شاعر مثّل البحرين في كثير من المحافل المحلّية والخارجية، ناطح السحب بجمال وحبكةْ قصائده، عذوبة مفرداته، وخيال صوره البلاغية المُمتزجه باللّمسة الواقعية مما يوصِل هذه الصور إلى قلب المستمع والقارئ دون أيّ تكلّف، كل هذا وأكثر هو نتاج فكر الشاعر “صغير السن رفيع الهامة” عبدالرحمن خالد المدفع، نعم إنّه مدفع في حماسه ولكنّه ألطف من النسيم عندما تتحدث عاطفته، فهو القائل: «كذا علّمتني أتوسّد الطعنات قبل النوم وأشكّل من غيابك لي غطا واهمّ برقادي” آخر محافل تمثيله لمملكتنا الحبيبة كان في برنامج شاعر المليون في نسخته الخامسة؛ حيث تم اختياره من بين أكثر من 3000 شاعر من الوطن العربي وكان من ضمن قائمة 48 شاعر تبارزوا بسيوف كلماتهم. وقد أبدع الشاعر عبدالرحمن المدفع بقصيدة وطنية صَعُب عليَّ اختيار أبيات منها وذلك لترابط القصيدة بعضها مع البعض، فكُل بيتٍ وكل شطرٍ تشعر بأنّه الأجمل. قُمت باختيار هذه الأبيات وليسمح لي شاعرها بتجريدها من الأبيات التي قبلها وبعدها: مَــرّ عـامٍ على مُــرّ المصــاب الجسيم واكْــره مْــن المصيبـه حفْـظ تذكــارها وقـــت مـا عانـت البحرين جـرحٍ أليــم زمرة الظّلــم عـــرّوهـا مـن اسْــتـارها نــادت .. وشبّـوا النّيران بـارض النّعيـم جادت .. وجرحـها جــاها مـن حْجــارها رسالة أخويّة إلى مدفع الشعر: أرجو أن لا تَعتبر برنامج شاعر المليون “نهايةْ مطاف”، ولكن اعتبره بداية كبيرة تتوجّه من خلالها إلى بقاع شعريّة أخرى رافعاً علم مملكتنا الخليفية. نافذة فن بعد أن لاحظنا عودة الاهتمام للموروث الشعبي -وخاصةً للشعر- في الإعلام المرئي لدى تلفزيون البحرين وذلك بتقديم استضافات وفيديو كليبات لشعراء الساحة البحرينية (“على الرغم من أننا مازلنا نطمح لبرنامج مُخصص للشعر فقط”، فإننا نرى اليوم بأن هذا الاهتمام الجميل قد لحق الإذاعة أيضاً، وتحديداً عن طريق برنامج نبض وأحاسيس على إذاعة البحرين الرئيسية “93.3 إف أم” كل سبت في الساعة 8 مساء وحتّى الساعة 10. عفويّة المقدّمين، تنوّع الفقرات، مداخلات شعراء البحرين والخليج، واستجابة المتابعين: هي ما يُميّز هذا البرنامج عن أي برنامج إذاعي آخر. لقد أعجبتني التّوليفة المستخدمة في طاقم البرنامج، فقد تم دمج الخبرة بالطاقة الشبابية، فها هو الشاعر الشاب يونس العيد يتألّق في تقديم البرنامج، والشاعر والإعلامي محسن الحمري يجمع خبرته الطويلة مع الشاعرة الشابة سبيكة الشحي في الإعداد والتنسيق والمتابعة، ولا ننسى طبعاً مساعد المخرج عبدالله الشوملي والمخرج أحمد بوريّان: فهُما من الشباب المبدعين الذين يعوّل عليهم الإعلام البحريني لاستكمال مسيرة من سبقهم، كل هذا تحت لواء مدير إذاعة البحرين الشاعر والإعلامي القدير يونس سلمان الذي فتح للشعر آفاقاً رحبة نُحلّق بها جميعاً بكل رقي وجمال. أتمنّى لهم كُل التوفيق ومتابعة النجاح الباهر الذي حققه البرنامج في الفترة الوجيزة السابقة متفائلاً ومتأملاً بأن يستمر هذا البرنامج للرقي بالساحة الشعرية. نافذة نقد تُعتبر القراءات الشعرية “من أهم” إن لم تكن أهم وسيلة لبناء الثقافة الشعرية لدى الشعراء والمتابعين على حدٍ سواء، فبدون القراءات الشعرية تُظلم أوّلاً الكثير من النصوص التي يتعب في حبكها الشاعر فتكون كاللوحة التي لا يفهمها سوى البعض ويعتقد البعض الآخر أنّها مجرّد ألوان متداخله، ومن ناحيةٍ أخرى يستفيد أصحاب النصوص المباشرة فيتلقّى الثناء الذي قد لا يستحقّه هذا النص وذلك بسبب قلّة وعي المتابعين في الأغراض الشعرية وأساليب تحليل القصائد وما يجب البحث عنه في أيّ نص يصنّف على أنّه قصيدة. وبذلك أوجّه دعوة إلى جميع النقّاد والأدباء الأفاضل في مملكتنا العزيزة أن يُثروا ساحتنا الشعرية بقراءاتهم لتعم الفائدة والارتقاء بالذائقة الشعرية في ساحتنا.