أعطيت هذا الأحد إشارة انطلاق المنافسة الرسمية لمهرجان وهران للفيلم العربي لفئتي الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة بعرض خمسة أفلام صبت كلها قالب إبراز المعاناة وتصوير الجحيم، تنوعت بين الاحتلال، الهجرة والإعاقة.الجزائر : عبد الرحمان جعيد[email protected]البداية كانت مع الفيلم السوري "الشراع والعاصفة " للمخرج "غسان شميط"، الذي عاد بالجمهور لسنوات الحرب العالمية الثانية. وتؤرخ قصة الفيلم للمعارك التي خاضها الشعب السوري لانتزاع استقلاله من المستعمر الفرنسي. وشارك في الفيلم عدة أسماء فنية من بينهم جهاد سعد، زهير عبد الكريم، رندة مرعشلي وهدى شعراوي. كما أعاد المخرج اللبناني "جمال شورجي" ذكريات المقاومة اللبنانية ضد الجيش الاسرائيلي على مدار 92 دقيقة، بتصوير مشاهد اغتصاب قوات الكيان الصهيوني لأراضي اللبنانيين بفيلمه "33 يوما".كما شهد المهرجان الافتتاح الرسمي لمسابقة الأفلام القصيرة بعرض ثلاثة أفلام بمتحف السينما لوهران، هي "البلح المر" و"الطريق" و"اليد اليسرى".قصة الفيلم الفلسطيني القصير "البلح المر" للمخرج جهاد الشرقاوي اختصرها في 48 دقيقة بإبراز هموم ووجع هجرة الشعب الفلسطيني ونضاله في الدفاع عن حقه في العودة إلى وطنه، جسدتها شخصية أم فلسطينية طاعنة في سن تحن إلى بلدتها التي طردت منها أثناء نكبة 1948، فألم الشوق والحنين إلى الأرض يجعلها تتصفح صور الماضي بما تحمله من ذكريات فضل المخرج إبرازها للجمهور عن طريق صور من الأرشيف الفلسطيني بينت الأساليب الوحشية التي يستخدمها الاحتلال الاسرائيلي في التعدي على أملاك الشعب الفلسطيني واغتصاب حقه المشروع في الحياة.الفيلم الثاني ضمن المسابقة الرسمية، لم يختلف موضوعه كثيرا عن سابقه، فقد صور المخرج السوري رسلان شميط من خلاله العمل الفني الذي حمل عنوان "الطريق" قصة شاب عراقي أصيب بإعاقة أثناء دخوله إلى أوكرانيا بطريقة غير شرعية هروبا من بش الاحتلال الأمريكي لبلده وأملا في أن يجد مصدرا للرزق هناك، غير أن الرياح تجري بما لا تشتهيه السفن، فيصبح عالة على أهله فتتحول حياته إلى جحيم.أما المخرج المغربي فاضل شويكة فهو الآخر لم يبتعد كثيرا عن موضوع المعاناة، غير أن هذه الأخيرة جاء نفسية. إذ رسم المخرج من خلال فيلمه"اليد اليسرى" قصة طفل يستخدم يده اليسرى في كل تصرفاته وهو ما جعل والده "الملتزم" بتهشيمها لتكبر في وجدانه عقدة نفسية كبيرة أثرت على حياته.الجزائر : عبد الرحمان جعيد