كتبت ـ ياسمين صلاح:
«وين يا أمورة».. «هلا والله بالقمر».. «أقول ممكن نتعرف؟»..«أحلى واحدة صاحبة الشنطة الحمرا».. «أنا بدي اللي بالنص».. كلها جمل وعبارات يستخدمها الشباب في «تلطيش» ومغازلة الفتيات.
يحكي أحمد عن شباب يتفننون في مغازلة الفتيات، في حين يجد سلمان متعته في المغازلة بجمل رنانة، يبتكرها في التو واللحظة «كلما كانت الفتاة أجمل تتهادى الجملة لمخيلتي من تلقاء نفسها».
ولا تقتصر المغازلة باعتبارها «فناً» و»موهبة» على الشباب، فالفتيات سلكن طريق «التلطيش» المفروش «ورداً» و«زنبق».. قصاصة ورق عليها رقم الهاتف تلصق على زجاج سيارة شاب وسيم و«خلصنا».
فن وموهبة
ينقل أحمد تجربة أصدقائه الثرية في ميدان المغازلة «يستخدمون كلمات وجملاً لا تخطر على بال.. تلفت أسماع الفتيات وتنال رضاهن» ويضيف «ليس أدنى لغرور الفتاة من كلمات ناعمة تصف محاسنها».
ولا يغفل أحمد عن ضرب الأمثلة «إنت وايد حلوة».. «أنا معجب بيج من زمان» ويواصل «عندما نرى مجموعة فتيات يمشين سوياً نغازلهن بجملة «أحلى واحدة اللي بالنص» أو «أحلى واحدة اللي شايلة شنطة حمرة».
ويرى سلمان نفسه خبيراً في ابتكار جمل المغازلة «كل فتاة يوحي مظهرها وجمالها بجملة جديدة مبتكرة للتو واللحظة، وكلما كانت الفتاة أجمل وأكثر رشاقة تداعت الصور الجميلة لمخيلتي، ولا يلبث لساني أن ينطق بها.. «نورك ولا نور البدر».. «شوي شوي الأرض ما تستحمل جمالك».
فتاة وتغازل
ولا يقتصر الغزل على الشاب، فالفتيات دخلن ميدانه بقليل من الجرأة فقط.. تحكي مروة قصة صديقتها الجامعية «أُعجبت جداً بزميلها في الجامعة، وحين أرادت الحصول على رقم هاتفه تعقّبت أثره وعرفت سيارته.. في اليوم التالي سجلت رقم هاتفها بقصاصة وضعتها على زجاج السيارة وخلص الموضوع».
وفتاة أخرى شاركتنا أساليبها الخاصة في المغازلة «أحب لفت نظر أي شاب يعجبني من بوابة المغازلة، أتبادل معه نظرات مطوّلة أرفقها بابتسامة مشرقة، وإذا لزم الأمر أكتب له رقم «البلاك بيري ماسنجر» وندردش.. الموضوع ولا أسهل».
«تلطيش» ينتهي بزواج
بدور تروي لنا قصة تعارفها بزوجها «اتصل بي يوسف خطأً وعندما أجبت على الهاتف أُعجب بصوتي رغم أني أغلقت الهاتف بوجهه» وتسترسل «ظلّ يتصل بي مراراً ويرسل رسائل الحب حتى لوعت قلبه.. في النهاية وافقت أن أتجاذب معه أطراف الحديث»، بعد مضي شهرين فقط انتهى تعارف حبيبي الصدفة لزواج.
فتاة أخرى شاركتنا قصتها وانتهت أيضاً بإعلان الخطوبة «رآني خطيبي في حفل عيد ميلاد إحدى الصديقات بمطعم في العدلية، ليلتها جنّ جنونه.. حاول الحديث معي دون جدوى.. عقدت العزم أن أدوخ مُتيمي الولهان وكان ما أردت».
ظل يطاردها بجمل الغزل من زاوية لزاوية ومن طاولة لأخرى «إنت أحلى واحدة بالمكان».. «إعطيني رقم موبايلك» وتقول «لا أنكر تملكني الغرور.. وتظاهرت أني لا أعيره أدنى انتباه.. في الحقيقة كان قلبي يقفز من الفرح كطفل صغير».
ظلّ يسأل عنها صديقاتها حتى توصّل لحسابها على «فيسبوك».. أرسل قائمة طويلة من عبارات الغزل ولم يجد استجابة.. وتكمل حديثها ضاحكة «ظلّ يتعقب أثر عائلتي كالمجنون، حتى وصل لرقم هاتف والدي وتقدم لخطبتي ووافقت من فوري.. الآن فقط أبوح له بمكنون قلبي».