أثار موقف المدافع الدولي الجزائري رفيق حليش برفضه القدوم لإسرائيل مع فريقه أكاديميكا كويمبرا البرتغالي ردود فعل متباينة، إذ قوبل بإشادة واسعة ومديح في وسائل الإعلام العربية والإسلامية، وكذلك من مسؤولين بغزة، في حين شنّت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية هجوماً لاذعاً على اللاعب.
ورفض حليش مرافقة فريقه البرتغالي خلال رحلته إلى تل أبيب، لمواجهة هابويل الإسرائيلي في الجولة الأخيرة من مباريات المجموعة الثانية لبطولة الدوري الأوروبي، وقد برر اللاعب موقفه بمعاناته من الإصابة، بينما أجمع المراقبون على أن حليش اختار عدم السفر لكي لا يقع في مطب التطبيع مع إسرائيل.
وامتدح مدير عام الشؤون الرياضية في وزارة الشباب والرياضة في حكومة غزة، عامر أبو رمضان موقف اللاعب، مؤكداً أنه ينم عن شعور وطني، ويمثّل رسالة واضحة لإسرائيل بأنها منبوذة وليس لها أي مكان في قلوب وعقول أبناء الأمة العربية، أياً كانت مواقعهم وتخصصاتهم.
وقال أبو رمضان لـ"العربية نت": "إن اللاعب الجزائري رفيق حليش يستحق كل التقدير والثناء على موقفه الشجاع، والذي جاء رغم ما يمكن أن ينجم عنه من عقوبات من ناديه البرتغالي، متمنياً أن تتاح الفرصة لتكريمه في غزة مع العديد من اللاعبين العرب والأجانب الذين سجلوا مواقف مشابهة.
ومن جانبها، أشادت وسائل الإعلام الجزائرية بتصرف اللاعب، وقالت إنه أخرج نفسه من مأزق كان سيقع فيه حتماً لو وافق على السفر إلى إسرائيل، خصوصاً في ظل إجماع الجزائريين على رفض التطبيع مع الدولة العبرية بكافة أشكاله.
ونوهت الصحف الجزائرية إلى أن حليش كسب الرهان، وتصرف بطريقة ذكية بتبرير طلب عدم السفر بالإصابة، حيث لن يتعرض بذلك لأي عقوبات من مسؤولي ناديه، وفي ذات الوقت حافظ على شعبيته بين الجماهير، والتي كان سيفقدها تماماً لو لعب أمام هابوعيل تل أبيب.
انتقادات لاذعة
وعلى الطرف الآخر، لم تمر القضية مرور الكرام في وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي انتقدت اللاعب بشدة، فيما كال المئات من الإسرائيليين في تعليقاتهم عبر المواقع العبرية والشبكات الاجتماعية، الشتائم والسباب للاعب بسبب تصرفه.
وربط موقع "والا" الشهير بين موقف حليش، وتوقيع عشرات اللاعبين الأفارقة والأوروبيين مؤخراً على عريضة تطالب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بسحب تنظيم بطولة أمم أوروبا للشباب من إسرائيل، بسبب انتهاكاتها بحق الرياضة الفلسطينية، ولا سيما في قطاع غزة.
أما مدرب هابوعيل يوسي أبو كسيس، فلم يخف استغرابه من إحجام حليش عن الحضور إلى إسرائيل لخوض المباراة، وحاول إظهار أن السبب وراء ذلك يعود إلى شعوره بعدم الأمان على نفسه، مؤكداً أنه لا يعنيه لعب حليش من عدمه، كون ذلك يعد شأنا ً خاصاً بأكاديميكا البرتغالي.