كتبت - هدى عبدالحميد وعائشة طارق: أجمع نواب أن الولايات المتحدة الأمريكية تنافق سياسياً، وأن دعمها لأتباع إيران في البحرين مثال حي، مشيرين إلى أن سكوتها عن دعوات قاسم التحريضية دليل رضاها عن أعمال العنف والتخريب. وقال النواب إن أمريكا تتعامل مع الانقلابيين في المملكة لتحقيق مكاسب خاصة على حساب أمن البحرين واستقرارها، مؤكدين أن مساندتها لهم جاءت على خلفية إدراكها فشل “الوفاق” ومخطط ولاية الفقيه. ودعا النواب حكومة البحرين لاتخاذ موقف حازم حيال المخربين والمحرضين ودعاة التأزيم، وإنفاذ القانون بحقهم وفقاً للإجراءات المتبعة في هذا المجال، وعدم الرضوخ للضغوطات الدولية الهادفة للنيل من سيادة المملكة وزعزعة أمنها واستقرارها. تحشيد قاسم وموقف أمريكا وقال النائب حسن الدوسري إن الولايات المتحدة تتعامل مع التيارات الدينية الانقلابية لتحقيق مكاسبها ومصالحها على حساب استقرار البحرين، مضيفاً أن واشنطن تلجأ إلى عملائها لاستخدام الأساليب الدينية المؤثرة على العقول. ودلل على كلامه بدعم الولايات المتحدة وسكوتها عن استخدام عيسى قاسم عبارات دينية هدفها تحشيد الناس في ساحات المقشع الجمعة الماضية. وأضاف أن هذا ما يسمى بـ«النفاق السياسي” الذي استخدمته أمريكا مع أفغانستان سابقاً، عدا أساليبها المتعددة المتمثلة في دعمها لأتباع إيران في البحرين لخلق توترات مستمرة، رغم علمها أنهم محرضون ومخربون. وأكد الدوسري أن أمريكا أدركت فشل “الوفاق” ومخططات ولاية الفقيه في البحرين، وسعت حينها إلى تأييد الانقلابيين من خلال سفارتها في البحرين للتحشيد ضد الحكومة، وأضاف “مازال سفيرها الجديد في زيارات واجتماعات مع الفئة المخربة، فهذا السفير عاث في أرض العراق فساداً، وجاء ليطبق المخطط نفسه في البحرين”، لافتاً إلى وعي الشعب البحريني وإدراكه لما يحاك ضده. وأشار إلى أن أمريكا لا تساعد أحداً، وتريد الدخول إلى منطقة الخليج العربي عبر البحرين، سعياً منها للهيمنة على آبار النفط والخروج من أزمتها المالية، وقال إن من استخدمته أمريكا كأداة لمخططاتها الفاشلة ستنقلب عليه عاجلاً أم آجلاً. تنسيق المواقف وقال النائب خميس الرميحي “إذا كنتم تراعون أمريكا فهي جزء من المخطط وتريد التصعيد، وأن المواقف مع السعودية والإمارات يجب أن تتحرك كمنظومة واحدة لأن مصالح أمريكا ستتأثر”، وتساءل “لماذا لا تنتقد أمريكا الفوضى بحزم، سيما أن أعداد المخربين ليست كبيرة”. ووجه كلامه للمسؤولين “اتركوا عنكم الإعلام الخارجي المسيس ومنظمات المجتمع المدني وبالذات الأمريكية والإعلاميين المسيسين، فهؤلاء يجب طردهم”. وأكد أن أمريكا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر بدأت تنتهج سياسية خطيرة في المنطقة، وأرادت أن تخطط لحماية إسرائيل من ناحية وتحقيق أهدافها الاستراتيجية والهيمنة على منابع النفط بالمنطقة. وأضاف أن دعم أمريكا لأتباع إيران في المنطقة ليس حباً بإيران ولا أتباع ولاية الفقيه، وإنما تريد أن تخلخل الأمن بالمنطقة العربية، وتتغاضى عما تفعله إيران في العراق والبحرين وسوريا لمعرفتها بالعداء والكره الذي يكنه الفرس للعرب، وهي تريد أن تعول على إيران في تنفيذ سياسية تخدم مصالحها في السيطرة على المنطقة. وأشار إلى أن إيران تمارس إسقاطاً تاريخياً على الأحداث نابعة من حقد دفين على العرب، وأمريكياً تغض الطرف عما يحدث من أتباع ولاية الفقيه بقصد خلخلة المنطقة وجعلها بؤرة للتطاحن والتشاحن بين الطوائف، كي يسهل عليها السيطرة على منابع النفط. وأكد الرميحي أنه إذ لم تسعى دول الخليج لاتحاد بأسرع ما يمكن، إضافة إلى بناء تحالفات دولية أخرى غير الولايات المتحدة الأمريكية، فهي ليست بحليف يوثق به ولا صديق يمكن الاعتماد عليه، مضيفاً “نرى بوادر لبروز قوى دولية جديدة على الساحة، وعودة روسيا إلى قوتها كدولة قادرة على الوقوف بوجه الولايات المتحدة إضافة إلى الصين وينصح بالتحالف معهم”. ادّعاء الديمقراطية من جانبه ثمن النائب عبدالرحمن بومجيد خطاب القائد العام لقوة دفاع البحرين المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، ووصفه بالصريح والشفاف في طرحه للتدخلات الأمريكية في شؤون البحرين، مؤكداً أن الأمر بات واضحاً ومكشوفاً للرأي العام، وأن وثائق ويكيليكس أثبتت مدى تواصل هؤلاء مع الولايات المتحدة الأمريكية. وقال “يتضح للقارئ السياسي مساندة أمريكا ودعمها اللامحدود للمعارضة، وزيارات المعارضة لسفارتها أكبر دليل”، مؤكداً أنها طالما حاربت العنف في “وول ستريت”، ولم لم يكن لها موقف مما يحدث في البحرين، رغم الاتفاقات الموقعة بين البلدين، وتساءل “هل تعطيل الأحياء التجارية ودهس رجال الأمن يعتبر ديمقراطية برأي الولايات المتحدة؟ أما أنها تدّعي فقط محاربة العنف والإرهاب؟”. وشدد بومجيد “يجب أن يكون للبحرين موقف من المخربين والمحرضين، والعمل بمبدأ تطبيق القانون وعدم الرضوخ للضغوطات الدولية، فالبحرين قدمت كل ما لديها للم الشمل ابتداءً من الحوار الوطني وانتهاءً بتطبيق المرئيات”، داعياً الولايات المتحدة إلى الكف عن إشعال الفتنة في المجتمع البحريني ومساندة ولاية الفقيه. مخطط إثارة الفتنة وقال النائب عبدلله بن حويل إن أمريكا لا تريد إلا مصلحتها، فهي تأوي وتساند جمعيات تعتبر أدوات للوصول إلى مخططاتها الفاشلة، مؤكداً أن أمريكا تتصور أنها يمكن أن تجند شخصاً مثل عيسى قاسم لتحقيق مطالبها، وهو دور مشبوه لعبته سابقاً عندما نصبت الخميني في إيران والسيستاني في العراق، لافتاً إلى أن اللعبة لن تنطلي على الشعب البحريني ودول الخليج عامة. وأشار إلى أن ادعاءات الولايات المتحدة بالديمقراطية انكشفت في عدم إدانتها لممارسات جمعية الوفاق، وحركت المخربين والمحرضين لنشر الفوضى والخراب في البحرين وبعض الدول العربية. وأكد بن حويل أن تاريخ أمريكا يشهد بملفها السيئ، فهي سبق وأن تحالفت مع إيران ضد أفغانستان، وعاثت في العراق فساداً وتحالفت مع حزب الله اللبناني، ما يكشف مساندتها الصريحة لولاية الفقيه. التحالف الأمريكي الإيراني وأضاف النائب الأول لرئيس مجلس النواب عبدالله الدوسري “إننا نعلم منذ زمن بعيد أن بعض السفارات تتجاوز عملها الدبلوماسي، وتحوله إلى عمل استخباراتي لخلق الفتنة”، مؤكداً “كنا نعتقد أن الولايات المتحدة صديقة للبحرين، قبل أن تثبت الأيام ديدنها ومصالحها”. وقال إن “تاريخ الولايات المتحدة معروفة بممارستها الدنيئة وتحالفها مع إيران، وتدخلات البلدين في البحرين جاءت بعد الإطاحة بالشاه”، لافتاً إلى أن البحرين بلد الأسرة الواحدة، ومهما اختلف الشعب إلا أنه يبقى متماسكاً تحت راية جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى. وأضاف “يجب أن يعي كل من تسول له نفسه المساس بسيادة البحرين وأمنها، أنه لن ينجو من العقاب والقانون، ولن تنطلي على الشعب البحريني أكاذيبهم ومخططاتهم من أجل الولوج إلى بوابة الخليج عبر البحرين”.