طالب باحث استراتيجي خليجي دول الخليج بإيجاد بديل آمن عن مضيق هرمز, مركز الثقل النفطي العالمي لذا من الأولى البحث عن البدائل ومواكبة المستجدات السياسية الاقليمية والدولية في المكان والزمان المناسبين.
وأوضح الباحث الإستراتيجي نايف السحياني أن البديل الاستراتيجي الأنسب هو عبارة عن (قناة التعاون المائية), تبدأ من الخليج العربي من شاطئ الامارات الغربي دخولاً ومروراً بأراضي السعودية عبر اجزاء من الربع الخالي متجة جنوباً الى سلطنة عمان حتى يصل الى شرق ميناء الخلوف الواقع على خليج مصيره, وبذلك تمر بثلاث دول من دول مجلس التعاون الخليجي وهي الدول الاكبر مساحة من باقي دول الخليج العربي. وقال السحياني إن للقناة مزاياها الاقتصادية التي تشمل احياء بيئة صناعية نفطية جديدة، تنوع الثروة السمكية من بحر العرب الى الخليج العربي، مصدر دخل قومي اقتصادي جديد للدول الخليجية من رسوم السفن العابرة، وتحقيق الأمن الغذائي كمصدر استيراد وتصدير، إضافة الى اضفاء قوة سياسية وفق الضوابط الدولية، اختصار المسافة والزمن بخيار استراتيجي آمن، وامكانية الاستفادة في التصدير عبر القناة من خلال مد انابيب نفط من حقول النفط الوسطى بالسعودية (الحوطة) والحقول الجنوبية بالمنطقة الشرقية في محافظة الاحساء (الغوار, خريص, حرض). وايضاً امكانية مد خط انابيب من الكويت عبر المنطقة الشرقية الى ميناء تصدير نفطي عبر مركز (الشيبة) بالربع الخالي اذا رأت دولة الكويت ذلك، وذلك ما يجعل مشروع القناة المائية طوقا من أطواق النجاة الإستراتيجية.
وأضاف " ان الموقع الجغرافي له تأثير كبير في التخطيط الاستراتيجي والعلاقات الدولية , مبينا ان دول الخليج العربي تعتبر مركز الثقل النفطي العالمي لذا من الاولى البحث عن البدائل ومواكبة المستجدات السياسية الاقليمية والدولية في المكان والزمان المناسبين بامتلاك دول مجلس التعاون الخليجي احتياطات مؤكدة ومصادر محتملة من الغاز الطبيعي لذا فانه من السياق الاستراتيجي الأشمل والامثل الشروع في ايجاد بديل استراتيجي عن مضيق هرمز بعيداً عن تهديد ايران بإغلاقه من جهة وكذلك البعد عن مناطق التوتر العسكري من جهة أخرى وذلك بما يلائم متطلبات وأولويات دول الخليج وايجاد تعاون بطريقة اخرى على ارض الواقع حيث يجمعهم المصير المشترك في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية ,وهذا ما توصلت إليه بالبديل الاستراتيجي وهي قناة (التعاون) المائية.
وعدد الباحث الاستراتيجي مزايا القناة البديلة، مشيرا الى أن من مزاياها في المجالات النفطية أنها معبر آمن لتصدير النفط والغاز المسال، كما أنها تعتبر تحفيز لاستغلال مكامن نفط جديدة، وربط انابيب نفط جديدة بموانئ ومصافي تصدير جديدة، واستثمار مناطق خام غير مستغلة. ومن مزاياها في المجالات الامنية، حرية المرور البحري الآمن، مرور القناة المائية بمحيط دول عربية خليجية، البعد عن مناطق التوتر الاقليمية، وبقاء التحركات العسكرية في مأمن عن مناطق التوتر و التهديد.
وأشار الباحث الى أن اطوال القناة تصل الى نحو (612) كلم منها (170) كلم من ساحل الخليج العربي بدولة الامارات العربية المتحدة وتحديداً من منفذ السيلة البحري وهي تقع الى الغرب من العاصمة ابو ظبي باتجاه الغرب حتى الحدود السعودية بالربع الخالي، و (142) كلم داخل الاراضي السعودية بالربع الخالي باتجاه الجنوب الغربي وصولاً الى الاراضي العمانية، و (300) كلم عبر عمان باتجاه الجنوب وصولاً الى شرق ميناء الخلوف الواقع على خليج مصيرة المتصل ببحر العرب, منوها الى أن قناة السويس المائية يبلغ طولها (168) كلم التي تصل البحر الاحمر بالبحر الابيض المتوسط. أي بما يعادل باقل من ثلث مسافة قناة (التعاون) المائية بقليل حيث أنشئت في عصر اقل تقدم في التطور التكنولوجي والعلمي من عصرنا الحاضر الذي يتميز بالتقدم التقني في الآلات والمعدات الهندسية والصور الجوية الفائقة الجودة مما يساهم في اختصار الزمن في سرعة الانجاز.