ينامون في مكاتبهم ويستحمون في النادي الرياضي ويسخنون أطعمة معلبة للعشاء... هم ليسوا عمالاً فقراء بل نواب في الكونغرس الأمريكي اختاروا العيش بمكان عملهم.
يبلغ عدد «المخيمين» في الكابيتول الأمريكي حوالي خمسين شخصاً، جميعهم رجال وجمهوريون في غالبيتهم يحافظون على تقليد برز منتصف التسعينات بمباركة نيوت غينغريتش رئيس مجلس النواب آنذاك.
ويقول تيم والبرغ وهو نائب عن ميشيغان إن «الاستيقاظ كل صباح في المكتب يذكرني أن دياري ليست هنا بل هناك في دائرتي».
منذ أربع سنوات، ينام هذا النائب ثلاث ليال في الأسبوع على فراش سميك قابل للنفخ يضعه مساءً قرب طاولة مكتبه، وبعد إعادة انتخابه في 6 نوفمبر، انتقل إلى مكتب أوسع يسمح له بتوضيب سريره في مخزن بين براد صغير وخزانة مليئة بالحبوب والأطباق المثلجة.
ويضيف النائب «بهذه الطريقة، أبين لناخبي أني لم ألتقط عدوى واشنطن، فالكثير من الناس يعتقدون أن السياسيين في الكابيتول يفقدون التواصل مع العالم الحقيقي.. أرسلني سكان دائرتي إلى هنا كي أمثلهم، لا كي أعيش حياة مريحة».
وتوجه نائب سابق عن إيلينوي يدعى جو وولش إلى ناخبيه «النوم في مكتبي ذكرني بأني موجود هنا كي أخدم الشعب، لا كي أحصل على عمل بسيط ومريح».
ويقول بول غوزار وهو نائب عن أريزونا إن «التخييم في قلب واشنطن» ليس مشكلة على الإطلاق، مضيفاً «بهذه الطريقة، يدرك الناخبون أني أقتصد وقتي ومالي».
ويضيف النائب الذي يصف نفسه بأنه «عامل مخضرم» «كل الوقت الذي لا أمضيه عالقاً بزحمة السير، أمضيه خلف مكتبي».
فبما أن منزله الواقع في أريزونا يبعد عن الكابيتول 8 ساعات، يختار أحياناً أن يمضي عطل نهاية الأسبوع في مكتبه الصغير بالعاصمة ويقول «بدل أن أكون نائباً متأففاً ومتعباً بسبب التنقل على الطرقات، أبقى في مكاني وأحرص على حسن سير الأعمال».
وينام النائب في مكتبه على أريكة قديمة أو على الأرض، على فراش يوضبه كل صباح داخل خزانة ضيقة وينفخه كل ليلة بواسطة مضخة كهربائية.
وأجرى غوزار ـ طبيب أسنان سابق ـ حسابات دقيقة، تبين له أن استئجار استوديو صغير في العاصمة يكلفه 20 ألف دولار سنوياً، وبما أنه يتلقى راتباً سنوياً قدره 174 ألف دولار ولديه ثلاثة أولاد في المدرسة الثانوية ومنزلان في دائرته، قرر الاكتفاء بنمط حياته المهني المتقشف.
ورتب النائب مطبخاً صغيراً في غرفة بلا نوافذ تقع في الجهة المقابلة من الرواق، يحتفظ فيه بطنجرة ومخزون من زبدة الفستق ومشروبات طاقة وبعض الأطعمة المعلبة الموضبة قرب آلة الطباعة والورق الأبيض.
ويوافقه تيم والبرغ الرأي «لا أقيم في غرفة فندق باردة بل في مبنى حافل بالتاريخ.. لست أميراً ولا سيداً ولا حارس هذا المكان. أنا مجرد نائب وهذا امتيازي».
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}