كتبت ـ ولاء الحجاوي:
غير عيسى عبدالله لون سيارته من الأسود إلى الأزرق «كنوع من التجديد.. جلّدتها وانتهى الموضوع» ويضيف «المسألة بسيطة 400 دينار وتحصل على كل الألوان المرغوبة».
أسماء صبحي تحب السيارات الحمراء «عندما اشتريت سيارتي لم أجد سوى اللون الأبيض للسيارة المطلوبة» وتضيف «لا مشكلة بتغيير اللون توكلت على الله وجلّدتها بالأحمر والكلفة 500 دينار لا غير»، فيما يرى فيصل أحد أصحاب محال التجليد في الموضوع فرصة للكسب الوفير «البعض يرغب بتجليد سيارته وإن كانت جديدة».
بينما قال مدير معرض لبيع السيارات المستعملة محمد جاسم فضل «نبحث عن السيارات المجلّدة سلفاً، فالطلب عليها أكبر وسوقها رائجة»، فيما يجد المستشار النفسي د.علي عبدالقادر السبب الرئيس وراء لجوء الشباب لتجليد سيارته «مجرد تقليعة للفت الانتباه والتفاخر».
نوع من التجديد
أحب عيسى عبدالله «موظف» فكرة تجليد سيارته وتغيير لونها من الأسود إلى الأزرق «مع مرور الوقت بدأت أشعر بالملل من لونها الأصلي، والصبغ عليه بعض الخدوش وشكلها يزعجني» ويتابع «تغيير الصبغ يكلفني 1000 دينار بينما تجليدها لم يكلفني سوى 400 دينار فقط».
ويتحدث عيسى عن مزايا التجليد وعيوبه بإسهاب «أقل سعراً من الصبغ العادي تقريباً نصف السعر، ويمكنني تغيير لون سيارتي بأي وقت وباللون الذي اختاره».
ويقول إن هناك أنواعاً شفافة من الجلد «استيكر» تحفظ اللون الأصلي للسيارة من أشعة الشمس «خاصة عند اختيار نوع جيد مثل الألماني، وإخفاء الخدوش في الجلاد أسهل وأوفر».
ولا يغفل عن عيوب الجلاد «مع مرور الوقت والحرارة والمطر والخدوش والغسيل يبدأ الجلاد في التقشر ما يستوجب تغييره»، ويواصل «أذهب كل فترة لمحل الجلاد من أجل الصيانة الدورية وتصليح أي عيوب وخدوش تصيب الجلاد، ومن العيوب أيضاً أن الأنواع الرديئة منه في حالة تركها فترة طويلة على السيارة يؤدي إلى تلف اللون الأصلي للصبغ».
وينصح عيسى بغسل السيارة بالطريقة العادية وليس بالرش «لأن الرش يساعد على دخول الماء إلى أطراف الجلاد وتخريب الصمغ، وضغط الماء يمكن أن يفتح الجلاد عند الزوايا».
أسماء صبحي تحب اللون الأحمر للسيارة وتفضله على سواه من الألوان «عندما ذهبت لشراء سيارتي لم يكن متوفراً ولم أجد سوى الأبيض للسيارة المطلوبة فاضطررت لشرائها» وتتابع «جلّدتها لاحقاً باللون الأحمر ومشي الحال، وكلفني 500 دينار بسبب حجم سيارتي الكبير، والآن أنا أكثر سعادة ورضى بلون سيارتي الجديد».
فرص الربح الوفير
ويفرّق فيصل صاحب محل تجليد السيارات بين أنواع الجلاد «يختلف سعر التجليد من محل لآخر حسب حجم السيارة ونوع الاستيكر وجودته» ويقول «سعر الألماني يختلف عن الأمريكي والإنجليزي ولكل مميزاته، وأحياناً يعتمد السعر على نوع السيارة نفسها، وما إذا كانت تتطلب مجهوداً إضافياً أم لا».
ويشير إلى أن أسعار الجلاد تبدأ عموماً من 380 ديناراً فما فوق، مع ضمان لمدة 5 سنوات «تركيب الجلاد يستغرق من يومين إلى خمسة أيام» ويضيف «بعض الزبائن يغيرون لون سيارتهم وهي مازالت جديدة لم يمضِ على شرائها من الوكالة أياماً، وآخرون يغيرون ألوانها كل عدة أشهر وأحياناً سنة».
الإقبال على تجليد السيارات كبير خاصة من قبل الشباب «نحقق أرباحاً وفيرة ولله الحمد»، بينما يقول مدير معرض لبيع السيارات المستعملة محمد جاسم فضل «نبحث عن السيارات المجلّدة لأن الطلب عليها أكبر وسوقها رائجة، فالتجليد يزيد من قيمة السيارة».
تقليعة للتفاخر
ويلفت المستشار النفسي د.علي عبدالقادر إلى أن السبب الرئيس وراء تجليد الشباب لسياراتهم لمجرد لفت الانتباه والتفاخر «ليست منتشرة بشكل كبير لكنها بدأت في الانتشار بين أوساط الشباب بدافع التقليد».
ويضيف «ظاهرة تجليد السيارات تقليعة شبابية جديدة، الشباب يتجه للظواهر الغريبة بدافع التقليد هم مجرد ناس فاضية، يصرفون ببذخ دون حساب».