كتب - هشام الشيخ:
طالب اتحاد الجاليات الأجنبية في البحرين بالمشاركة في فعاليات أي حوار وطني مقبل «حقاً مشروعاً»، مرجعاً طلبه إلى تمثيله 600 ألف شخص (51% من السكان) تضرروا جسدياً ومادياً ونفسياً جراء «إرهاب فئة تدعي حقوق الإنسان زيفاً وتروع المواطنين والعمالة بهدف تهجيرها وطردها لتدمير البحرين اقتصادياً».
وقالت الأمين العام للاتحاد بيتسي ماثيسون، خلال مؤتمر نظمته جمعية ميثاق العمل الوطني أمس، إن « الاتحاد الذي يمثل أكثر من 600 ألف من سكان المملكة وبما يمثل حوالي 51%، من 130 دولة مختلفة يدعم بالكامل دعوة سمو ولي العهد للحوار، ونعتقد أننا نستحق أن نكون جزءاً من هذا الحوار».
وأضافت أن «أفراد الجاليات الأجنبية الذين منحوا البحرين حبهم وعرقهم ودماءهم ودموعهم يتعرضون الآن للاعتداء والهجوم»، متسائلة «لماذا يتم الإساءة إلينا ونبذنا ؟ ولماذا يتم تعميم رسائل تهديد في مختلف القرى تطلب منا المغادرة؟ هل بعد كل ذلك نستحق مثل هذه المعاملة؟».
وأشارت ماثيسون إلى أن «البعض يحدث كثيراً من الضوضاء متحدثاً عن حقوق الإنسان الخاصة به، ويتعامى عن حقوقنا نحن أيضاً كبشر، وكأننا لا نستحق نحن أيضاً حقوق الإنسان؟ (..) للأسف هناك من يسمون أنفسهم ناشطين يسيئون للإعلان العالمي لحقوق الإنسان ويفسرونه ليتناسب مع أغراضهم الأنانية، ويتجاهلون أن الإعلان نص على كلمتي (كل فرد) و(متساوٍ)».
وأردفت أن «الاتحاد عمل للتصدي لآلة الدعاية الخاصة بناشطي المعارضة، وتحدثنا إلى أعضاء البرلمان الأوروبي وكثيرين ممن كونوا صورة مشوهة عن البحرين دون أن يتكلفوا عناء زيارتها أو الاطلاع على وجهات نظر حيادية حولها، ثم يصدرون بيانات مشوهة حولها».
وكشفت أن «هناك سياسيين يلتقون بحرية مع ناشطي المعارضة لكنهم رفضوا لقاء الاتحاد، وأحد هؤلاء عضو في لجنة حقوق الإنسان، وهو ألماني الجنسية، رفض حضورنا في أحد الاجتماعات ورفض لقاء نواب بحرينيين»، متسائلة «هل يتماشى هذا السلوك غير الأخلاقي مع معايير البرلمان الأوروبي؟»
وأكدت ماثيسون أن «الاتحاد لا يريد الانخراط في السياسة ولكن أجبرنا على ذلك بسبب سلوك بعض أطراف المعارضة»، داعية «جميع الأطراف إلى الشروع في حوار مخلص وغير مشروط، لوضع نهاية لهذه المعاناة». وقالت إن «رسالتنا لجلالة الملك وحكومة البحرين أننا نقف إلى جانبكم على طول الخط، ووفاؤنا ودعمنا لا يتزعزع(..) أما أولئك الذين يختارون منحىً آخر، فنقول لهم إننا سنعمل على إسماع صوتنا دولياً وسنكشف زيف مصداقية هؤلاء الذين يظنون أن لديهم القوة لتدمير البحرين». وتابعت الأمين العام للجاليات: «لن نهدأ أو نتوقف حتى يسمع العالم حقيقة الوضع في البحرين(..) لقد أكدنا لوفد المفوضية السامية لحقوق الإنسان عند لقائنا به أخيراً ضرورة وقف استغلال حقوق الإنسان كسلاح سياسي»، موضحة أن «هناك ناشطين حقوقيين زائفين ، وصحافيين يعمدون للإثارة وسياسيين يعملون لمصالح شخصية يفقدون الآن مصداقيتهم كمدافعين حقيقيين عن حقوق الإنسان». وأوضحت أن «من أسس الديمقراطية أن المسؤوليات تأتي جنباً على جنب مع الحريات»، مؤكدة ضرورة «وجود معارضة صحية وقوية للعمل مع الحكومة لمواجهة التحديات معاً من أجل صالح البلد، إذ إن ممارسة حق حرية التعبير عن الرأي يجب أن تتم عبر أساليب سلمية تتحلى بالأدب والاحترام، لا أن تعتمد وسائل العنف والفوضى والتحريض». وعبرت عن قلق الجاليات حيال مستقبلهم وعائلاتهم، وقالت إن «أفراد الجاليات وضعوا ثقتهم في البحرين واستثمروا حوالي 60 مليون دينار من مدخراتهم في مشروعات للعقارات تساهم الاقتصاد وتشغيل بحرينيين ومواجهة إفلاس البنوك»، كاشفة خسارة البعض لمدخراتهم بسبب «استغلال غياب الاستقرار من قبل مقاولين عديمي الضمير».
وأضافت أن «عائلات عاشت في البحرين لعقود تواجه خطر فقد بيوتهم الوحيدة التي يملكونها نتيجة عدم قدرتهم على سداد الرهن العقاري(..) وبعضهم موجود هنا منذ السبعينات وليس لهم وطن آخر سوى البحرين». وقالت ماثيسون إن «الجاليات الأجنبية المقيمة في البحرين تتمتع بحريات وحياة تفوق ما هو متوفر لها في بلدانها الأصلية»، مضيفة أن «حرية ممارسة الشعائر الدينية في البحرين يجعل منها مثالاً فريداً بين دول المنطقة». من جهته، قال الأمين العام لجمعية ميثاق العمل الوطني إن «المؤتمر يهدف لإيصال صوت معاناة الجاليات الأجنبية التي تعاني فقدان الأمان والخسائر الاقتصادية جراء العنف».
وأضاف أن «هناك متطرفين يمارسون العنف ويعملون على ضرب الاقتصاد(..) وللأسف هناك سفارات تدعم هذه الجماعات، ولولا هذا الدعم لتوقف هذا العنف».
من جانبه، قال الباحث د. عبدالله المدني إن «ما شهدته البحرين أحداث عارضة من عمل جماعة طائفية لا تريد لها الخير بل تريد تدمير الاقتصاد البحريني وإجبار الناس على تركها».
وقالت عضو مجلس الشورى عائشة المبارك إن «عقد المؤتمر يعبر عن قلق الجاليات الأجنبية من تداعيات الأحداث التي مر بها المجتمع البحريني»، مقترحة «مشاريع عبر وزارة التنمية الاجتماعية للتواصل مع الجاليات، وتعريفهم بالثقافة البحرينية، وفتح خط ساخن لمعالجة أي مشاكل»، فيما أكدت النائب سوسن تقوي عزم كتلة البحرين النيابية تبني قضية حماية الاستثمارات الأجنبية في البحرين.
وطالب الناشط عبدالله الجنيد بإطلاق مبادرة لحماية السلم الأهلي في مملكة البحرين، وإخراج التهديد بالعنف بكل أشكاله من العملية السياسية، بينما أعرب ممثل غرفة تجارة وصناعة البحرين إبراهيم زينل عن تقديره للمستثمرين الأجانب لمساهمتهم في بناء الاقتصاد البحر يني.