كتب – هشام الشيخ:
كشفت رئيس مركز أمراض الدم الوراثية رئيس فريق تطوير علاج مرض السكلر د. شيخة العريض عزم وزارة الصحة إطلاق برنامج جديد لمرضى السكلر الشهر المقبل، يتضمن إتاحة العلاج للمرضى في المراكز الصحية، والتنسيق معها لتقديم خدمات علاجية وتأهيلية متكاملة ليمارس المريض حياة عادية دون الحاجة للإقامة في المستشفى، ومساعدته على استكمال دراسته وممارسة عمله.
وأضافت، خلال مؤتمر صحافي أمس حضره الخبير العالمي البروفيسور جراهام سيرجنت، أن الوزارة بصدد استبدال الأدوية الحالية بأخرى لا تسبب الاعتمادية الجسدية للجسم عليها، موضحة أن بعض تلك الأدوية وهي عبارة عن أقراص تستخدم بالفعل، وأنواع أخرى تم طلبها ولم تصل بعد، فيما يتوقع أن يقدم البروفيسور تقريراً إلى وزير الصحة في غضون أسبوع، يعرض فيه خلاصة ما توصل إليه، بعد زيارة استغرقت 4 أيام بهدف إبداء ملاحظاته حول نقاط الضعف والنواقص في نظام العلاج الخاص بمرض السكلر في المملكة.
وقال البروفيسور سيرجنت إن التجهيزات والخدمات الطبية في وزارة الصحة على مستوى عالٍ مقارنة بدول العالم، غير أن هناك نقصاً في الكادر المؤهل المتخصص في التعامل مع مرضى السكلر، موضحاً أنه يجب توفير هيكل وظيفي متفرغ لمرضى السكلر حيث يحتاج المريض إلى أكثر من مجرد طبيب في أمراض الدم نظراً لارتباط المرض بتخصصات أخرى نتيجة المضاعفات التي تصاحبه، فضلاً عن حاجة المريض للعناية الاجتماعية والنفسية.
وعزا الارتفاع الكبير في عدد المراجعين إلى استخدام بعض أنواع الأدوية في السابق (المورفين) تسبب اعتماد الجسم على الدواء (إدمانه)، موضحاً أن قسم الأطفال مرضى السكلر يقدم خدمة عالية الجودة مما يخلق نوعاً من الارتباط بين الطبيب المعالج والمريض حتى إذا تم نقله إلى قسم الكبار قد لا يلتزم بالمتابعة مع الطبيب المخصص له ، ما يضطره إلى اللجوء لقسم الطوارئ كلما شعر بالحاجة للعلاج، وهو المكان الخطأ لعلاج السكلر من وجهة نظر البروفيسور ويعتبره أحد أسباب تفاقم المشكلة.
وقال إن عدد المراجعين 500 شخص يومياً يعد نسبة كبيرة ومعدلاً غير طبيعي ممن يراجعون مختلف مرافق وزارة الصحة يوميا من بين حوالي 4 آلاف مريض بالسكلر تقدم لهم الوزارة العلاج، داعياً إلى الاهتمام بالأطفال المصابين وإدماجهم في برنامج للعلاج يبعدهم عن الأدوية المسببة للاعتمادية الجسدية على الدواء.
وعن تفسيره لارتفاع نسبة الوفيات العام الماضي عن الأعوام السابقة قال إن مريض السكلر معرض لوفاة بنسبة تزيد عن الشخص العادي بنسبة 20% ، كما إن الحكم بوجود تقصير من عدمه يستلزم دراسة كل حالة ومعرفة سبب الوفاة، مشيراً إلى أن الأعراف الاجتماعية تعيق تشريح جثة المتوفى للتعرف على أسباب الوفاة والعمل على تجنبها مستقبلاً.
فيما قالت الدكتورة شيخة العريض إن معدل الوفيات في الأطفال المصابين بالسكلر منعدمة في البحرين بفضل نظام الفحص المطبق منذ عام 2007، وتبدأ حالات الوفاة بعد عمر 20 عاماً، مشيرة إلى أن هذا المعدل أقل من بعض المعدلات العالمية فيما تمثل عدد الوفيات نسبة لا تتعدى 2.5% من الأمراض الأخرى المسببة للوفاة. وأضافت أنه مهما كانت النسبة قليلة فهذا لا يعني تجاهل المشكلة حيث تم تشكيل لجنة لدراسة كل حالة وفاة نتيجة السكلر، والتحقيق في أسبابها.
وأوضح البروفيسور أن تضخم وتليف العظام في مرضى السكلر نتيجة أن كرات الدم الحمراء تتجدد بمعدل أكثر بعشر مرات عن المعدل الطبيعي، حيث يعمل نخاع العظام بطاقة أكبر بكثير منه في الجسم السليم مما يسبب تلك الأعراض.
وأكد أن هناك اختلافاً كبيراً بين نوعين من المرض أحدهما أفريقي المنشأ وهو الأكثر انتشاراً في جاميكا البلد محل دراسة البروفيسور، والآخر آسيوي وهو النوع الموجود في البحرين والسعودية والهند، وسلوك المرض يختلف في الأخير بشكل كبير حيث تظهر له أعراض أكثر حدة.
وقال البروفيسور إن الغالبية العظمى ممن يراجعون العناية المؤقتة بالمستشفيات في جاميكا يتلقون العلاج ويغادرون في اليوم نفسه ولا يحتاج للإقامة في المستشفى إلا نسبة ضئيلة جداً، لا تقارن بما هو الحال عليه في البحرين.
ودعا إلى الاهتمام بالعاملين النفسي والاجتماعي حيث إن كثيراً من المرضى مشكلتهم الأساسية هي حاجتهم إلى المساعدة على تقليل اعتمادهم على الأدوية التي تسبب الاعتمادية الجسدية على الدواء، وإعادتهم لممارسة حياتهم بصفة طبيعية.
وحول تحميل البعض مسؤولية العلاج الخاطئ للآباء قال منسق الرعاية الصحية لمرضى السكلر علي درويش إن هناك بروتوكولاً طبياً متبعاً في المستشفى يقضي بتقليل جرعة العلاج تدريجياً، إلا أن الأطباء يفاجأون ببعض المرضى يرفضون تقليل الجرعة، مشيراً إلى أن ذلك هو السر وراء ما ينشر في بعض وسائل الإعلام عن رفض أطباء إعطاء جرعات العلاج وهو أمر غير دقيق من وجهة نظره، فضلاً عن أن عدم تفهم المرضى وذويهم لهذا الأمر يتسبب في فيما ينشر أيضاً عن مشادات مع الأطباء والمعالجين.
حضر المؤتمر الصحافي رئيس دائرة الأمراض الباطنية وعضو فريق تطوير علاج السكلر د. جميلة السلمان، ورئيسة مركز إبراهيم كانو الصحي الاجتماعي د. منى الشيخ محمود، ونائب منسق الرعاية الصحية لمرضى السكلر هيام سعيد.
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}