الزوجة تجلس كي تشاهد التلفزيون، ويجلس بجوارها زوجها آلون مورجان (81 عاماً) الذي يعاني جلطة دماغية أفقدته النطق منذ سنوات طويلة، وإذا به مرة واحدة يظهر استجابةً للنطق.
فرحت الزوجة واتصلت مباشرة بالإسعاف ليأتي إلى منزلهما في مقاطعة باثويتك إيفون في مدينة سومرست البريطانية، وبعدما خضع للكشوف الطبية على مدار يومين، إذا بي أفاجأ بأنه يتحدث الويلزية بطلاقةٍ ولا يعرف أي كلمةٍ من اللغة الإنجليزية. تلك كانت الرواية التي نقلتها زوجته إلى صحيفة "دايلي ميل" البريطانية، والتي قالت إنه كان "أمراً مضحكاً في بادئ الأمر، أن تكتشف أن زوجها الذي عاشت معه طوال حياتها يتحدث لغةً غريبة".
وتابعت قائلة "كان سليم العقل تماماً، ولكنه يتحدث الويلزية بطلاقةٍ وكأنه من أهلها، واضطررت إلى استحضار قاموس حتى أتمكّن من التفاهم معه وأعلمه تدريجياً اللغة الإنجليزية وهو الأمر الذي بدأ يتحسّن تدريجياً".
مورجان العميد المتقاعد في البحرية الملكية البريطانية، كان قد تمّ إجلاؤه من ويلز عندما كان يبلغ 12 عاماً بسبب أحداث الحرب العالمية الثانية، ولكنه عاش باقي حياته في لندن إلى أن أُصيب بالجلطة ولم يعد إلى موطنه الأصلي تقريبا؛ حتى إنه يقول إنه "نسي تقريباً كل أحداثها وانمحت من ذاكرته".
وشخّص الأطباء تلك الظاهرة على أن فقدان مورجان للقدرة على الكلام لسنوات طويلة؛ تسبّب في تلفٍ في بعض أنسجة دماغه، التي تسبّبت بدورها في تحوُّلٍ في مركز اللغة بالمخ، وساعد على استدعاء اللغة الويلزية وفقدان اللغة الإنجليزية تماماً.
من جانبه، قال مورجان: "فقدان النطق أحدث تغييراً كبيراً في حياتي، وأكسبني مزيداً من الخبرات وجعلني أتعلم كيفية مواجهة الكثير من الناس".
أما عن تلك الظاهرة التي تعرّض لها قال "لست قلقاً حول رد فعل الناس تجاهها أو خائفاً منهم لأن الكلمات التي تخرج من فمي بلغةٍ مغايرة عن التي كنت أتحدث بها معظم حياتي، لكني أستمتع حقيقةً بالعودة للحياة أكثر بكثيرٍ مما يتصوّر أي شخصٍ".
واختتمت "دايلي ميل" تقريرها بأن حادثة مورجان ليست الوحيدة، حيث سبق لكاي راسل (49 عاما) من كنيسة جلوسيسترشاير، أن عانت صداعاً نصفياً؛ ثم بدأت بعده بالتحدث بلكنةٍ فرنسيةٍ غريبةٍ عليها.
كما أن سارة كولويل (35 عاما) من بليموث في مدينة ديفون، عانت أيضا صداعاً نصفياً، ثم بدأت بعدها كذلك التحدث بلكنة صينية، ويقول الأطباء إن تلك اللكنات الأجنبية تظهر أيضاً بسبب تلفٍ أصاب مراكز المخ التي تتحكّم في الكلام.