حذّر الرئيس الامريكي باراك اوباما الحزب الجمهوري من التلاعب في قضية "سقف الدين"، قائلاًَ في مؤتمر صحفي بالبيت الابيض ان تصنيف الولايات المتحدة خفّض في آخر مرّة حاول الجمهوريون في الكونغرس التفكير في ذلك" ربما يكون أخطر ما اشار اليه الرئيس الامريكي هو ان "بعض الفواتير جاء وقت دفعها وعلينا ان ندفعها"
يأتي كلام الرئيس الامريكي قبل ستة اسابيع من موعد "نظري" هو 1 مارس 2013 عندما يصل الدين العام الى 16,3 تريليون دولار وهو سقف الدين بحسب ما أقرّه الكونغرس، وفي الحقيقة وصلت الخزانة الامريكية الى هذا السقف في 31 ديسمبر 2012 وتغطي الآن نفقاتها من خلال تدابير داخلية ولن تتمكن من ذلك بعد اسابيع.
حذّر العشرات من خبراء السوق من خطورة وصول الولايات المتحدة الى هذه المرحلة حيث لا تستطيع الحكومة الاميركية الاستدانة ولا تملك الاموال الكافية لمتابعة الانفاق.
هذا السيناريو يشبه الكارثة بالنسبة الى الاميركيين واقتصادهم وعملتهم فسيكون على الحكومة الاميركية ان توقف العمل ببعض االبرامج الحكومية او ترفض ارسال أجور موظفين حكوميين واختار الرئيس الاميركي الاشارة الى انه "... لو رفض الجمهوريون في الكونغرس دفع الفواتير في الوقت المعين لها، فستتأخر شيكات استحقت لنظام الضمان الاجتماعي وستتأخر مخصصات المحاربين القدامى ايضاً".
ويجد الجمهوريون انفسهم في مأزق لأن الرئيس الاميركي لا يريد التفاوض على رفع سقف الدين العام مقابل خفض الصرف الحكومي.
قال رئيس مجلس النواب في بيان حول هذه القضية إن الاميركيين لا يؤيّدون رفع سقف الدين العام بدون خفض الصرف الحكومي"، وفيما اعترف بأن مضاعفات عدم رفع سقف الدين حقيقية، أشار الى ان عدم معالجة مشكلة الصرف مشكلة ايضاً وربط إقرار مشروع قانون يضمن دفع المتوجب على الحكومة وابقاء العمل في القطاع العام ويضبط الصرف.
ستشهد الايام المقبلة وحتى موعد الاول من مارس مواجهات سياسية بين الرئيس اوباما والديموقراطيين من جهة والجمهوريين من جهة أخرى وربما يكون اساس القضية هو ملاءة الولايات المتحدة وهل يجوز استعمالها للتفاوض حول البرامج الحكومية.
يعتبر الخبراء من مؤسسات قريبة من الديموقراطيين وحتى في وول ستريت أنه من الخطأ استعمال موضوع الملاءة المالية للحكومة الاميركية في التفاوض على السياسات الحكومية لكن الجمهوريين في موقف صعب لأنهم لا يجدون غير وقت الازمات للتفاوض مع الديموقراطيين والرئيس الامريكي حول "الهدر" الحكومي ويعتبر الجمهوريون ان الميزانية مصابة بعجز يصل الى 1,08 تريليون دولار ويجب التعاطي مع هذه المشكلة.
في تعليق على المؤتمر الصحفي للرئيس الاميركي حول سقف الدين قال معلّق جي دي فوستر من معهد هريتاج ان زيادة الدين العام ستكون باهظة الثمن للاجيال المقبلة "والجمهوريون على حق في استعمال الجدل حول سقف الدين لإجبار الرئيس على الذهب ابعد من الحوار والكلام".
اما رئيس الاحتياطي الفدرالي بن برنانكي فطلب من الكونغرس الاميركي رفع سقف الدين، معتبراً انه من الضروري جداً تحاشي التخلف عن دفع الديون.