كتب ـ جعفر الديري:
لا أحد إلا وسمع عن الحب من أول نظرة.. ولكن هل سمعت عن الكرة من أول نظرة..؟! هناك فريق يتعامل بحسن النية ويفترضها تجاه آخر لا يعرفه تمام المعرفة حتى يثبت العكس، وآخرون يفترضون سوء النية حتى تُدحض الفرضية.
البعض يحب ويكره يصادق ويعادي بالحدس، ويذهب هذا البعض إلى أن اللقاء الأول بين شخصين كافٍ لتحديد ميوله وطبيعة تفكيره، وبالتالي مصادقته أو الابتعاد عنه، وآخرون يفضلون المجازفة وخوض غمار التجربة ولا يعتدون بالحدس لتحديد مواقفهم تجاه الآخرين.
نعيم أو جحيم
يؤمن عادل حسين بالحدس، ولا يشك في صدقها كفرضية تجاه الآخرين المجهولين، ويقول إنه حاول مخالفة الفرضية فكانت النتيجة غير إيجابية.
حسين لا يؤمن بمقولة إن التعرف على الآخرين مسألة بسيطة ويراها «نقطة تحول في الحياة»، ويضيف «الناس الذين نصادقهم أو حتى نصحبهم في الحياة إما أن يكونوا نعيماً أو جحيماً.. الحب والكره معيار سعادتنا، فمتى آمنت بوجود إنسان يحبك امتلأت حباً بالحياة، ومتى علمت بوجود آخرين يكرهونك، لن ترى من الوجود سوى لونه الأسود».
وساوس
ولا تعتقد خاتون علي بصحة هذا الرأي «كثيرون ممن تشعر إزاءهم بحاجز صلد، سرعان ما تكتشف فيهم أموراً تعجبك وترغبك بهم»
وتقول إن مشاعر العداء تجاه إنسان لا تعرفه من وساوس الشيطان.
وتدلل خاتون على رأيها بحادثة واجهتها شخصياً مع زميلة في العمل «عندما التقيتها أول مرّة نفرت منها دون سبب، ثم اكتشفت أن هناك اختلافاً في التربية بيننا فزادت الهوة» وتتابع «لكن مع وجودنا الدائم في أجواء العمل لفترة طويلة اكتشفنا بيننا أموراً مشتركة كثيرة قوّت علاقتنا وتخطت مجال العمل.. اليوم نحن أعز صديقتين».
ظرف اللقاء
بتول إبراهيم تعطي أهمية لظرف اللقاء في هذه الحالة «الإنسان متى التقى شخصاً في ظرف سيء من الطبيعي أن ينفر منه، بينما لو التقاه في ظرف حسن لتغير الحال».
وتشير إلى أن الفرد ضعيف وميال بطبيعته إلى العداء «قليلون هم القادرون على الحكم بأريحية وإنصاف»، وتقول «أنظر مثلاً إلى أجواء الوظيفة، تجد أنك تحمل مشاعر متباينة تجاه الزملاء، فهذا ترغب بالحديث معه وآخر تنفر منه، لكن خارج العمل تنقلب الأمور ويحدث العكس، وكل ذلك يؤكد أن مشاعرنا تجاه الآخرين ليست صادقة بل تحكمها الظروف».
وينظر كاظم عبدالله إلى نفسية الإنسان باعتبارها الفيصل في حب أو كره أناس تلتقيهم لأوّل مرّة «الإنسان متى كان منشرح الصدر لن يجد أحداً من الناس عدواً له، بل جميعهم أصدقاء، بعكس أوقات أخرى يكره فيها جميع الناس بلا استثناء».
ويرى عبدالله أن «إنساناً غليظ القلب بشكل عام، يعجبه أن يلقي كرهه على الناس، خلاف إنسان طيب لو تعرض لأذية لارتفع فوقها ودعا لمن آذاه بالهداية والمغفرة».