أكد عضو البرلمان البحريني عبدالحكيم الشمري أن ما تحقق في قمة مجلس التعاون الخليجي بالمنامة كان أقل من توقعات الشعوب الخليجية، لكنه أرجع ذلك إلى التغيرات التي تمر بها المنطقة حالياً، معتبراً أن ما تحقق هو خطوة نحو الأمام.
وقال الشمري لـ"العربية.نت": "أتفق مع مَنْ يقول إن قرارات القمة أقل من توقعات الشعوب الخليجية لأن طموحاتنا أكبر، وكما قال الأمير سلمان بن عبدالعزيز إن ما حققته مسيرة التعاون دون المستوى. وهذه المقولة لامست شغاف قلوب أهالي الخليج. نحن نعتقد أن الجانب الأمني والدفاعي أخذ مأخذه في تأخير الرحلة التطويرية لمجلس التعاون الخليجي".
وتابع: "نحن الآن متعطشون للمزيد من الجامعات والخبرات العالمية واستقطاب رؤوس الأموال الأجنية، إضافة إلى المحافظة على العقول العربية والخليجية التي هاجرت للغرب لتسهم في البناء الحضاري لدول الخليج.. أتفهم أن هناك تراكمية ومحددات وأولويات لدى قادة الخليج، ولهذا نلتمس لهم العذر، ولكن ننتظر أن تكون هناك نقلة نوعية في تنفيذ تلك التوصيات، فالأمر لا يتوقف عند مجرد التوصيات بل يتعداها إلى تنفيذها على أرض الواقع".
تعديل النظام الأساسي للمجلس
وشدد الشمري على ضرورة تعديل النظام الأساسي للمجلس الذي ينص على أن تكون القرارات بالإجماع لصعوبة حصول ذلك حالياً. وأضاف: "من المهم تعديل النظام الأساسي للمجلس الذي ينص على الإجماع. فكما أن البحرين قامت بتعديلات جذرية في دستورها ليتواءم مع المعاهدات الدولية التي وقعتها البحرين فيما يتعلق بحقوق الإنسان لابد للمجلس أن يعيد النظر في الآليات التي تتم سواء فيما يتعلق باتخاذ القرارات أو تنفيذها. لابد ألا يكون الوضع كما كان عليه قبل 30 عاماً".
وشدد على أن القيادة العسكرية الجديدة هي تطوير لعمل قوات درع الجزيرة وليس بديلة عنها. وأضاف: "القيادة العسكرية الجديدة لن تكون بديلة لدرع الجزيرة. في تصوري القرار الذي اتخذ يأتي كترقية للعمل العسكري الذي بدأ في صورة درع الجزيرة. لا يوجد هناك تعارض بل هي خطوة توسعية لتكون مقدمة لوجود جيش خليجي واحد يحمي حدوده وأراضيه وثرواته".
وتابع: "نحن في المنطقة نعتقد أن الثروات الهائلة التي تتمتع بها أرضنا هي سبب لجلب الكثير من الأطماع لنا".

الاستعجال يؤدي لخيبة الأمل
ومن جانبه أكد الإعلامي السعودي جبريل أبورية أن استعجال شعوب الخليج للقرارات المهمة يؤدي لخيبة أملهم، مشدداً على أن القرارات الكبيرة تحتاج للصبر والتأني قبل اعتمادها، نافياً أن تكون الوحدة الخليجية حلماً يصعب تحقيقه فهو يعتقد أنه ممكن ولكن بعد قليل من الصبر والجرأة في اتخاذ القرار.
وقال أبورية لـ"العربية.نت": "أعتقد أن الناس مستعجلين جداً. في كل القمم كنا نترقب منها الكثير ثم يرى المواطنون أن ما تم أقل من توقعاتهم. هذا ليس عيباً لأن كثيراً من دولنا تعوّدت في قراراتها السياسية أن تولد بعد قراءة متأنية ومراجعات لمرئيات الدول المختلفة، لا تعتقد أن 6 دول يمكن أن تسيّر قرارات جماعية بسرعة وبدقة في نفس الوقت لذلك علينا ألا نستعجل".
وشدد على أهمية تعديل بعض الشروط والتعقيدات التي تصعّب من اتخاذ القرارات وتقليل البيروقراطية. وأضاف: "تكمن المشكلة في بعض الشروط وبعض القوانين التي وضعتها الأمانة العامة للمجلس أو بعض لجانها. وأبني كلامي على كتاب للوزير الراحل الدكتور غازي القصيبي الذي قال إن بعض اللجان تضع قوانين تتسبب في عرقلة القرارات لسنوات طويلة، وكان يتحدث عن أحد المشاريع التي كان يُعزم تنفيذه، كان يقول إنه فوجئ ببعض العراقيل من بعض اللجان تسببت في تعطيل المشروع ثلاث سنوات. نحن بحاجة لتقليل هذه البيروقراطية والتعقديدات وبحاجة لقرار جريء من الأمانة العامة للمجلس لتنفيذ القرارات بشكل سريع، خاصة قرارات اليوم".
وتابع: "نحن موعودون بالكثير من الأمور التي يجب أن تنفذ في عام 2013، منها نظام السكك الحديدية بين دول المجلس فهل ستطبق؟ في الوقت الذي نصدم حتى الآن بأن كثيراً من القرارات الاقتصادية التي أعلنت قبل أربع سنوات لم تطبق ومازالت بين أخذ ورد".
ورفض أبورية اعتبار الاتحاد الخليجي حلماً صعب المنال، مشدداً على أنه هدف يمكن تحقيقه. وأضاف: "بعض الخبراء بعد أن استلهموا دعوة الملك عبدالله للوحدة كانوا يرون أنها خطوة خليجية جريئة في ضل ما يعانيه الاقتصاد العالمي. لا يجب أن نعتبرها خطوة مستحيلة أو حلماً بعيداً، فلدينا الاتحاد الأوروبي يضم الآن 25 دولة توحدت بإمكاناتها المختلفة وتباينها الاقتصادي والسياسي والأيديولوجي.. وانتهت لاتحاد يحترم المواطن الأوروبي، يمكن لدول الخليج أن تحقق الهدف ذاته فهو ليس ضرباً من الخيال لكنه يحتاج لبعض الصبر وبعض التنازلات. فمازالت العقلية الخليجية العربية ليس سهلاً إقناعها، ثم تقفز بها قفزة فوق إمكانياتها بكثير. نحتاج لبعض التفاؤل والصبر".