كتب ـ حسين التتان:
يتسابق البحرينيون اليوم لاقتناء اللوحات الفنية من المعارض والمحال التجارية، ويفضلون خاصة اللوحات التجريدية «غير المفهومة»، ويدفعون لشرائها بسخاء، فلماذا التجريدية بالذات؟!.
ما بعد الحداثة
الفنان التشكيلي عبدالكريم العريض يقول إن ذوق الجمهور في اختيار اللوحات يختلف من حقبة زمنية لأخرى «هو كغيره يتأثر بمحيطه العربي والدولي، فالأجنبي يرغب في اقتناء رسومات تتعلق بالتراث البحريني والبيئة المحلية، مثل لوحات السفن والغوص والنخيل وصناعة الفخار والنسيج».
ويضيف «هناك موجة أخرى بدأت مع الفن الحديث، أخذ البحرينيون يقتنون الرسومات لوضعها في منازلهم ومؤسساتهم التجارية، وهناك موجة ثالثة «ما بعد الحداثة» وعنوانها عادة من دون موضوع، وهذا النوع مرغوب لدى شريحة من الناس، بعضهم يفضل الفن الأمريكي المليء بالتشويش «البوب آرت» وتكثر لوحاته عادة في المقاهي».
ويلفت العريض إلى أن أسعار اللوحات تعتمد غالباً على تاريخ الفنان «المحترف لا يقاس مع المبتدئ وأسعار لوحاتهم تختلف، وهناك فنانون موهوبون يحاولون تقليد الرسومات العالمية والشهيرة، ويضعون أسعاراً خاصة للوحاتهم».
ويقول العريض إن أسعار الرسومات الاحترافية تبدأ من 1000 دينار حتى 4 آلاف مستدركاً «هناك بعض الهواة باعوا لوحاتهم بأسعار الفنانين المحترفين، هذا أضر بالفن الحقيقي وأثر في سوق الفن».
ويرى أن أسعار رسومات الهواة اليوم تتراوح عادة ما بين 50 و200 دينار «هناك بالمقابل فنانون محترفون تجاوزت أسعار لوحاتهم 6 آلاف دينار».
التجريدية الأكثر طلباً
الفنان التشكيلي حسن الساري يقول إن أكثر ما يرغب البحريني باقتنائه هي اللوحات التجريدية المتخلقة بمحاور الشخوص «بالنسبة للأعمال الفنية الأخرى فالإقبال عليها محدود، لأن لكل مرحلة زمنية وضعها الخاص، لكن الرسومات التجريدية مازالت محافظة على مستواها، ومرغوب فيها».
ويضيف أن أكثر شرائح المجتمع رغبة في اقتناء الرسومات الفنية هم نساء الطبقات المخملية «يشتري البحريني لوحاته لوضعها في المنزل كجزء مهم من جماليته، وأحياناً يعلقها في المكتب، وبعضهم يشتريها كهدية، وهناك من يشتري الرسومات ويجمعها لبيعها والمتاجرة بها مستقبلاً، خاصة بعد أن يمضي عليها زمن طويل وتكون لأحد كبار الفنانين». يوسف إبراهيم مواطن، يحب شراء اللوحات التجريدية لدلالاتها الرمزية وألوانها الصارخة «تعليقها بصالة المنزل يستهويني». أم سعيد تحب شراء اللوحات التي تمثل البيئة البحرينية «لدي رسومات كثيرة يعود عمر بعضها لأكثر من ثلاثة عقود»، فيما يحاول سمير إبراهيم أن يزاوج في اقتناء اللوحات الفنية بين التراثي والحداثي، لكنه يشير إلى أن بعض الرسومات أصبحت باهظة الثمن ومبالغ في أسعارها، ولم تعد متاحة للجميع.