كتب ـ حسين التتان:
في أواسط القرن العشرين قدم مارشال ماكلوهان نظرية في الاتصال الجماهيري، اعتبر فيها التلفزيون «صندوقاً سحرياً» يؤثر في الجمهور بوصفه وسيلة، دون النظر لمضمون الرسالة، وسيان عنده ـ لجهة التأثير ـ أن يبث التلفزيون على مدار الساعة موسيقى كلاسيكية أو أفلاماً لرعاة البقر.
«الصندوق السحري» اليوم خفت بريقه، وتراجع في سلم الأولويات بين وسائل الاتصال الأخرى.. بكبسة زر واحدة على موبايلك الحديث ويصبح العالم بأسره بين يديك، فما مصير التلفزيون بين وسائل إعلام فرضت نفسها رقماً صعباً بمعادلة التواصل الجماهيري؟.
الهواتف الذكية تقتحم
التلفزيون شبه لاغٍ في منزل الحاج ناصر عبدالعزيز «بات جزءاً ـ ليس مهماً ـ من ديكور المنزل» ويضيف «لا يشتغل إلا إذا رغبت بمشاهدة الأخبار أو البرامج الحوارية.. باقي أفراد الأسرة لا يشاهدونه، يمسكون هواتفهم الذكية ويتصفحونها حتى يغشاهم النعاس».
ترى أم حسن أن المفاضلة العملية والواقعية بين الهواتف الذكية والتلفزيون محسومة لصالح الأول «ليس هناك مقارنة بين اهتمام البحرينيين بالتلفاز والهواتف الذكية، الأخيرة أزاحت التلفزيون من موقعه المتقدم بقوة حضورها الطاغي على كل وسيلة أخرى، أصبحت الوسيلة رقم واحد في البحرين».
ولا ترى أم حسن في الهواتف الذكية حكراً على جيل الشباب «كل الناس باتوا يملكون أدوات الاتصال الحديثة، الكبير منهم قبل الصغير»، فيما ينظر جميل حسن للشغف بالهواتف الذكية و»تطليق» القنوات الفضائيات إلى سهولة توفر كل المواد التلفزيونية بالهواتف وبطريقة أسرع وأكثر جذباً.
طقس المشاهدة
رضي عبدالله رجل خمسيني يؤمن بطقوس مشاهدة التلفزيون، ولا يمكنه الاستغناء عن مشاهدته، خاصة البرامج الحوارية ونشرات الأخبار «الهواتف الذكية لن تستطيع إزاحة التلفزيون، في الوقت الراهن على الأقل».
وتدعو الشابة سوسن حسن القنوات الفضائية إذا رغبت بالاستمرار ومنافسة الهواتف الذكية، إلى ابتكار برامج متطورة تجذب المشاهد وإلا ستظل على الهامش «هذا الأمر أكبر تحدٍّ يواجه الشاشة الفضية هذه الأيام، خاصة مع وجود مواقع عالمية مثل (يوتيوب) تطرح أمام الناس كل ما يرغبونه بمشاهدته، وحتى المقاطع الممنوعة عبر الفضائيات العربية والعالمية، لأن اليوتيوب محرر من مقص الرقيب عكس الفضائيات».