انطلقت اليوم أولى جلسات اليوم الثاني من قمة الأمن الإقليمي الثامنة (حوار المنامة) تحت عنوان "الولايات المتحدة والمنطقة" وسط تزايد دعوات المشاركين الى مزيد من التعاون الدولي وتعظيم أشكال التنسيق الأمني الاقليمي في ظل تزايد تعقيد التحديات في المنطقة أبرزها مخاطر إنتشار السلاح النووي وتنامي ظاهرتي التطرف والإرهاب.
وتناولت الجلسة الأولى تقييم العلاقة الاستراتيجية والتاريخية التي تربط بين الولايات المتحدة وشركاءها على مستوى منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، وما تملكه من خصوصية في المجال الأمني وسد اي هوة لها علاقة بالفراغ الأمني الذي حدث نتيجة تبعات الربيع العربي في عدد من الدول العربية أبرزها تونس ومصر وليبيا واليمن وآخرها سوريا.
كما سلط المشاركون بالجلسة الأولى الضوء على تزايد القلق الدولي ومخاوف الاستخبارات الامريكية من امكانية لجوء نظام بشار الاسد الى استخدام أسلحة كيميائية، ما سيسبب كارثة انسانية وبيئية لا تحمد عقباها. اضافة الى أخطار الملف النووي الايراني.
وتحدث بالجلسة كل من ويليام بيرنز نائب وزيرة الخارجية الامريكية، وجون ماكين عضو لجنة خدمات القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي، وتشارلز برجر عضو اللجنة المختارة الدائمة حول الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي.
وأكد ويليام بيرنز نائب وزيرة الخارجية الامريكية التزام بلاده باستمرار دعمها لمملكة البحرين لتقابل توقعات وتطلعات مواطنيها، معتبرا البحرين شريكا استراتيجيا وصديقا تاريخيا.
وأشاد بيرنز بما انجزته المملكة من توصيات لجنة تقصي الحقائق، مبديا تفاؤله من استمرار البحرين في اتخاذ طريق ثابت هو التطوير والاصلاح المستدام بعيدا عن العنف عبر استقرار طويل الأمد وضمان الأمن ومشاركة جميع أطياف المجتمع بالحياة السياسية والاقتصادية لمستقبل أفضل.
وحدد بيرنز 4 عناصر متداخلة تكوّن سياسة خارجية فعالة للولايات المتحدة، اولها: الأمن وبخاصة مقابلة التحديات العاجلة التي تفرضها تصرفات ايران المتهورة على نطاق واسع والحقيقة الملحة حول تسريع انتقال السلطة لقيادة جديدة يستحقها الشعب السوري. وثاني عناصر السياسة الخارجية الأمريكية بالمنطقة الدعم المستمر للانفتاح السياسي والاصلاحات الديمقراطية والانتقال الناجح للسلطات في فترة ما بعد الثورات. ثالثها: توافر الامكانات الاقتصادية لإنجاح عملية الاصلاح الديمقراطي والتحول السياسي، ورابعها: جهد مضاعف لحل الصراعات الاقليمية خاصة فيما يتعلق بإعادة انعاش الأمل في الوصول الى حل لدولتين للفلسطينيين والاسرائيليين.
بدوره قال جون ماكين عضو لجنة خدمات القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي ان النسخة الثامنة من حوار المنامة تنعقد بعد تغييرات جذرية على مستوى المنطقة شهدت ربيعا عربيا اطاح باربعة رؤساء معرباً عن أمله في أن يمر العام المقبل ويتم إضافة بشار الأسد الى قائمة هؤلاء الرؤساء المخلوعين.
وأكد ماكين ان المنطقة تقف على مفترق طرق يحمل بين طياته مستقبلين بديلين مختلفين: أحدهما ايجابي وواعد، والآخر يتسم بالركود والصراعات والقتامة.
بدوره قال تشارلز برجر عضو اللجنة المختارة الدائمة حول الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي ان الشرق الاوسط يمر بفترة محورية وحقبة جديدة وأكد ان الولايات المتحدة لن تغادر المنطقة، وانها ملتزمة بدعم ومساندة الخليج العربي نظرا لتاريخية العلاقة التي تربط واشنطن بدول مجلس التعاون والشراكات الاستراتيجية القائمة منذ زمن.