كتبت ـ عايدة البلوشي:
فرضت التكنولوجيا الحديثة نفسها رقماً صعباً في عالم التصوير، وبعد أن كان التصوير مهنة وحرفة لا يمارسها إلا قلة، فتحت الموبايلات الحديثة ومواقع مثل «أنستغرام» الباب واسعاً أمام من يرغب بالتقاط الصور وبثها إلكترونياً.
منى عبدالله تهوى تصوير الوجبات الغذائية بالمطاعم «لدي أكثر من 300 صورة استخدمها كدعاية»، أحمد سلمان بالمقابل مهووس بالتقاط الصور للطبيعة الجميلة الخلابة «الآن مشغول بالتقاط كل ما يخص احتفالات العيد الوطني».
فيما يرى سمير إسماعيل أن التصوير هو من يلاحق شباب اليوم لا العكس، وتستخدم فاطمة راشد عدستها في الترويج للشوكولاتة التي تعدها بالمنزل، بينما يهوى محمود أحمد تصوير كل جديد في عالم السيارات.
دعاية مجانية للمطاعم
تعمل منى عبدالله مروجة للمطاعم دون أجر «أهوى تصوير الوجبات الغذائية كثيراً، وأصور مأكولاتي المفضلة بالمطاعم وأبثها عبر حسابي على الأنستغرام، وتكون بمثابة دعاية مجانية لهذه المطاعم» وتضيف «الناس يسألونني دوماً عن مكان المطعم وعنوانه، وبالتالي يكون الإقبال عليها كثيفاً، في حسابي أكثر من 300 صورة للوجبات الغذائية».
وعند دوار الساعة كان الشاب أحمد سلمان موجوداً «لليوم الثاني على التوالي أرتاد المكان بصحبة أصدقائي بغرض التصوير، لأنني أهوى تصوير مظاهر الطبيعة الجميلة والخلابة».
اليوم أحمد مشغول بالتقاط الصور لمظاهر احتفالات العيد الوطني «أحتفظ بها في ملف خاص، ووثقت صور احتفالات السنوات الأربع الماضية، والآن أحاول بثها عبر الأنستغرام».
التصوير يلاحق الشباب
ويعلق سمير إسماعيل أن التصوير بات هواية مجتمعية «التصوير لم يعد يقتصر على فئة معينة من المحترفين، نجد الصغير والكبير جميعهم ولج مجال التصوير والأجهزة الحديثة فتحت الباب واسعاً».
برأي سمير مهد «آيفون» و»آيباد» و»بلاك بيري» الطريق أمام هواة التصوير «لمواقع التواصل الاجتماعي دور كبير في انتشار ظاهرة التصوير، بعد أن أصبح موضة في عالم الفيسبوك والأنستغرام».
ويعترف سمير أن التصوير هم من يلاحق شباب البحرين لا العكس «يفرض نفسه عليهم في كل مكان بفضل الهواتف الذكية وشبكات التواصل الاجتماعي».
تجارة رائجة
فاطمة راشد تنظر للموضوع بعين التاجر، دون أن تغفل عن جانب الموضة «أعدّ الشوكولاتة في البيت، ومن ثم أصورها وأضعها على الأنستغرام» وتواصل «دعاية مجانية وتجارة رائجة».
وترى فاطمة أن التصوير بات هواية شباب اليوم «يصورون كل شيء.. الأصدقاء والأماكن والأكلات والسيارات والأكسسوارات والفنادق والمحال التجارية وسواها».
عالم السيارات
يهوى محمود أحمد تصوير السيارات بشكل خاص «اهتم كثيراً بجديد السيارات، اقرأ عن مميزاتها وآخر موديلاتها في مواقع الإنترنت، وأتابع أخر تطورات صناعة السيارات في العالم والأكسسوارات وأدوات الزينة».
بدأ محمود في الآونة الأخيرة بتصوير سياراته المفضّلة «أجهزة الهواتف الحديثة جعلت الموضوع ميسوراً وبمتناول الجميع» ويقول «ما أن انتهي من تصوير سيارة جديدة حتى أضعها في الأنتسغرام» ويواصل «أحياناً أعلن عن سيارتي، التقط لها أجمل الصور وأعرضها عبر الأنستغرام والشباب يتهافتون للسؤال عن ثمنها».
تحب مروة علي التصوير، وتلتقط الصور كلما سنحت الفرصة في المنزل أو الشارع أو الجامعة أو المطعم «أتمنى أن أكون محترفة في مجال التصوير، وأشارك في المسابقات» وتضيف «التصوير صنعة وحرفة وهواية وفن».
مواقع التواصل الاجتماعي وما تتيحه من برامج شجعت مروة على التصوير «التقط الصورة وأضعها في الأنستغرام.. المسألة في غاية السهولة».
تضع مروة على موقع الأنستغرام يومياً ما بين 5 و7 صور «أحصل على عدد كبيرة من الـ»لايكات» اعتبرها بمثابة تشجيع لي لاحتراف المهنة والإبداع فيها».
تتمنى مروة الاهتمام بمجال التصوير من قبل المعنيين، وافتتاح دورات ومعاهد مختصة تهتم بالتصوير وإعداد كوادر محترفة ومؤهلة لمزاولة المهنة.