كشفت دراسات حديثة نشرتها كلية الطب في جامعة جاغيلونيان في بولندا اليوم الاربعاء عن الفائدة الإيجابية للرضاعة الطبيعية في رفع نسبة معدل الذكاء للأطفال الذين يتغذّون بحليب الأم لمدة تصل إلى 3 أشهر حيث يتمتعون بمعدل ذكاء يزيد بـ 1ر2 نقطة عن الأطفال الذين يتناولون الحليب الصناعي .
وأشارت الدراسة الى أن الأطفال الذين يتناولون حليب الأم لستة أشهر سجلوا معدل ذكاء أعلى بفارق 6ر2 نقطة ..فيما سجل الأطفال الذين يتغذون بحليب الأم لأكثر من ستة أشهر فرقاً بـ 8ر3 نقطة ما يشير إلى ارتباط طول مدة الرضاعة الطبيعية بارتفاع معدل الذكاء .
تأتي هذه النتائج تأكيداً للدراسات السابقة التي أشارت إلى ارتباط الرضاعة الطبيعية بارتفاع مستوى الوظائف الفكرية لدى الأطفال بحيث استندت الدراسات إلى بحوث واسعة حول الرضاعة الطبيعية أجريت على حوالي 14 ألف طفل تمت مراقبة نموهم الفكري على مدى 3 سنوات.
وأشارت النتائج إلى أن الأطفال الذين تغذوا بالرضاعة الطبيعية منذ الولادة مع الإلتزام بمعايير "مبادرة صديقة للطفل" سجلوا معدل ذكاء يصل الى 5ر7 نقطة عن معدل ذكاء الأطفال الذين تناولوا الحليب الصناعي .
ونقلت وكالة انباء الامارات عن الدكتورة حصة خلفان الغزال مدير اللجنة التنفيذية لحملة الشارقة إمارة صديقة للطفل قولها ان نمو مستوى الذكاء مرتبط إلى حد ما بالعوامل الوراثية والبيئة التي ينمو فيها الأطفال وان مثل هذه الحقيقة العلمية تظهر بشكل غير قابل للشك أن الرضاعة الطبيعية لفترة أطول تعزز من مستوى النمو الفكري للطفل.
ونوهت الى ان اللجنة تحرص على نشر الوعي حول الفوائد البدنية العديدة للرضاعة الطبيعية وان مثل هذه الدراسات العلمية تبعث الطمأنينة لدى الأهل لعلمهم بأن للرضاعة الطبيعية فوائد عاطفية وذهنية أيضاَ خاصة وان الأبحاث التي أجريت على أطفالٍ أشقاء اكدت على الإرتباط بين الرضاعة الطبيعية والنمو الفكري للطفل.
واشارت الى انه من المرجح أن يعود الإرتفاع في مستوى ذكاء الطفل إلى مجموعة من العوامل المادية والعاطفية ..أي الخصائص الغذائية الموجودة في حليب الأم مع العلاقة المباشرة بين الطفل وأمه خلال فترة الرضاعة الطبيعية خاصة وان اي شيء يؤثر على الأم من شأنه أن ينعكس بالإتجاه ذاته على الطفل أيضاً .
واضافت ان اللجنة عملت على تحفيز الأماكن العامة والمستشفيات والحضانات في الشارقة لتصبح أماكن صديقة للأم مما يجعلها بالتالي أماكن صديقة للطفل أيضاً ..مؤكدة على ضرورة ان تنظر الأمهات الى فترة الرضاعة على أنها فترة إتقان حيث من شأن عملية الرضاعة أن ترسي الدعائم لرفع مستوى الطفل في حياته العلمية والمهنية .
وتوقعت أن تسهم هذه النتائج في تغيير نظرة الأمهات للرضاعة الطبيعية بعد ان بات معلوماً أن فوائد الرضاعة الطبيعية لا تقف فقط عند حد الفوائد البدنية كالحماية من الأمراض بل تتعداها لتوفر فوائد عاطفية فكرية من شأنها أن تؤثر إيجاباً على المجتمع والوطن ككل.