كتبت ـ عايدة البلوشي:«عيد ميلاد، عيد زواج، حفل تخرج، زيارة مريض، زواج صديق» المناسبات لا تنتهي والهدايا قوافل، وفي الأعم الغالب ترى المرأة في تقديم الهدايا النفيسة والغالية نوعاً من البرستيج، وعلى حساب كسر ظهر زوجها.. لا فرق، بالمقابل يجد الرجل نفسه مغلوباً على أمره والمطلوب منه «الدفع والتزام الصمت» لا غير. نهلة أحمد نصيرة لتقديم الهدايا «شريطة أن تكون أسعارها معقولة وغير مبالغ فيها» وترى في إصرار البعض على تقديم هدايا الماركات «نوعاً من الوجاهة الاجتماعية تتطلب موازنات إضافية تخلخل الاقتصاد الأسري».منى علي ترى في هدايا اليوم «مجاملة» وتقول «مع اتساع دائرة العلاقات الاجتماعية تصبح هناك مشكلة حقيقية» وتضرب نفسها مثلاً «لدي 9 زميلات بالعمل، معنى هذا 9 أعياد ميلاد بالسنة، ومع هدية 10 دنانير لكل زميلة المجموع 90 ديناراً، ولا تنسى باقي المناسبات».زوجــــــة محمد إبراهيم أنفقت الشهر الماضي 120 ديناراً على شراء الهدايا ويقول «الهدية فقدت معناها الحقيقي وتحولت لظاهرة بهورة وفشخرة» ويضيف «خلافاتي مع زوجتي حول الهدايا دائماً تنتهي بشجار.. وأنا الخاسر الوحيد في النهاية».هدايا الوجاهةتحزم نهلة أحمد حقائبها المحمّلة بالهدايا استعداداً للسفر إلى بلادها «الهدايا عادة جميلة شريطة عدم المبالغة بالأثمان» وتقول «كثير من الناس يصرفون المال الوفير على الهدايا، فالبعض اليوم ينظر إلى قيمة الهدية المادية دون الالتفات إلى قيمتها المعنوية».وتضيف «يقبل الناس على شراء هدايا الماركات، ساعة رادو وعطر من محلات الحواج وسويرة باهظة الثمن»، وترى أن الأسرة تضطر في هذه الحالة إلى تخصيص ميزانية لهذه المناسبات وتراكم على نفسها الديون فقط للوجاهة الاجتماعية.مجاملة وخسائر بالجملة«مجاملات.. خسائر.. مباهاة» هكذا تصف منى علي تعامل الناس مع الهدايا اليوم وتضيف «مع الأسف الشديد أصبحت الهدايا اليوم تقدم من باب المجاملة وكأنها تقدم إجبارياً».مع اتساع دائرة العلاقات الاجتماعية تصبح مشكلة الهدايا وتكرار المناسبات أعقد «الموظف البسيط لا يستطيع مجاملة جميع شبكة علاقاته الاجتماعية ومعارفه وتقديم الهدايا لهم في كل المناسبات».غلاء المعيشة ومتطلبات الحياة العصرية تفرض أمراً واقعاً على دنيا الهدايا «واقع الحال يفرض المجاملة على الكثيرين، وفي نطاق العمل نجامل بعضنا بتقديم الهدايا في مناسبات تستحق وأخرى لا داعي لها».ولا تغفل منى عن ضرب الأمثلـــــة «لــــدي 9 زميلات بالعمل، ما يعني 9 أعياد ميلاد في السنة، وبمتوسط 10 دنانير للهدية الواحدة يصبح المجموع 90 ديناراً» وتتابع «هذا إلى جانب مناسبات الزواج والخطوبة والولادة وزيارة مريض».الزوج الخاسر الوحيد محمد إبراهيم يشاطرنا الرأي ذاته «تقديم الهدايا من قبل المرأة لأصدقائها وأهلها بأبسط المناسبات باتت تؤرقنا، زوجتي صرفت الشهر الماضي 120 ديناراً على شراء الهدايا ومعظمها لا داعٍ لها».ويرى محمد أن الهدايا فقدت معناها الحقيقي «الحب والتقدير»، وطغيان طابع المادة والترف عليها «النساء يتسابقن على شراء أغلى الهدايا وأثمنها، ويقول «نتجادل أنا وزوجتي من أجل الهدايا ونختلف وعادة ما ننتهي بشجار أنا فيه الخاسر الوحيد». لا يمانع محمد في التهادي ولا يجد فيها مشكلة «لكن تهادوا بالقدر المعقول واهتموا بالقيمة المعنوية للهدية وليس المادية» ويشير إلى أن «النساء هن الأكثر شغفاً بالهدايا، فالمرأة تزعل وعلى الرجل تقديم هدية لها، والمرأة ترغب في الاحتفال بعيد ميلادها وزواجها وغيرها من المناسبات».ويدلل محمد إلى العلاقة القوية بين المرأة والهدية «عكس الرجل الذي يقتنع بحصوله على هدية واحدة في السنة». هدايا أشكال ألوان محال بيع الهدايا وباقات الورود والشوكولاته هم الكاسب الوحيد في هذه المشكلة، ويقول أحد أصحاب المحال «هناك إقبال كبير على شراء الهدايا وتزيينها، خاصة في مناسبات الأعياد حفلات التخرج والسفر والاستقبالات والزواج ونجاح عملية جراحية وزيارة مريض».ويلفت إلى أن الزبون يحدد الهدية بناء على ما خصصه سعراً لها «منهم من يكتفي بباقات الورد، أو باقة مع علبة شوكولاته، وآخرون يشترون الهدية من محل كقارورة عطر مثلاً، ويأتي ليغلفها ويضع معها الورود».ويشرح أشكال تزيين الهدايا «التزيين يكون بأشكال مختلفة وألوان متنوعة تناسب تنوّع المناسبات، المولود الذكر يغلب على هديته اللون الأزرق والأنثى اللون الوردي، وفي استقبال الحجاج يضعون مع الشكولاتة مجسماً للكعبة وهكذا». وعن أسعار الهدايا والتزيين يقول «الأسعار متفواتة وتتبع نوع الهدية وحجمها ونوعها وشكلها، الوردة الواحدة بدينار، وهكذا تتدرج أسعار الهدايا ارتفاعاً وهبوطاً».
970x90
{{ article.article_title }}
970x90