خاص – "الوطن":
قالت الناشطة السورية وعضو إئتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية ريما فليحان لـ "الوطن" إن السلطات الأردنية نقلت ما يقرب من ألفي لاجئ سوري من المقيمين في مخيم الزعتري للإقامة في مجمع البحرين التعليمي نظرا للظروف الجوية السيئة وغمر خيامهم بالمياه.
وأضافت فليحان أن نقل اللاجئين إلى المجمع التعليمي إجراء مؤقت في ظل الظروف المأساوية التي فاقمتها عاصفة ثلجية تبعت أمطارا غزيرة.
وكانت نحو 500 خيمة غمرت بالمياه يوم الاثنين الماضي في مخيم الزعتري في الأردن، والذي يضم 63 ألف لاجئ سوري، وزادت عاصفة ثلجية هبت على منطقة المفرق التي يقع بها المخيم يوم الأربعاء الماضي، زادت من معاناة اللاجئين بعد انهيار خيام تحت ثقل الثلج وتفشي الأمراض الناتجة عن البرد وانخفاض درجة الحرارة إلى الصفر.
ويعاني اللاجئون الذين نقلوا إلى مجمع البحرين التعليمي بشكل أساسي من البلل الذي أصاب كل ما يملكون من ملابس وفرش، وعدم توفير ملابس جافة لهم، فيما يمنع البرد الشديد جفاف ما لديهم.
وقالت فليحان بعد زيارة ميدانية إلى مخيم الزعتري إن "كل النساء والاطفال الذين نقلوا الى المدرسة البحرينية يعانون من البلل والمرض ونقص اللباس والأغطية ووسائل نقل الأطفال إلى المشافي التي تبعد مسافة من الصعب قطعها في مثل هذا الجو مشيا على الأقدام، خصوصا مع حمل الشخص المريض".
وأضافت أنه "تم تجميع كل الناس مع بعضها داخل المدرسة البحرينية بشكل عشوائي، ووضعت الفرش على الأرض مباشرة بشكل متلاصق".
وكانت البحرين، وبتوجيه من عاهل البلاد، أنشأت مجمعا تعليميا لمختلف المراحل الدراسية في مخيم الزعتري لصالح أبناء اللاجئين السوريين. وتم افتتاح المجمع في شهر أكتوبر الماضي بحضور رئيس المؤسسة الخيرية الملكية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة.
في السياق نفسه، أكدت فليحان وجود نقص عام لدى كل لاجئي المخيم "في مياه الشرب، والتدفئة، والملابس التي لم توزع إلا مرة واحدة منذ زمن، وكانت شبه تالفة ولم تلب احتياجات الناس".
ولفتت إلى أن توفير الغاز اللازم للطهي والتدفئة وتسخين المياه للاستحمام يكلف مبالغ مالية كبيرة لا يتمكن اللاجئون من تأمينها، إلى جانب فقر الوجبات الغذائية المجانية التي تؤمنها هيئات الإغاثة، وأحيانا تصل هذه الحصص الغذائية مفتوحة وناقصة.
وشددت الناشطة المعارضة السورية على أن "هذا المخيم لا يصلح للحياة على شكله الحالي"، مطالبة بإيجاد حلول سريعة وجذرية لتفريغه أو نقله، وتحسين ظروف الأجزاء الصالحة منه.
وتشكل معاناة اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري جزءأ من معاناة اللاجئين الذين بلغ عددهم في مختلف الدول أكثر من مليون حسب الأمم المتحدة، معظمهم في الأردن ولبنان وتركيا، إلى جانب نحو مليوني نازح داخل سوريا.