بلاج الجزائر – اتحاد الرياضات البحرية:
تسدل اللجنة المنظمة لبطولة المملكة لليخوت الشراعية الدولية العاشرة والتي ينظمها الاتحاد البحريني للرياضات البحرية بنجاح وتميز ملحوظين خلال الفترة من 12-17 ديسمبر الجاري على مياه مقر الاتحاد في بلاج الجزائر الستار على منافسات البطولة، وتقيم اللجنة حفل الختام في الساعة الثالثة من عصر اليوم والذي تكشف فيه لجنة الحكام عن حامل لقب النسخة العاشرة وفرق مراكز المقدمة.
وتأهل أمس إلى الدور النهائي الذي تقام سباقاته في صباح اليوم كل من الفريق الأستوني بقيادة ماتي سييب المصنف 24 عالمياً والفريق الورسي بقيادة النجم العالمي موسيخين سيرجي، واستحق الفريق الروسي الآخر بقيادة أندري أربوزوف المركز الثالثة متفوقاً على منتخبنا البحريني بقيادة إبراهيم عبدالله صاحب المركز الرابع والذي أثبت جدارته وتطور مستواه الفني إلى جانب تطور رياضة الشراع بوجه عام من خلال مزاحمة هذا الفريق لعمالقة اللعبة الدوليين ودخوله طرفاً منافساً في الصراع على اللقب مع الأربعة الأوائل.
مشروع بناء تطوير مقر الاتحاد
«الأمير الراحل لم يقصر معنا في شيء، الله يتغمد روحه الجنة، أهدانا قاربين في انطلاقة المشوار فكانت هذه هي بداية قصة النجاح وامتلاكنا الأسطول الأكبر والأفضل في المنطقة»، بهذه الكلمات بدأ الشيخ خليفة بن عبدالله آل خليفة رئيس الاتحاد البحريني للرياضات البحرية حديثه الشيق وسرده التاريخي الجميل حول حكاية أسطول اليخوت الشراعية من فئة (جي 24) الذي يمتلكه الاتحاد حالياً ويصفه الشيخ خليفة بالأكبر والأفضل على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأوضح الشيخ خليفة بن عبدالله أنه وبعد عودته من أول بطولة عالم أقيمت في اليونان بنظام سباقات الدوري (ماتش ريس) في سنة 1990 حيث المشاركة الأولى والمميزة للبحرين أهدى الأمير الراحل المغفور له بإذن الله الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة الاتحاد البحريني للرياضات البحرية أول قاربين من فئة (جي 24)، لتبدأ حكاية تشكيل أسطول متكامل من اليخوت الشراعية بحسب وصفه والمتطور إلى حد كبير على مدى الأعوام الماضية التي اتسمت بالعمل والجد والاجتهاد من قبل المنتمين إلى هده الرياضية. وبين الشيخ خليفة بن عبدالله أن الأسطول الذي يمتلكه الاتحاد البحريني للرياضات البحرية حالياً يعتبر الأفضل والأكبر على مستوى المنطقة، حيث أن العمل على تجهيزه بالكامل تطلب جهود كبيرة وسنوات عديدة أثمرت في نهاية المطاف عن توافر عدد 12 يختاً من هذه الفئة، مشيراً إلى أن مراحل تشكيل هذا الأسطول مرت بدعم من سمو ولي العهد الأمين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة وإهدائه قاربين أيضاً بجانب شراء الاتحاد عدداً من القوارب المستعملة من أمريكا، وقاربين آخرين تزامناً مع البطولة العسكرية التي نظمها الاتحاد في العام الماضي.
وعن فكرة البطولة وإقامتها في البحرين تحدث الشيخ خليفة بن عبدالله قائلاً: لهذه البطولة تاريخ حافل منذ إقامتها فعلياً قبل أحد عشر عاماً، تزامناً مع عيد الجلوس واحتفالات المملكة بالعيد الوطني المجيد، لقد كان لمثابرة أعضاء مجلس الإدارة واجتهادهم بجانب العاملين ومنتسبي الاتحاد دور في أن تصل هذه البطولة إلى هذا المستوى المتطور من التصنيف الثاني والذي اعتمده الاتحاد الدولي في اجتماعه الأخير، وقد بدأت البطولة في نسختيها الأولى والثانية بعدد ثلاثة إلى ثمانية لاعبين فقط ووسط ظروف قاسية، اضطرت لولادة هذه البطولة بعد مرورها بخطوات أشبه بالعملية القيصرية ومن رحم المعاناة، غير أنه وبفضل الله والأجواء التي أنعمها علينا من ثروات طبيعية متمثلة في المياه والرياح والدعم الكبير من القيادة الرشيدة والجهات والمؤسسات الرياضية المختصة استطعنا تجاوز هذه العقبات والتدرج بالبطولة من النطاق الخليجي حتى الدولي مروراً بعدد من التصنيفات حتى آخر تصنيف.
وأكد خليفة بن عبدالله خلال حديثه مع اللجنة الإعلامية أن التصنيف الجديد منح البطولة أفضلية ودافعية لمشاركة أكبر عدد من الفرق الأوربية ومصنفين متقدمين جدا في قائمة التصنيف الدولي، خصوصاً وأنها تحظى بإشراف مباشر من الاتحاد الدولي وبإدارة دولية وطاقم متمكن ذي خبرة واسعة في إدارة السباقات وإلى جانب التسهيلات المقدمة للضيوف، الأمر الذي ينعكس باستحسان ورضا هذه الفرق والوفود للقدوم إلى مملكة البحرين والمشاركة في مثل هذه البطولة، ولعل حجم المشاركة في هذه النسخة يعكس مكانتها المرموقة وتقدم تصنيفها.
(جي 24) سر نجاحنا
إذا كان هناك سر خفي لنجاح هذه البطولة على مدى العشر نسخ التي أنجزت فإن اختيار اللجنة المنظمة للقارب الشراعي (جي 24) يعد سراً من أسرار النجاح، ويضيف خليفة بن عبدالله «لكونه القارب الصغير الرياضي المنتشر بكثافة في أرجاء العالم وهو سهل التنقل والصيانة، يعتبره الخبراء أنه القارب الذي تستطيع أن تدير أعمالك معه بشكل سلس داخل وخارج المياه، إلى جانب أن التجارب الدولية الأخرى في اختيار قوارب أخرى لم تحظَ بالقبول والاستحسان وهو ما دفعنا للتأكيد على العمل به مع تخطيطنا بتشكيل أسطول متكامل، ولحرصنا على أن نرتقي بهذه البطولة ونكسب مشاركة دول أكبر في كل عام».
هدفنا تصفيات كأس الأمم
وحول تطلعات وأمنيات القائمين على رياضة الشراع في مملكة البحرين تحدث الشيخ خليفة بن عبدالله قائلاً: لأننا نرسم نجاحنا خطوة بخطوة لنضعه في المسار الصحيح فإننا اليوم نتطلع لاستضافة تصفيات كأس الأمم المؤهلة للبطولات الأولمبية، وهي ضمن أولويات الخطط المستقبلية التي ندرسها مع قرب اكتمال المبنى الإداري الجديد والذي يحوي العديد من المكاتب الإدارية والشقق السكنية التي ستوفر سعة أكبر للمقر تعكس مدى قدرة المملكة على استضافة استحقاق أكبر وبمشاركة أوسع، ونحن قادرون بإذن الله على تحقيق هذا الهدف.
وأوضح أن مبنى مقر الاتحاد البحريني للرياضات البحرية في بلاج الجزائر يشهد تجديداً وتوسعة في بنائه وتشييده وسيضم بعد الانتهاء من مشروع البناء الحالي مجموعة جيدة من المرافق الحيوية ومنها مكاتب إدارية، شقق لسكن الوفود، صالة للمؤتمرات والمحاضرات وورش العمل، مركز إعلامي وصالة للاحتفالات الخاصة بالبطولات، وهو ما سيتيح المجال لطلب استحقاق تنظيمي آخر بعد حصول الاتحاد على شرف تنظيم بالبطولة الآسيوية للأطفال عام 2014.
نبارك للقيادة النتيجة المشرفة
وعن تقييمه للمشاركة البحرينية في النسخة العاشرة من بطولة المملكة الدولية لليخوت الشراعية قدم الشيخ خليفة بن عبدالله التهاني والتبريكات للقيادة الرشيدة وللبحرين حكومة وشعباً بمناسبة وصول المنتخب البحريني ضمن الأربعة الكبار في البطولة وتأهله إلى الأدوار النهائية في ظل تزامن البطولة مع ذكرى عيد جلوس عاهل البلاد المفدى الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين والاحتفال بالعيد الوطني.
وأرجع هذه النتائج المشرفة للمنتخب البحريني للدعم الكبير الذي حظي به الاتحاد من القيادة الرشيدة ومن اللجنة الأولمبية البحرينية ممثلة في رئيسها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية ومعاونيه الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة الرئيس التنفيذي في اللجنة والأمين العام الشيخ أحمد بن حمد آل خليفة الأمين العام للجنة، مبيناً أن هذا الدعم كان أساساً في الوصول إلى حالة الرضا والاطمئنان والتفاؤل من هذه النتيجة الكبيرة والتي حققها اللاعب إبراهيم عبدالله، مهنئاً إياه والطاقم الفني من إداريين ومدربين ومساعدين ولاعبين على هذه النتيجة، متمنياً تحقيق نتائج أفضل في المشاركة القادمة.