حاوره - وليد عبدالله:
أكد مقيم الحكام بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم سكرتير لجنة الحكام بالاتحاد البحريني لكرة القدم وعضو لجنة الحكام بـ”خليجي 21” الحكم الدولي المتقاعد جاسم محمود أن دورات كأس الخليج منذ انطلاقها على أرض مملكة البحرين عام 1970 ولدت لتبقى وتستمر، مضيفاً أنه من يطالب بإلغاء هذه البطولة يجب أن يعود للفوائد العظيمة التي جنتها دول الخليج من هذه الدورة ليس على المستوى الرياضي فحسب، وإنما على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي، مشيراً إلى أن دورات الخليج أصبحت تشكل مورداً رئيساً ودخلاً مهماً للبلد المضيف في السنوات الأخيرة، مؤكداً في الوقت ذاته أنها ستصبح في المستقبل القريب “صناعة حدث” في دول الخليج وليس دورة رياضية كما يقول البعض. جاء ذلك خلال اللقاء الذي أجرته “الوطن الرياضي” معه واستعرضت خلاله مسيرته التحكيمية ومشاركته في دورات كأس الخليج.
مورد مهم
وقال محمود: “دورات كأس الخليج كانت ولاتزال أساساً لتطوير الرياضة الخليجية، فمنذ انطلاقها والرياضة الخليجية تشهد تطوراً على جميع الأصعدة. فلولا دورات الخليج لما شهدت دول الخليج التطور في المنشآت الرياضية والاهتمام بقطاع الشباب والرياضة كأحد القطاعات الحيوية في الدول. وقد ساهمت الدورات بظهور دورات خليجية لألعاب جماعية وفردية. وأفضالها ليست فقط محصورة على المستوى الرياضي، بل إن دورات الخليج ساهمت وبشكل كبير في توطيد الأواصر الأخوية بين دول المجلس وساهمت بشكل واضح في دعم مسيرة الدول لتنمية البشرية وتوحيد الرؤى، كما وتعتبر الدورة مورداً اقتصادياً مهماً وأصبح يشكل دخلاً للبلد المضيف في السنوات الأخيرة، بعد أن كانت الدولة تتكلف عبئاً في التنظيم والاستضافة. فالدورة ستشهد تحولاً على المستوى الاقتصادي في المستقبل القريب وستكون صناعة رياضية في كرة القدم الخليجية، تسهم في تطوير هذه اللعبة وستكون داعمة للاقتصاد الوطني للبلد المستضيف”.
السمعة الخليجية
وأضاف: “ويعد مردود دورات كأس الخليج مهماً بالنسبة للحكام الخليجيين المشاركين في أي دورة من الدورات. فإشراف الحكم على تحكيم مباراة واحدة في الدورة يقدم من خلالها المستوى التحكيمي المطلوب، تكسبه سمعة تحكيمية خليجية وتساهم كثيراً في دعم مسيرته التحكيمية. ولكن في الوقت ذاته يعيش الحكام ضغط الدورات والمواجهات، فرغم أنه يمثل بلده في العديد من المشاركات الخارجية، إلا أن تمثيله لبلده في هذه الدورات يكون أكبر من أي تمثيل، والأمر يعود إلى أن منتخب بلاده سيكون مشاركاً في هذه الدورة. فدائماً يجب يكون الحكام مهيئين نفسياً لإدارة مباريات الدورة، والابتعاد عن الضغط النفسي والإعلامي”.
مشاركتي في خليجي 18
وفي سؤال “الوطن الرياضي” عن مشاركاته في دورات كأس الخليج، أجاب قائلاً: “لقد تم اختياري في عام 2007 لإدارة مباريات دورة كأس الخليج 18 التي أقيمت في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وهي المرة الوحيدة التي شاركت فيها بدورات الخليج. وقد كان يتواجد في هذه الدورة الحكام الكويتي سعد كميل، السعودي خليل جلال، الإماراتي علي حمد، القطري عبدالرحمن عبدو، من أروربا بوسكا والبلجيكـي ميشــيل والماليزي محمد صبح الدين. وقد أسندت لي مهمة إدارة مباراة الكويـــت وعمــــان، التي وفقت بإداراتها بشهادة الجميع على رأسهم الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة الذي لا أنسى تلك الكلمات التي قالها لي بعد المباراة”. وأضاف: “وقد أضافت لي هذه المشاركة الكثير في مسيرتي التحكيمية، فقد ساهمت في معرفة الناس وتكوين الصداقات الاجتماعية والرياضية”.
مسيرته التحكيمية
وفــي مــــا يخــــص بدايته التحكيمية، قال: “كانت بدايتي التحكيمية في سبتمبر 1992، حيث توقفت عن اللعب مع نادي البسيتين وتحديداً مع فريق فئة الشباب وأشرفت بعد توقفي اللعب على تدريب فئة البراعم “المدرسة بالنادي”. وقد كانت اهتماماتي بالمجال التحكيمي منذ أن كنت لاعباً، حيث كنت أكن كل التقدير والاحترام للطواقم التحكيمية وكانت إحدى الأمنيات في حياتي أن أكون حكم ساحة. وقد تحقق ذلك بعد دعوة الحكم السابق أحمد الشروقي الذي وجه الدعوة لي للدخول لهذا المجال الذي كان يتواجد فيه أسماء لامعة في التحكيم البحريني كالحكم الدولي جاسم مندي، والمرحوم أحمد جاسم وإبراهيم الدولي وكثيرين. وقد تسلسلت في السلم التحكيمي حتى وصلت لشارة الدرجة الأولى في سبتمبر 1997، حيث كان أول تكليف رسمي كحكم درجة أولى في بطولة الأندية الخليجية وفي مباراة كاظمة الكويتي والطليعة العماني. وفي مطلع يناير 2001 حصلت على الشارة الدولية في التغير الذي طرأ على الوجوه التحكيمية في ذلك الوقت، حيث حصلت على الشارة إلى جانب الحكام عبدالرحمن عبدالخالق، خليفة الدوسري، علي سلمان ويوسف حسين”.
نهائيات الشباب وأمم آسيا
وأضاف: “وخلال مسيرتي التحكيمية قد تم تكليفي بالعديد من المشاركات الدولية المختلفة كالدوري الأردني، الكويتي والقطري، وخليجي 18. وكان عام 2007 قد شهد إدارتي لـ21 تكليفاً دولياً. وخلال مسيرتي في مجال التحكيم قد شاركت في إدارة مباريات لمشاركتين قاريتين الأولى في نهائيات آسيا للشباب التي أقيمت في الدوحة 2002، والذي يعتبر أول تكليف رسمي لي كحكم ساحة دولي، والذي وصلت في إدارة للمشاركة في المباراة النهائية كحكم رابع، بعد المستوى الجيد الذي قدمته في إدارة المباريات، لاسيما أنني كنت أصغر الحكام المشاركين في هذه البطولة. وأما التكليف القاري الثاني متمثل في مشاركتي في إدارة مباريات نهائيات كأس آسيا عام 2007”. وأضاف: “وخلال مسيرتي تشرفت في إدارة مباراتين نهائيتين لمسابقة أغلى الكؤوس موسم 2006/ 2007 وموسم 2007/ 2008. وأعتبر مباراة المحرق وسترة في ختام مسابقة الدوري عام 2006 من أفضل المباريات التي أدرتها في حياتي التحكيمية. وقد اعتزلت التحكيم مبكراً في عام 2009، وذلك نظراً للإصابة التي كنت أعاني منها”.
5 طواقم آسيوية مرشحة للمونديال!
وبالنسبة لخطوة لجنة الحكام في خليجي 21 لاختيار طواقم تحكيمية، قال محمود: “تعتبر خطوة اختيار لجنة الحكام في خليجي 21 للطواقم التحكيمية الأولى من نوعها في دورات كأس الخليج. ففي السابق كان يتم ترشيح الحكام من اللجان التحكيمية في الاتحادات الخليجية وفي دورة أبوظبي 18 تم اختيار الحكام والمساعدين من قبل لجنة حكام الدورة، ولكن في هذه الدورة ارتأت اللجنة اختيار الطواقم التحكيمية المرشحة للمشاركة في مونديال كأس العالم 2014، في فرصة من اللجنة لأن تكون الدورة بمثابة الإعداد البدني والفني للحكام المشاركين والمرشحين للمونديال”. وأضاف: “ويشارك في هذه الدورة الحالية 5 طواقم آسيوية مرشحة للمونديال أربعة أساسية وهي: الطاقم البحريني المكوّن من الحكم نواف شكرالله والمساعدين ياسر تلفت وإبراهيم سبت، والطاقم السعودي المكون من الحكم خليل جلال والمساعدين بدر الشمراني وعبدالله الشلوي، والطاقم الإماراتي المكوّن من الحكم علي حمد والمساعدين صلاح المرزوقي وأحمد الشامسي والطاقم الأورزبكي المكوّن من الحكم رفشان والمساعدين راسولوف وعبدو خاميدولو. والطاقم الاحتياطي هو الطاقم القطري المكوّن من الحكم عبدالرحمن عبدو والمساعدين طالب المري ورمزان الرمزاني”.
اختبارات جديدة لطاقمنا
وفي ما يخص الطاقم البحريني المرشح لمونديال كأس العالم 2014، قال محمود حديثه قائلاً: “حدد الاتحاد الدولي لكرة القدم اختبارات جديدة للطواقم المرشحة لمونديال البرازيل 2014، والتي ستكون في أبريل القادم والتي من المتوقع أن تقام في مدينة دبي الإماراتية للطواقم الآسيوية”. وأضاف: “ويتواجد في قائمة الاتحاد الدولي 52 طاقماً تحكيمياً ويتضمنون 104 حكام، سيخضعون للاختبارات البدنية والذهنية والفنية حتى أكتوبر 2013، والذي سيقرر من خلاله الاتحاد الدولي الأسماء النهائية التي ستتواجد لإدارة مباريات كأس العالم 2014”.
كلمة أخيرة
وختم الحكم الدولي المتقاعد جاسم حمود الحديث قائلاً: “أمنياتي بنجاح دورة كأس الخليج21 التي تستضيف منافساتها مملكة البحرين في الفترة 5-18 يناير، وتطلعاتي أن يحقق منتخبنا الكأس الخليجية الغالية”.