كتبت - هدى عبدالحميد: أكدت فعاليات أن الاتحاد بين دول مجلس التعاون الخليجي يعتبر تصحيحاً لوضع فرضه الاستعمار بعد الحرب العالمية الأُولى، مشددين على أن الاتحاد الكونفدرالي سيحفظ لدول الخليج العربية استقلالها ويصون سيادتها، فيما يدعم في الوقت ذاته قوتها بالمجالات كافة على غرار الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ولفتوا إلى أن تحقيق الوحدة في النواحي العسكرية والأمنية والاقتصادية يجب أن يكون على قائمة أولويات الاتحاد الكونفدرالي نظراً لما يتهدد دول مجلس التعاون من مخاطر وأطماع خارجية. وأشار هؤلاء إلى أن الاتحاد بين دول مجلس التعاون يجب أن يقوم على مبدأ التكافؤ والتكامل بين الأعضاء وفقاً لإمكانات وقدرات كل منها، بحيث نضمن عدم خضوع أي طرف لسيطرة أو وصاية أي طرف آخر، لأن المصلحة من إقامة الاتحاد سيستفيد منها الجميع، موضحين أن بعد نظر قادة دول “التعاون” باختيار نموذج الاتحاد الكونفدرالي وليس الفدرالي يؤكد أن كل دوله عضو ستحتفظ بسيادتها. وبينوا أن وحدة المصير المشترك واللغة والدين، وتشابه بل وتطابق العادات والتقاليد والأصول تشكل عوامل جذب وقوة لإقامة اتحاد يستجيب لمبادرة خادم الحرمين الشريفين التي أطلقها خلال القمة الخليجية الأخيرة في الرياض بما يحقق مصلحة شعوب المنطقة وتطلعاتها، ونفوا المزاعم التي تروجها أطراف تتبع لولاية الفقيه بأن هناك طرفاً سيفرض الوصاية على بقية أعضاء الاتحاد الخليجي. المطالبة لا انتظار الموافقة فمن جانبه، أكد النائب جاسم السعيدي أن الاتحاد الخليجي أصبح أمراً ضرورياً في الوقت الراهن، وليس هناك مجال لضمان استقرار وتطور دول الخليج إلا بالاتحاد الذي يجب أن يقوم فوراً في شكل اتحاد عسكري، واتحاد دبلوماسي يتمثل في وزارة خارجية واحدة، ثم اتحاد في المجال الاقتصادي، وشدد على ضرورة مطالبة مملكة البحرين بإقامة هذا الاتحاد وليس انتظار الموافقة عليه، ويجب أن تبادر إلى تحقيق هذه الخطوة لما فيها من ضمان لحفظ أمن شعب البحرين من الأيدي الغادرة التي تسعى للعبث بأمن واستقرار البلاد ولمواجهة التدخلات من قبل الدول المجاورة كإيران والأطماع الأمريكية وغيرهم ممن تتوافق مصالحهم مع جمعية الوفاق. وأشار السعيدي إلى أن هناك أصواتاً نشازاً ترفض هذا الاتحاد، في حين ليس هناك مبرر واحد يمنع الاتحاد أو يحول بيننا وبين الاتحاد وبالأخص مع المملكة العربية السعودية الشقيقة، مشيراً إلى أن دول مجلس التعاون تجمعها جغرافية واحدة ونحن جزء لا يتجزأ من دول الخليج ومن السعودية، وأوضح أن شعوب دول “التعاون” أمام تحديات كبيرة جداً فلذلك كل مجالس البحرين والشعب البحريني ممن نتحدث معهم يطالب بالإسراع في تطبيق الاتحاد الكونفدرالي بين دول الخليج. وشدد النائب على أن الاتحاد الكونفدرالي أمر لا يحتاج إلى مراجعات ولا المشاورة بل أصبح أمراً ملحاً ومطلباً شعبياً يمثل قوى وقطاعات كبيرة لشعوب المنطقة للدفاع عن مقدرات ومكتسبات دول الخليج العربية ومملكة البحرين على وجه الخصوص لأنها في خط الاستهداف الأول من قبل إيران وأتباع إيران الذين يساومون على أمن وسيادة وعروبة البحرين. كما أكد السعيدي أن مفهوم الاتحاد الكونفدرالي لا يعني أن هناك دولاً ستكون وصية على هذا الاتحاد، وإنما سيكون لكل دولة سيادة مستقلة، والاتحاد سيطبق في الجوانب العسكرية والاقتصادية والأمنية، ولن يكون له شروط، فكل دولة مستقلة بما لديها من إمكانات وسياسيات إلى غيره من هذه الأمور. مشيراً إلى أن من يقول أن هناك وصاية ستفرض من إحدى الدول على هذا الاتحاد، فذلك كلام عارٍ من الصحة وذو مغزى سياسي تروج له الجمعيات التابعة لولاية الفقيه والمجلس العلمائي عبر قنواتهم المأجورة من خلال دعواتهم لرفض الاتحاد مع السعودية. مكاسب كبرى للاتحاد وفي السياق ذاته، قال النائب عيسى القاضي إن الاتحاد الخليجي سيحقق مكاسب كبرى لدول وشعوب المنطقة من حيث تثبيت دعائم الأمن والاستقرار ولجم مطامع القوى الإقليمية وإحداث نهضة تنموية متكاملة، وأضاف أن الاتحاد سيخلق قوة خليجية عربية جبارة وضاربة سياسياً واقتصادياً يحسب لها ألف حساب قبل قيام أي جهة بمحاولة ارتكاب أي عمل من شأنه أن يمس استقرار وأمن الدول الأعضاء أوعمقها الاستراتيجي. وأوضح القاضي أن الاتحاد الخليجي مصير محتم لدول المنطقة، مشيراً إلى أن شعوب الخليج العربية ذات أصول واحدة، ولها عادات وتقاليد مشتركة، والاتحاد أصبح ضرورة لمصلحة هذه الشعوب بعيداً عن أي حسابات سياسية أخرى، ولن تسمح شعوب هذه المنطقة لأحد أن يخضعها للتسييس، مشيراً إلى أن الاتحاد العسكري سوف يشكل سياجاً أمنياً موحداً له دور كبير لردع أي تدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة. وأكد النائب أن الاتحاد بات ضرورياً عقب ما مرت به المنطقة وشهدته خلال الفترة الماضية من مؤامرات ودسائس، مشيراً إلى أن المنطقة ظلت مستهدفة منذ وقت طويل، ولا يمكن مواجهة الأطماع الإقليمية والمؤامرات الدولية ضدها إلا عن طريق الاتحاد، وأشار إلى أن مجلس النواب ومن خلال النائب عادل المعاودة سوف يطرح سؤالاً على وزير الخارجية يوم الثلاثاء المقبل عن الخطوات التي تم اتخاذها من أجل الإسراع في الإعلان عن الاتحاد لأنه أصبح مطلباً شعبياً ملحاً وضرورة لا يمكن التباطؤ في تنفيذها. في الاتحاد قوة ومن جهته، استشهد المحامي فريد غازي بالمقولة التراثية “في الاتحاد قوة”، وقال إنه بطبيعة الحال هناك اتحاد بين دول مجلس التعاون في المجال الاقتصادي والاجتماعي، فإذ امتد هذا الاتحاد للمجال السياسي كما هو الحال عسكرياً ممثلاً في قوات درع الجزيرة، سوف تصبح لدول مجلس التعاون دفعة قوية وقوة لا يستهان بها في كافة المجالات. وأكد أن الاتحاد صار ضرورة ملحة للتصدي للمؤامرات الكبرى التي تُحاك لتفتيت عروبة الخليج العربي، موضحاً أن الاتحاد الكونفدرالي، يعتبر شكلاً من أشكال الاتحادات المعاصرة بين الدول ذات السيادة، على غرار نموذج الاتحاد الأوروبي، لافتاً إلى أن الاتحاد سوف يعطي دول “التعاون” قوة دفع لتكون فاعلة على المستوى الدولي، لما ستملكه دول التعاون مجتمعة من قدرات وإمكانات ووسائل ضغط سياسية واقتصادية تستطيع التأثير بها في القرار الإقليمي والدولي. العودة للوضع الطبيعي وعلى صعيد متصل، أكد رئيس جمعية العلاقات العامة والناشط السياسي د.فهد الشهابي أن دول الخليج كانت أساساً شعباً واحداً وكان يطلق عليها البحرين، وكانت تمتد من الكويت شملاً إلى سلطنة عُمان جنوباً، وإعلان الاتحاد هو في الحقيقة عودة العلاقة بين تلك الدول إلى وضعها الطبيعي. موضحاً أنه تم تقسيم المنطقة بعد الحرب العالمية الأُولى حسب اتفاقية سايكس بيكو إلى دول صغيرة بهدف إضعاف المنطقة. وذكر الشهابي أن الاتحاد الكونفدرالي هو عودة إلى الوضع الطبيعي، مؤكداً أننا أصبحنا نعيش في عالم التكتلات السياسية والعسكرية والاقتصادية التي أصبحت حاجة ملحة في أي منطقة من مناطق العالم، وقادتنا في دول الخليج أدركوا أهمية هذا الواقع الجديد وتمثل ذلك في ما دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في مبادرته التي أيدها كل قادة مجلس التعاون الخليجي، مؤكداً أن الاتحاد يشكل درعاً يحمي المنطقة ودولها على الأصعدة العسكرية والاقتصادية والأمنية. وأشار الناشط السياسي إلى أن قوة الدول تقاس بمتانة وتطور الاقتصاد وليس بالقوة العسكرية، ونحمد الله أن ربنا أنعم علينا بنعمة النفط وعندما نكون وحدة واحدة سيكون تأثيرنا على السوق العالمية أكبر من تأثيرنا كدول منفردة، وإذا كانت شركة “أرامكو” تملك 17% من نفط العالم، فنفط الدول الست سوف يشكل قوة لا يستهان بها، مشيراً إلى أن معدلات النمو في الاتحاد الأوروبي أعلى مما لدينا رغم أننا ننعم بالشريان النابض وهو النفط، وبالتالي سنكون بالوحدة قوة سياسية وعسكرية فاعلة وقادرة على التصدي لأي مخاطر قد تتعرض لها المنطقة. وأشار الشهابي إلى أن الاتحاد سيكون في شكل كونفدرالية وليس فدرالية، كما هو الحال في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تتمتع الولايات ببعض السلطة المحلية إلا أنها تخضع للسلطة الفدرالية، أما الاتحاد الكونفدرالي فهو على غرار الاتحاد الأوروبي إذ كل دولة تحتفظ بسيادتها وطريقة حكمها ونظامها الدستوري، رغم بعض التباينات الصغيرة من دولة إلى أخرى داخل منظومة الاتحاد.