قال الإعلامي والباحث الأمريكي جوزيف برودي إن البحرين هي مملكة التسامح والتعايش والانفتاح على الثقافات والشعوب، مشيراً إلى أن البحرين تواجه حاليا تحديات الإصلاح السياسي والاقتصادي والفكري وفرص العمل ومواجهة العنف والتطرف والتدخل الأجنبي، وفي الوقت ذاته تواجه تهديدات مستمرة من إيران، لكنها رغم كل هذه المصاعب تمضى بثبات نحو تحقيق الإصلاح السياسي والمنهجي الذى يملك مقومات النجاح.
وقال جوزيف برودي، الذى يزور البحرين حالياً خلال ندوة أقامتها «جمعية المنتدى» في مقرها بالمنامة بعنوان «العلاقات البحرينية الأمريكية في تغطيات الإعلام الغربي»، إن من الأخطاء التي وقع بها الاإلام الأمريكي خلال الأزمة التي شهدتها البحرين هو متابعة الأحداث من بعيد ومن خلال منظور صحافيين ومراقبين أجانب غير موثوق بهم، وكثير منهم لا يعرفون حتى اللغة العربية. وليس من السهل أبداً تقييم الحقيقة من بعيد.
وأشار إلى أن قرارات الإدارة الأمريكية يتم اتخاذها ببساطة واستناداً على أسس ضعيفة أو معرفة محدودة، وغالباً ما تعتمد الإدارة الأمريكية في سياساتها تجاه المنطقة على معلومات قديمة؛ أو تقارير من صحافيين أجانب، أو من أفراد جالية المهجر البحريني الذين يجيدون اللغة الإنجليزية وانتقلوا إلى واشنطن من أجل المضي قدماً في تحقيق أجندات خاصة بهم.
وأوضح أن كثيراً من الإعلاميين والكتاب الأجانب حين يأتون إلى البحرين، ويكتبون عنها، فهم فاقدون لجزء أساسي وهو «اللغة»، وبالتالي يروجون لجزء مما يجري على هذه الأرض، لعجزهم عن الاختلاط بكل الناس، ويأتي ما يكتبونه بعيداً عن رغبة هذا البلد، منادياً بضرورة معالجة هذا الوضع الذي لا يخدم البحرين، لاسيما وأن طبيعة الإعلام الأمريكي تغلب عليه التغطيات البسيطة للقضايا الدولية.
وضرب الإعلامي والباحث الأمريكي مثالاً على المعلومات المغلوطة التي روّجت ضد البحرين خلال العامين الماضيين بأن العنف يغطي أراضيها وما يجري فيها هو على طريقة ما جرى في مصر وتونس وليبيا ويشبهون ما يجري في سوريا بما هو جارٍ في البحرين دون القدرة على التمييز.
وقال إن «زيارته الحالية إلى البحرين تنبع من رغبة في رؤية هذا البلد بعيني، لتشكيل انطباعي المستقل والموضوعي عن الوضع اليوم في البحرين، ومشاركة ما رأيته وعرفته لدى عودتي إلى الولايات المتحدة».
وأقر برودي أن بلاده تتبع أسلوب الازدواجية في تعاملها مع القضايا العربية خاصة القضية الفلسطينية بانحيازها الى إسرائيل، مشيراً إلى أنه لا يجب النظر الى أمريكا على أنها الدولة المثالية في عالم اليوم.
ونوه برودى إلى وجود محدودية في معرفة المواطن الأمريكي عن العالم الخارجي لكن هذا لا يفترض ان يكون عليه حال القيادي الأمريكي أو من هم في فئة «صناع القرار»، ويبدو ان البعض من اصحاب القرار في أمريكا يملك المعلومة لكنها معلومة قديمة أو ضيقة لا ترقى الى أعماق قضايا العالم الخارجي «غير الأمريكي».
وقال ان الأمريكيين الذي لا يتابعون ما يجري في المنطقة لا يدركون حقيقة الاوضاع فيها منوها الى أهمية الدخول مع الأمريكيين في مجال الاستثمارات والتجارة والتسويق، ومنها سيدركون حقيقة ما يجري في بلدان الخليج والمنطقة العربية.
وقال إن الإداري الأمريكي لم يزر المنطقة كثيرا، واتصالاته بالمنطقة ورجالاتها من المؤسسات الحكومية أو المدنية قليل جداً معتمدين في هذا الشأن على «مراكز البحوث والدراسات» المنتشرة في الولايات المتحدة، وبعض المعلومات مصادرها صحف أجنبية أو من بحرينيين يجيدون اللغة الإنجليزية، ولهم ارتباطات بأجندات معينة، وبالتالي بات مهماً أن يعتمد الأمريكيون في الحصول على معلومات صحيحة ودقيقة وأن يلجؤوا إلى بناء علاقات مع دول الحلفاء ونسج علاقات سليمة مع مصادر موثوق منها.