كتبت – زينب العكري:
توقع اقتصاديون أن يستقر سعر النفط على 100 دولار للبرميل خلال العام 2013 خلافاً لتوقعات بعض المؤسسات والبنوك التي قالت إنه سيتراجع دون ذلك.
وأكد الاقتصاديون لـ»الوطن» أن هذه المؤسسات تبني توقعاتها بحسب أولوياتها ما يشكك في مصداقيتها.
وقالوا إن ارتفاع أسعار النفط سيصب بالتأكيد في صالح اقتصاد المملكة التي سيكون قادراً على النمو وتحريك عجلته بشكل أكثر، خصوصاً وأن البحرين تعتمد في اقتصادها على الإيرادات النفطية بنسبة كبيرة تصل إلى 80%.
وقال الرئيس التنفيذي لاستشارات جفكون لتحسين الإنتاجية د. أكبر جعفري: «من غير المتوقع أن تصل أسعار برميل النفط إلى 100 دولار خلال العام 2013 مثلما توقعت بعض البنوك».
وأضاف جعفري: «لن يكون سعر برميل النفط أقل من 100 دولار وأن لا يتجاوز 115 دولار، وانخفاضه إلى دون 100 دولار مجرد توقعات من مصادر لتكون متوافقة ومناسبة لقراراتهم، ونحن كمراقبين اقتصاديين نرى من خلال القراءات المختلفة أن لا ينخفض سعر البرميل لأقل من 100 دولار وأن لا يتعدى 115 دولاراً».
واستدرك جعفري: «من الممكن أن يتعدى 115 دولاراً للبرميل ولكننا نتمنى أن لا يتم ذلك حيث إن الوضع الاقتصادي العالمي به ركود وصعوبات بنفس الوقت، ونحن متفائلون إذ إن هناك إجراءات من الدول الغربية وأمريكا على أساس تنشيط الاقتصادي».
من جانبه، قال رئيس جمعية الاقتصاديين البحرينية جعفر الصائغ: «تعتمد البحرين في اقتصادها على الإيرادات النفطية بشكل كبير وبأكثر من 80%، وكلما ارتفعت أسعار النفط كلما حصلت البحرين على إيرادات نفطية أكبر، وكلما استطاعت بفضل هذه الإيرادات النفطية المرتفعة أسعارها تحريك العجلة الاقتصادية بشكل أكثر».
وأضاف الصائغ: «من الصعب التكهن في أسعار النفط حيث يعتبر أصعب سلعة ممكن التنبؤ بأسعارها لكونها سلعة استراتيجية في الاقتصاد العالمي، وتتأثر بعوامل كثيرة اقتصادية وسياسية عالمياً، وتؤثر على بقية الأسعار كونها سلعة استراتيجية مهمة في الاقتصاد العالمي».
وتابع: «من المتوقع أن تبقى أسعار النفط مرتفعة لأكثر من 100 دولار، ومن غير المتوقع أن تنخفض لأدنى من 100 دولار خلال العام 2013 بحكم العوامل الرئيسية التي تدخل في تكوين سعر هذه السلعة التي تبقى موجودة ومؤثرة، خصوصاً أن السياسة بشكل عام العامل الأكثر تأثيراً على السلعة الغير مستقرة في العالم».
بدوره قال رجل الأعمال علي المسلم: «إن انخفاض سعر النفط دولياً لن يكون له تأثير كبير على اقتصاد المملكة، باعتبار أن حكومة البحرين اعتمدت سعر 55 دولاراً للبرميل.
وأضاف المسلم: «اقتصاد البحرين لا يعتمد على النفط بشكل وإنما هناك صناعات يجب أن تؤخذ بالاعتبار، والاعتماد على منتج واحد يكون فيه خطر على اقتصاد أي دولة».
وأوضح المسلم: «على مملكة البحرين أن تنمي اقتصادها في الموارد البشرية والمهن والتعليم ليكون الاعتماد عليها في صيانة وتقوية اقتصادها».
وتجاوزت أسعار العقود الآجلة لخام القياس الدولي مزيج برنت 112 دولاراً للبرميل مسجلة أعلى مستوى في شهر الأربعاء الماضي مع موافقة الكونجرس الأمريكي على اتفاق يتفادى أزمة للميزانية كما لقيت الأسعار دعماً من بيانات واعدة من الصين أكبر مستهلك للطاقة في العالم.
وتفادت الولايات المتحدة كارثة اقتصادية بعدما أقر مشرعون اتفاقاً يجنب البلاد زيادات في الضرائب وتخفيضات في الإنفاق هددت بالزج بأكبر اقتصاد في العالم في براثن الكساد.
وعزز الاتفاق إقبال المستثمرين على الأصول عالية المخاطر ودفع الدولار الأمريكي للهبوط أمام العملات الأخرى. والدولار الأضعف يجعل النفط المقوم بالعملة الأمريكية أرخص بالنسبة لحاملي عملات أخرى.
وتجاوز متوسط سعر برنت 111 دولاراً في العام الماضي وهو أعلى متوسط سنوي مسجل إذ غطت تهديدات جغرافية وسياسية للإنتاج على مخاوف من ضعف الطلب على النفط.
وارتفعت عقود الخام الأمريكي الخفيف 90 سنتاً إلى 92.72 دولار للبرميل وهو أعلى مستوى لها منذ أكتوبر.
ولقي النفط دعماً من بيانات صينية تشير لتعافي ثاني أكبر اقتصاد في العالم وثاني أكبر مستهلك للنفط.
من جهة أخرى، توقَّع خبير اقتصادي لدى مؤسسة «سيتي غروب» انخفاض أسعار النفط إلى أقل من 100 دولار للبرميل في 2013، وأن يبلغ سعر برميل النفط 110 دولارات في 2012.
ورجح الخبير الاقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط لدى «سيتي غروب» فاروق سوسة، في لقاء خاص مع قناة العربية، أن يبقى معروض النفط قوياً وأن يضعف الطلب في 2013.
جاء ذلك خلال حديثه، لقناة العربية حول توقعاته لأسعار النفط العام الحالي، والمقبل في ظل مخاوف عدة للأسواق أبرزها الهاوية المالية.
إلى ذلك، خفض محللون في البنك الاستثماري الأمريكي «جولدمان ساكس» توقعاتهم لأسعار النفط خلال عام 2013 بينما رفعها 2014، محذرين من تأثير ذلك الخفض على أهداف النمو الموضوعة من قبل شركات النفط.
ويرى «جولدمان ساكس» أن سعر خام برنت سيكون عند 110 دولارات للبرميل خلال العام المقبل، و105 دولارات عام 2014، وذلك بالمقارنة مع 120 دولاراً للعام الحالي. ويأتي هذا فيما كانت التوقعات السابقة للبنك خلال عام 2013 عند 130 دولاراً للبرميل، و85 دولاراً لعام 2014. من جانب آخر، استقرت أسعار النفط فوق 113 دولاراً للبرميل أمس إذ أشارت بيانات اقتصادية صينية إلى استقرار الاقتصاد في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، بينما أعطت المخاوف بشأن إمدادات الشرق الأوسط دفعة للأسعار.
وارتفع سعر عقود خام مزيج برنت لتسليم ديسمبر نحو 10 سنتات إلى 113.32 دولار للبرميل بعد تراجعها 78 سنتاً إلى 113.22 دولار عند التسوية الجلسة السابقة. وهبط سعر العقود الآجلة للخام الأمريكي لتسليم نوفمبر 15 سنتاً إلى 91.97 دولار للبرميل.