كتب - حاتم كمال:
قالت وكيل وزارة التنمية الاجتماعية حنان كمال إن الأيتام أو الأطفال مجهولي الوالدين تكون حضانتهم دائمة في برنامج الرعاية البديلة ولا يعودون إلى أسر أو رعاية مؤسسية إلا في حالات الضرورة، أما الأطفال المعرضين للعنف الأسري وسوء المعاملة فتكون رعايتهم عبر البرنامج مؤقتة وتتم تهيئتهم للرجوع إلى أسرهم الأصلية إذا لم يشكل ذلك خطورة عليهم، مشيرة إلى وجود فروقات في الظروف المعيشية والنفسية بين الفئتين من الأطفال.
وأوضحت حنان كمال، في تصريح لـ»الوطن»، أن الرعاية البديلة أو (الحضانة المؤقتة) هي قيام أسر صالحة تتوفر فيها شروط الرعاية باحتضان الأطفال الذين يتعرضون للإيذاء الجسدي أو النفسي أو الجنسي أو الإهمال الشديد داخل الأسرة أو حالات التشرد، بهدف رعايتهم وإيوائهم وتحسين سلوكهم لفترة مؤقتة إلى أن يزول السبب وتثبت أسرة الطفل الأصلية قدرتها على رعاية هذا الطفل ليرجع إليها مرة أخرى.
وأكدت أنه بعد مرور سنة على الرعاية البديلة تتم مراجعة الحالة والنظر فيها مرة أخرى في حال احتاجت لأي تغيير أو تعديل.
وأضافت حنان كمال أن أهداف برنامج الرعاية البديلة تتمثل في المحافظة على الأطفال المعرضين للعنف الأسري وسوء المعاملة وتوفير احتياجاتهم المعيشية والصحية والنفسية والاجتماعية، وتوفير البيئة الأسرية الصالحة للأطفال بما يكفل استقرارهم النفسي والاجتماعي، وإعادة تأهيل الأطفال والمساهمة في حل مشاكلهم الأسرية تمهيداً لعودتهم إلى أسرهم.
شروط محددة للأسرة البديلة
وأوضحت أن شروط الأسرة البديلة تتمثل في أن تكون الأسرة بحرينية مسلمة، وأن تكون مكونة من زوجين صالحين ناضجين أخلاقياً واجتماعياً، وأن تكون خالية من الأمراض المعدية والاضطرابات العقلية التي تشكل خطراً على الطفل، وأن لا يقل سن كل من الزوجين عن 30 سنة ولا يتجاوز 50 سنة، وأن يكون للأسرة مصدر دخل دائم بحيث لا تحتاج للاعتماد على الدعم الخاص بالوزارة، وأن يكون لديها منزل ملائم وأن يكون هناك مكان خاص ملائم للطفل، وأن يكون الزوجان حسني السيرة والسلوك والسمعة ولم يسبق الحكم على أي منهما بعقوبة جنائية أو جنحة بالشرف أو الأمانة أو الآداب العامة، وأن يكون محل إقامة الأسرة داخل حدود البحرين بما يكفل لموظفي الوزارة من متابعة شؤون الطفل، وأن تكون الأولوية للأسرة البديلة من أقارب الطفل.
ونوهت إلى أن هناك عواقب نفسية وتحديات ممكن أن تصيب الطفل عند خروجه من أسرته الأصلية إلى أسرة أخرى والعكس أيضاً عند عودته إلى أسرته الأصلية، مشيرة إلى أن أهم هذه الصعوبات التي ممكن أن يواجهها الطفل هي تأثره في النقل من بيئته بعيداً عن أسرته فمن الطبيعي أن ينتاب الطفل العديد من مشاعر الغضب والكره تجاه الطرف الآخر أو الأسرة البديلة، ويشعر أيضاً بالذنب تجاه أسرته الأصلية لتركهم والرغبة في الرجوع إلى البيت ولو كان الطفل يتعرض للإساءة والإهمال الشديدين لأن الطفل لم يعرف سوى ذلك.
وأشارت إلى أنه إضافة لذلك الشعور بقلة الحيلة للتنقل من مكان إلى آخر والشعور بعدم الأمان والغموض من المستقبل. بعد هذه المراحل التي يمر بها طفل الرعاية البديلة يصبح متعوداً ومستقراً مع الأسرة البديلة، وهناك تحديات تواجه الطفل والأسرة البديلة بعد انتهاء فترة الرعاية. فالطفل قد شعر بالأمان والانتماء والتعلق بهذه الأسرة فيصعب عليه تركها. ولكن من واجب الأسرة البديلة تهيئة الطفل للرجوع إلى أسرته والعمل على ذلك طوال فترة الرعاية.
آليات تنفيذ برنامج الرعاية البديلة
وعن آليات تنفيذ مشروع برنامج الرعاية البديلة قالت حنان كمال إن الآلية مقسمة على سبعة أقسام وهي فلسفة الأسرة البديلة أن تتم رعاية الطفل في ظروف أسرية في جو العائلة والبيت بدلاً من وجوده في مؤسسات لرعايته حيث إن ذلك يعد أمراً غير طبيعي، وتوعية المجتمع عن البرنامج ومدى أهميته وإيجاد أسر للتقدم لرعاية أطفال لفترات مؤقتة. في حال إيجاد هذه الأسر تتقدم بخطاب رسمي وملء استمارة التسجيل للبرنامج، وتحويل ملفات الأطفال لقسم الرعاية البديلة من قبل الجهات الرسمية المعنية مثل مركز حماية الطفل أو النيابة العامة أو المحكمة بكامل المستندات والثبوتيات الخاصة بالطفل. تتم دراسة الحالة من قبل فريق العمل واختيار الأسرة المناسبة لرعاية الطفل، وتدريب الأسر المتقدمة للبرنامج في مختلف المجالات الخاصة برعاية الأطفال وبالذات الأطفال من فئة المتعرضين للعنف والاعتداءات. فهذا البرنامج التدريبي يسلط الضوء على كيفية التعامل مع الأطفال.
وأضافت «الخصائص النفسية لهذه الفئة من الأطفال كيفية توفير الحماية لهم وللأسرة البديلة المشاكل التي ممكن أن تواجه الطفل والأسرة البديلة وكيفية حل هذه النزاعات. ومواضيع أخرى أكثر تفصيلية توضح الصورة بشكل أكبر للمتقدمين للبرنامج. إضافة إلى أنه تتم تقييمات من قبل الأخصائي الاجتماعي للأسر المتقدمة للبرنامج فمنها تقييمات للمنزل إن كان آمناً وإذا هناك مجال لاستقبال طفل وأن تتوفر غرفة خاصة لهذا الطفل. أيضاً تقييمات ومقابلات مكثفة مع الأسرة المتقدمة وأطفالهم وعائلاتهم الممتدة إن وجد.
وقالت إنه في إطار تنسيب الأطفال مع الأسر البديلة في هذه المرحلة من البرنامج يقوم فريق عمل البرنامج باختيار الأسرة البديلة الأنسب للطفل مراعاة لمنطقة السكن وهوايات الأسرة والطفل والحالات الاجتماعية. فمن الأفضل وضع الطفل مع أسرة تكون منطقة سكنها مقاربة لمنطقة سكن الطفل وذلك للمحافظة على نوع ما من الاستقرارية لدى الطفل من حيث المدرسة والأصدقاء والمدرسين الذين اعتاد عليهم الطفل وأيضاً في حال رجوع الطفل إلى أسرته الأصلية يكون التغير لحد ما نسبي ليس مفاجئ.
وأكدت وكيل وزارة التنمية الاجتماعية حنان كمال أنه تتوفر المساعدة والمساندة من قبل فريق عمل البرنامج للطفل والأسرة البديلة بشكل مستمر ومكثف إن احتاج الأمر وتخفف عند ضمان استقرار الطفل لدى الأسرة ولكن هذه المساندة لا تنقطع إنما تحدد على فترات.