طالب صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة جائزة الأمير سلطان العالمية للمياه، الحكومات العربية بإعادة النظر في طرق استخدام المياه خاصة في الزراعة، لافتا إلى أن العالم العربي يستورد أكثر من 300 مليار متر مكعب من المياه سنويا في شكل مواد غذائية.
وحذر قائلا: (إذا لم تتحرك الدول العربية الآن فكارثة الجفاف والعطش القاتل لا محال قادمة).
جاء ذلك، عقب افتتاحه فعاليات المؤتمر الدولي الخامس للموارد المائية والجافة، الذي يرعاه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، ويستمر حتى الأربعاء المقبل في جامعة الملك سعود.
سموه أشار إلى أن العالم العربي يواجه كارثة جفاف شديدة، تحدق بمستقبل الأمة وأجيالها، وأن نقص المياه يشكل خطرا حقيقيا يتصدر قائمة التحديات الكبرى، ويتجاوز في طبيعته وأبعاده قدرات التنمية المتاحة لأي دولة، ما لم تتوافر العلاجات السريعة والصحيحة، القائمة على التخطيط السليم والإدارة المالية المتكاملة والأمن المائي لكل دولة.
وقال سموه «إن 90 في المئة من المناطق العربية صحراوية قاحلة ذات موارد مائية منخفضة ومحدودة، وتبخر مرتفع تصل نسبته إلى 80 في المئة»، مبينا أن 50 في المئة من مياه شبه الجزيرة العربية مياه جوفية، ونتيجة لعدم وجود أنهار في معظم الدول العربية، فإن أحواض تلك المياه تعد المصدر الرئيسي، بل الوحيد للمياه العذبة والمتجدد. وتابع أنه نتيجة للسحب الزائد من تلك الأحواض فإن نسبة عالية جدا من مناطقها وصلت إلى حالة من الاستنزاف الأقصى والملوحة العالية، والتلوث العضوي وغير العضوي.بحسب عكاظ
وأفاد أن من يتابع عمل الهيئات والمنظمات والمجالس والإدارات المائية العامة والخاصة يدرك حجم الجهد المبذول من القائمين على شؤونها، مشيرا إلى أن من يتابع الإحصاءات المائية يصاب بالفزع، فالندرة زادت والتلوث استشرى، والتصحر اتسع، ومشاريع التنمية تتراجع، وأضحى الصراع يطرق كل باب على الرغم من تلك الجهود المبذولة. وأبان سموه أن ثمة ظواهر طبيعية تفاقم الكارثة المائية، وأخرى بشرية، والخاسر الأول والأخير الإنسان، الذي يحارب التلوث بضراوة، وهو نفسه المتسبب فيه، بإفساده لمصادره المائية، واستخدامه غير الرشيد للصالح منها.
وبين أن تلك الأعمال البشرية يمكن أن تسمى"سوء السلوك المائي للإنسان»، وأنه علينا أن نوجه جهودنا نحو تربيته التربية المائية الصحيحة، التي أضحت واجبا ومسؤولية لكل أفراد المجتمع، فمشكلات نقص المياه وتلويثها ليست مشكلات فنية فحسب، بل معظمها لا حل له من دون جهد بشري صادق، لتربية أفراد المجتمع تربية مائية صحيحة، ينتج عنها سلوك مائي رشيد، ينمي الوعي المائي ويزيد المهارات والاتجاهات والسلوكيات السليمة لدى المواطنين.