نشرت مجلة فرنسية ساخرة اليوم الأربعاء كتابا كاريكاتوريا في 64 صفحة حول حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، رغم الغضب الشديد في العالم الإسلامي بسبب رسوم كاريكاتورية سابقة نشرتها نفس المجلة، وذلك بسبب فيلم من إنتاج أميركي.
وحمل غلاف الكتاب المصور لمجلة "شارلي إيبدو" الأسبوعية صورة رجل (والمقصود به النبي صلى الله عليه وسلم) يقود جملا في الصحراء، طبع الناشر 80 ألف نسخة منه.
وزعم ناشر المجلة ستيفان شاربونييه أن الكتاب الجديد الذي يحمل عنوان "سيرة محمد" عمل تربوي أنتج بعد الكثير من البحث وأعده عالم اجتماع فرنسي-تونسي. وأضاف قائلا "إنها سيرة أجازها الإسلام لأن مسلمين حرروها".
وقال شاربونييه إن فكرة الكتاب المصور راودته في 2006 عندما نشرت صحيفة دانماركية رسوما مسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم أعادت صحيفته نشرها، وأثارت احتجاجات غاضبة في العالم الإسلامي.
وفي رد فعل الحكومة الفرنسية، أشارت المتحدثة باسمها نجاة فالو بلقاسم إلى ما سمته الحق في حرية التعبير عن الرأي، لكنها قالت للقناة الفرنسية إن ذلك يجب أن يكون متوازنا مع الحاجة إلى الحفاظ على النظام العام. وأضافت "ليس هناك ما يدعو لصب الزيت على النار".
وندد إبراهيم كالين، وهو مستشار سياسي لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بالكتاب المصور، واعتبر أنه "استفزاز متعمد"، وكتب على حسابه في موقع تويتر "إن تحويل حياة نبي الإسلام إلى قصة مصورة هو بحد ذاته خطأ".
وأضاف مستشار أردوغان قائلا "مهما قال مسؤولو المجلة الفرنسية شارلي إيبدو فهذا استفزاز".
وسبق لمجلة شارلي إيبدو الفرنسية أن نشرت رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي عليه الصلاة والسلام بحجة الدفاع عن حرية التعبير، ما أثار غضب المسلمين الذين عدوا ذلك إهانة لدينهم ولنبيهم عليه الصلاة والسلام.
وكانت نشرت في 2011 عددا بعنوان "شريعة إيبدو" شمل عدة رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم، ما جعل محتجون يلقون قنبلة حارقة في مقر المجلة التي تعرض موقعها للقرصنة، أما ناشرها ستيفان شاربونييه فيعيش بحماية الشرطة بعد تلقيه تهديدات بالقتل.
وكانت البلدان الإسلامية شهدت مظاهرات عارمة في سبتمبر/أيلول الماضي احتجاجا على فيلم مسيء للنبي صلى الله عليه وسلم أنتج في الولايات المتحدة، كما اندلعت في العام 2005 احتجاجات واسعة في مختلف أنحاء العالم الإسلامي بعد أن نشرت صحيفة "غيلاندز-بوستن" الدانماركية 12 رسما مسئيا للنبي محمد عليه الصلاة والسلام.