يرى العلماء أن التراجع المستمر في تلوث الهواء يرتبط بزيادة العمر الافتراضي للأشخاص خاصة في المناطق الريفية.
وبحسب دراسة أجريت مؤخراً في الولايات المتحدة الأمريكية، سجل تلوث الهواء تراجعاً مستمراً في الفترة بين عام 2000 و2007، وإن لم يكن بنفس المعدلات التي سجلت في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي. بالرغم من هذا التراجع البطيء في مستوى تلوث الهواء إلا أنه تواكب مع زيادة العمر الافتراضي للأفراد.
وقد استعانت الدراسة, التي نشرت مؤخراً بجريدة Epidemiology, ببيانات من 545 مقاطعة في أنحاء البلاد، سواء مدنية أو ريفية، سجلت متوسط تراجع في الملوثات الدقيقة خلال ثماني سنوات بمقدار 1.56 ميكروغرام في كل متر مكعب. في مقابل ذلك زاد العمر الافتراضي بمعدل 0.84 عام.
بالطبع هناك عدة عوامل أخرى تساهم في زيادة معدلات زيادة الأعمار بين الأفراد بجانب الهواء النظيف. وقد أخذ الباحثون في الاعتبار عوامل أخرى مثل تراجع معدلات التدخين ودخل الفرد وبعض العوامل الاقتصادية والصحية الأخرى. ويقدر العلماء أن 18% تقريباً من الزيادة في العمر الافتراضي للشخص تأتي نتيجة تراجع تلوث الهواء.
وعلقت كاتبة الدراسة د.فرانسيسكا دومينيك، الأستاذ بكلية الصحة العامة بجامعة هارفارد، قائلة: "تؤكد هذه الدراسة أنه حتى لو تمكنا من تقليل تلوث الهواء بالجزيئات الدقيقة بمعدلات بطيئة، وحتى لو أننا قمنا ببعض الجهد لتنقية الهواء فإن الاستمرار في هذا العمل يظل هاماً خاصة بعد أن أثبتت هذه الدراسة الفائدة المضافة لتحسين نوعية الهواء على الصحة العامة".