احتلت صحيفة الوطن البحرينية صدارة الصحف المحلية من حيث نسبة المتابعة لمعرفة الاحداث المحلية بنسبة48 % ، وذلك وفقا للدراسة التي اجرتها الاعلامية والكاتبة الصحفية البحرينية وجدان فهد في اصدارها الجديد كتاب " الاعلام والأزمات " . الذي دشنته على هامش "مهرجان الأيام الثقافي" الذي يقام تحت رعاية سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء في الفترة من 26 ديسمبر الجاري إلى 3 يناير 2013 م.
ويعد كتاب "الإعلام والأزمات" هو الأول من نوعه الذي يتناول بالبحث والتحليل الأزمة التي تعرضت لها مملكة البحرين في شهري فبراير ومارس 2011 من الزاوية الإعلامية، انطلاقا من أهمية الإعلام ركيزة أساسية من ركائز عمل إدارة الأزمات.
ويحتوي الكتاب على جهد توثيقي للتعريف بمجريات الأحداث التي مرت بها المملكة وكيفية تناولها في وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية ، ومدى تفاعل كافة أطراف المجتمع معها ، إضافة إلى استمزاج آراء نخبة من كبار الصحافيين والكتاب البحرينيين (سوسن الشاعر ، سعيد الحمد ، فيصل الشيخ ، هشام الزياني وغيرهم) حول رؤيتهم لما تعرضت له البحرين.
وتنطلق الفرضية الأساسية لكتاب "الإعلام والأزمات " من كون الإعلام يعد ضلعا من أضلاع إدارة الأزمة ، وينبغي التركيز عليه وايلائه جل الاهتمام لضمان انسيابية الاتصال بين صانع القرار والمعنيين به، ورصد وقياس الرأي العام بشأن القرار المتخذ وملاحظاتهم حوله لإجراء التعديلات وإدخال التحسينات إن دعت الحاجة.
وترى الكاتبة من خلال فصول الكتاب الـخمسة إن الأزمة التي تعرضت لها مملكة البحرين هي من نوع الأزمات المخططة بفعل القوى الراديكالية المعارضة التي حاولت السيطرة على كافة مفاصل الكيان الاداري للدولة وتعطيل مسارات العمل في الكثير من القطاعات الحيوية والخدمية كالصحة والتعليم والمصانع والشركات من خلال تنظيم الاضرابات المتكررة والاعتصامات في المناطق الحيوية كالمستشفيات والمدارس طوال فترة اشتداد الأحداث.
وتشير الكاتبة ضمن رؤيتها التي يتضمنها الكتاب إلى أن منحنى أحداث أزمة 14 فبراير يتجلى أمامه الهدف واضحا من ورائها فهي لا تمت بصلة لمطالب اصلاحية ومناداة بحقوق بشرية ، بل كان هدفها ومنذ اللحظة الأولى الابتزاز السياسي والتطرف، والشاهد على ذلك مشاهد الاضرابات العمالية المتكررة في المستشفيات والمدارس، والتجمهر في وسط العاصمة المنامة لشل اوصال الحراك التجاري بالبلاد وتعطيل مصالح الناس ومحاربة أصحاب الأعمال في أرزاقهم ، فضلا عن مهاجمتها الشرسة لعدد من رجال الشرطة وارتكابهم جريمة القتل العمد في حق بعضهم ، والاعتداء على قدسية الحرم الجامعي وترهيب الطلبة والاعتداء عليهم، وهي كلها جرائم تم توثيقها وتصويرها ونشرها، لتكون شاهدا على أبشع جرائم انتهكت بها حرمة وطن وترويع سكانه الآمنين .
ويتناول الكتاب طبيعة الظرف الزمني الذي كانت تمر فيه منطقة العالم العربي وتزايد وتيرة الاحداث السياسية الدراماتيكية التي تسببت في الاطاحة بنظام الحكم في تونس واشتعال ثورة 25 يناير في القاهرة وتصاعد الاحتجاجات الشعبية في اليمن، ما يشير إلى ان إمكانية التنبؤ بما شهدته البحرين كانت واردة ، فالازمة التي جاءت بدعوى المطالب المعيشية والاصلاح السياسي سرعان ما تسببت في خسائر بشرية ومادية كبيرة واماطت اللثام عن خفايا اهدافها بأنها ثورة تغذيها الفتنة المذهبية الدينية .
ويعتبر الكتاب ما حدث من أزمة ما هو إلا مشهد أخر له جذوره التاريخية التي تكررت من قبل في أحداث الثمانينيات والتسعينات ، عندما واجهت حكومة المنامة مخططات إنقلابية بنفس السيناريو وبنفس الجهات الممولة والداعمة والوجوه المنفدة ، فهو نفس المخطط الذي يتكرر كل عشر سنوات قد حدث في 2011 ومن المتوقع تكراره مرات عدة إذا لم تتم مواجهته وتجفيف منابعه .