها. ومنذ فترة نشر عبر مجموعة نقاش بشبكة الإنترنت تحذير -غير معروف المصدر- من إعادة استخدام زجاجات المياه المعدنية. وتم ضرب مثلاً بطفلة عمرها 12 عاماً في إمارة دبي، توفيت بعد استخدامها قنينة مياه بلاستيكية لمدة 16 شهراً. اذ كانت تستعمل القنينة نفسها وتذهب بها إلى مدرستها بصورة يومية. لذلك ينصح التحذير بعدم إعادة استخدام القناني البلاستيكية لفترة تزيد عن أسبوع واحد، أو تعريضها للحرارة أو للغسيل والشطف المتكرر. إذ يعمل ذلك على تحلل مادة البلاستيك وبالتالي تسرب العنصر الكيميائي القابل للسرطنة إلى المياه أو السائل الذي بداخل القنينة. وينبه التحذير إلى أهمية استخدام القناني الزجاجية بدلاً من البلاستيكية. مؤخراً تم تداول خبر عبر شبكة الإنترنت والبريد الإلكتروني في البحرين ودول مجلس التعاون عن مسببات السرطان من مادة البلاستيك، يحذر من كثير من الممارسات يتم القيام بها في المنزل، ربما تحمل معها أخطاراً صحية تسبب السرطان، مثل أواني بلاستيكية في الميكروويف. بسبب احتواء مادة البلاستيك على مادة «الديوكسين» الكيماوية التي تسبب مرض السرطان، خصوصاً سرطان الثدي. وبالبحث في الموقع الإلكتروني لمنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة عن مركب «الديوكسين»، وجد أن هذا المركب يصنف ضمن مجموعة خاصة من المركبات الكيماوية الخطرة، يطلق عليها تسمية «الدستة القذرة» والمسماة بـ «الملوثات العضوية الثابتة» (POPs)، أي أنها لا تتحلل وتظل لفترات طويلة في الأوساط الحيوية (الماء والهواء والتربة) والنبات والحيوان والإنسان. وتظهر كمنتج ثانوي للعمليات الصناعية وعمليات الحرق غير المنظمة للمخلفات، خصوصاً المخلفات المنزلية والخطرة والطبية. لكن يمكن كذلك أن تنتج عن الانفجارات البركانية وحرائق الغابات. كما يتراكم الديوكسين في التربة والمياه والنباتات والحيوانات، وينتقل لمسافات بعيدة ويدخل بسرعة في السلسلة الغذائية للإنسان، ولا ينصرف من جسم الإنسان بسهولة. لذلك فإنه يتركز مع الوقت في جسم الإنسان إذا استمر التعرض له لفترات طويلة. وقد ربطت كثير من البحوث التعرض لمادة الديوكسين باختلالات أجهزة المناعة والأعصاب والغدد والتناسل، وكذلك أنواع مختلفة من السرطان. والسؤال: هل تدخل مادة الديوكسين في التركيب الكيماوي للبلاستيك المستخدم في تعبئة المياه المعدنية؟